تتجه العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" نحو مزيد من التوتر، لا سيما مع تصعيد السلطة ضغوطها على الحركة، عبر المسّ بقطاعات حيوية تؤثر على المدنيين في القطاع، بما في ذلك تأكيد الإسرائيليين، أمس الخميس، أن "السلطة الفلسطينية ستتوقف عن دفع مستحقات الكهرباء التي تزودها إسرائيل لقطاع غزة".
في هذا السياق، يشير عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، وزير الخارجية السابق في حكومتها، محمود الزهار، إلى أن "حماس لن تُسلّم قطاع غزة لحكومة الوفاق الفلسطينية، إلا بعد إجراء انتخابات جديدة، فنحن لن نُلدغ من جحر واحد مرتين".
ويضيف الزهار، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "عباس يريد أن يصوّر للقوى الغربية أن ضغوطه على حماس وغزة نجحت، لذلك يحاول من خلال وسائل إعلامه الترويج كذباً بأن الحركة ستُسلّم القطاع لهم"، مضيفاً أنه "نحن نعتبر أن سلطة محمود عباس منتهية ولا شرعية لها، وأن الشرعية الوحيدة هي للمجلس التشريعي".
وحول ما إذا كانت الوثيقة ستتضمن نصاً يتعلق بعدم تبعية الحركة لأي فصيل أو تنظيم خارج فلسطين في إشارة للإخوان المسلمين، يلفت الزهار، إلى أنه "أخذنا فكرة الوسطية والاعتدال في العبادات الإسلامية من الإخوان، التي وجدنا أنها الأكثر وسطية واعتدالاً، ولكن في ما يتعلق بالسياسات، فنحن مستقلون وقرارنا من داخلنا ولا يأتينا من الخارج".
وكانت تقارير صحافية نسبت إلى عضو المكتب السياسي للحركة، صلاح البردويل، قوله خلال لقاء بمجموعة من الكتاب والمحللين، إن "حماس مستعدة لتسليم قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الفلسطينية في إطار إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف 2007".