أعرب رئيس حزب الإصلاح والتنمية في مصر، النائب السابق محمد أنور السادات، عن أمله في أن يقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة عام 2024، واصفاً ذلك بأنه سيكون "الحدث الأكبر".
وقال السادات، في بيان، اليوم الأربعاء، حمل عنوان "هل يفعلها الرئيس (2024)؟": "أتوقع بحلول عام 2024 موعد الانتخابات الرئاسية، وبعد إكمال الرئيس السيسي عامه العاشر في الحكم أن يعلن الرئيس في عام 2024 عدم الترشح".
وسرد السادات مطولاً فترة حكم السيسي قائلاً إن "الإرادة الشعبية استدعت الرئيس السيسي ليقود سفينة الوطن، فلم يتأخر ولبى نداء الواجب في فترة عصيبة من عمر هذا الوطن".
محمد انور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية في بيان وزعه اليوم: أتوقع من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقرر عدم الترشح في انتخابات ٢٠٢٤ مكتفيا بما حققه لمصر من إنجازات مشهودة، وقيادته لها بشجاعة في ظرف عصيب، تاركا فرصة كاملة لجيل جديد، ولانتخابات نزيهة تأتي لمصر بمن يكمل المسيرة. pic.twitter.com/GsL3kQHLvT
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) October 19, 2022
وأضاف أنه "بالفعل لم يدخر جهداً في بناء الوطن وتثبيت أركان مؤسسات الدولة بعد سنوات عانى فيها المصريون. وهو أمر جعلنا ندرك يقيناً أن مصر في أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً".
وتابع السادات: "شاءت الأقدار وتولى الرئيس السيسي المسؤولية في وقت كان فيه من يتحمل المسؤولية كمن يمضي نحو المجهول، وحتى هذه اللحظة يستمر عطاء الرئيس بعزيمة وإصرار مقدماً كل ما يملك لبناء دولة مدنية حديثة وجمهورية جديدة تليق بحجم ومكانة مصر".
وأردف أن "الشكر واجب لكل المصريين الذين تحملوا ولا يزالون ضريبة وفاتورة الإصلاح الاقتصادي وتبعاته أملاً في مستقبل أفضل وغد مشرق تسوده المساواة والحرية وتكافؤ الفرص".
وبينما أصدر النائب السابق محمد أنور السادات بيانه -الذي لم تنشره الصفحة الرسمية لحزب الإصلاح والتنمية- لم تعلق أي جهة رسمية عليه، وقالت مصادر سياسية إن "الوضع الحالي في البلاد مرتبك إلى حد تصعب معه التكهنات حول المستقبل".
وقال رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنه "رغم كل ذلك، أتوقع بحلول عام 2024 موعد الانتخابات الرئاسية، الحدث الأكبر وهو أن يعلن الرئيس في عام 2024 عدم الترشح".
وأضاف السادات: "بالطبع لن يكون هذا بالسهل على المصريين الذين عاشوا معه قصة كفاح وعطاء وتعلقت آمالهم بشخصه ووضعوا ثقتهم فيه، لكن الرئيس اعتاد أن يكون مختلفاً مقداماً على ما لم يقدم عليه الآخرون".
واعتبر أنه "سوف نشهد مرة أخرى انتخابات على شاكلة الانتخابات الرئاسية 2012 غير معروفة نتائجها سلفاً، ويظل الجميع ينتظر ويترقب الفائز حتى لحظة إعلان النتيجة. لذا أتوقع أن يكتفي بهذا القدر من الإنجازات".
السادات مع أجهزة الدولة
على المقلب الآخر، علّق رئيس حزب سياسي، ينتمي لما يسمى "تيار الحركة المدنية"، متحفظاً عن ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، على توقعات السادات، قائلاً إنها تأتي في وقت تخشى فيه أجهزة الدولة، من "غضب شعبي مكتوم معرض للانفجار"، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر، والتي تولدت جراء أزمة اقتصادية طاحنة، ساهمت في تكريسها الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكر، رئيس الحزب، بدعوة السادات، المصريين المعارضين في الخارج للعودة إلى وطنهم، في إطار مبادرة وطنية "وافقت عليها مؤسسات الدولة، في ظل أجواء الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي"، قبل شهر واحد؛ معلقاً بأنها كانت تأكيداً إضافياً على إعلانات السادات في أكثر من مناسبة، بأنه يتمتع بعلاقات دائمة مع أجهزة في الدولة.
وكان مجلس النواب الذي أشرف على تشكيله جهاز المخابرات العامة، قد وافق في 17 من إبريل/نيسان 2019، على تعديلات دستورية، تزيد مدة الولاية الرئاسية في البلاد من أربع إلى ست سنوات، مع إبقاء تقييدها بولايتين، مع السماح للسيسي وحده بفترة ثالثة، ما يسمح له بالبقاء رئيساً حتى 2030.
ووسعت التعديلات الدستورية، سيطرة الرئيس على القضاء، ونفوذ الجيش في الحياة السياسية.