أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب أن حركة "فتح" ستخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمة لوحدها، نافيًا أن يكون على رأس القائمة الانتخابية للحركة عضو لجنتها المركزية الأسير مروان البرغوثي.
وقال الرجوب في لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي الليلة الماضية: "كفتحاويين، سنخوض معركة الانتخابات وحدنا، وإذا كانت معنا بعض الفصائل والقوى لن نتكئ عليها"، مشيرًا إلى أنه "لم يتم التشاور مع حركة حماس حول تشكيل قائمة مشتركة".
وذكر في هذا السياق "نحن منفتحون على الجميع في القائمة المشتركة، لكن فرص تشكيل قائمة مشتركة بين شريحة واسعة من الفصائل والقوى الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس، صفرية، وتحدثنا عن الأمر في قاعة مفتوحة في حوار القاهرة الأسبوع الماضي، لكن لم نطرح على أحد بشكل مباشر، نحن نسير في المسار الانتخابي، ومن يتحدث بهذه الطريقة عن القائمة المشتركة يحاول إفساد هذا المسار".
وشدد الرجوب على أن الانتخابات هي الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام وتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، وأن "الاتفاق مع حركة حماس هو جزء من نجاح العملية الانتخابية".
وقال المسؤول الفلسطيني "إن عدة فصائل طلبت تشكيل قائمة مشتركة مع حركة فتح، لكن لم نطرح على أي فصيل قائمة مشتركة، بما فيها الجبهة الشعبية وحماس، وهناك فصائل تحدثت معنا بقائمة مشتركة ونحن نحترم ذلك".
في الأثناء، قال القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عمر شحادة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن ما "جرى خلال الحوار في القاهرة هو الحديث مع الجبهة الشعبية ودعوتها للوفاق والتوافق على قائمة مشتركة من قبل حركتي فتح وحماس، وأبدوا مرونة في أي ترتيبات تلبي رغبات الجبهة، وبعد أن عادت الجبهة الشعبية لقيادتها للتشاور كان الرد بالرفض".
وأكد أن "الجبهة أعربت في موقفها أنها تسعى من خلال هذه الانتخابات التشريعية إلى عملية ديمقراطية، يتم من خلالها توفير الفرصة والإمكانية لأبناء الشعب الفلسطيني ليختاروا وفق قانون التمثيل النسبي البرنامج السياسي الذي يلبي رغباتهم، والقائمة التي يرون فيها تعبيرًا عن مصالحهم ومواقفهم، ولهذا لم توافق على طلب القائمة المشتركة".
وحول من طلب من "الجبهة الشعبية" المشاركة، قال شحادة إنه "تم الطلب من الجهتين من الإخوان من الطرفين في فتح وحماس".
وحسب مصادر من حركة "فتح"، "فإن سيناريو القائمة المشتركة تحدث عنه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أكثر من مرة، سواء في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح أوالمجلس الثوري للحركة، في 25 و26 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بعد معارضة شديدة لقاعدة فتح وتحديدًا في قطاع غزة".
وتابعت المصادر "القائمة المشتركة كانت جزءًا من التوافق الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس برعاية قطر، وتضمن الذهاب إلى الانتخابات التشريعية بقائمة مشتركة والتوافق على الرئيس محمود عباس في الانتخابات الرئاسية القادمة، على أن يبقى الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه، أي تحت سيطرة حركة حماس".
القائمة المشتركة كانت جزءًا من التوافق الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس برعاية قطر
وأشارت المصادر إلى أن "ما كانت ترفضه حركة فتح في السنوات الماضية، من رقابة الشرطة التابعة لحركة حماس على الانتخابات في قطاع غزة، والمحاكم الموجودة في القطاع بذريعة أنها غير شرعية وتتبع سلطة الأمر الواقع لحركة حماس، تم التوافق عليها في حوار القاهرة الذي انتهت جولته الثانية قبل أيام، أي أنه تم التوصل إلى توافق حول قضايا حساسة تُبقي على الانقسام من قبل الحركتين في سبيل عقد الانتخابات بأي ثمن".
وكانت المحكمة العليا الفلسطينية قد قررت في سبتمبر/ أيلول 2016، عدم إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة، وذلك بعد أن تقدم محامي فلسطيني بالطعن أمامها، وقررت في حينه "أن المحاكم التي تنظر في الطعون الانتخابية في قطاع غزة غير قانونية ولم تشكل وفق القانون الأساسي الفلسطيني"، أي أن السبب الذي يشكل سابقة قانونية، ويمكن البناء عليه في تقديم طعن لاحقاً ضد قيام أو ضد نتائج الانتخابات التشريعية، ما زال قائما وهو اعتبار محاكم قطاع غزة "غير قانونية".
وفيما يتعلق بترشح الأسير مروان البرغوثي، قال جبريل الرجوب في مقابلة مع تلفزيون فلسطين الرسمي "إن استمرار الحديث عن ترشح مروان البرغوثي بالشكل الذي هو عليه يسيء لنا وله، وكان هناك تفاهم بين البرغوثي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ على رؤية استراتيجية، والطرفان ملتزمان بها، مروان وكريم يونس نستمع لآرائهم ونتشاور معهم، ونحن نأمل أن يكون البرغوثي خارج التجاذبات أو الأجندات".
وأضاف الرجوب "ليس صحيحاً أن مروان البرغوثي سيكون على رأس قائمة فتح للانتخابات التشريعية، هناك من يستخدم اسمه ويتم تداوله، نتمنى أن يُسحب اسم مروان من التداول"، وقال مستنكرًا "ناصر القدوة يتحدث بأن مروان ممكن أن يقود القائمة، يقود من يا ناصر!".
ضغوط إسرائيلية
وتطرق الرجوب إلى تهديدات تعرضت لها القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وقال: "جاء مسؤول المخابرات لديهم، وهددنا كلنا ونتوقع منهم الكثير"، ولكن الرجوب رفض التحدث بالمزيد عن الموضوع، مضيفاً "الأخ أبو مازن برده جسد بالقول الأمر (لست أنا من يتم الحديث معه، اشربوا القهوة على طريقة العرب، والله معكم)".
وتابع "هناك تهديدات وضغوط من الإسرائيليين وعناصر ضغط إقليمية ودول عربية تريد تشغيل المال السياسي، وهناك من يريد أن يشطبنا وغير قادر، ويريدون أن يسيطروا على القرار الانتخابي، لكن الانتخابات هذه من خلالها نعزز استقلالية قرارنا".
في هذه الأثناء، قال الرجوب "أتمنى ألا تكون لدينا انفجارات داخلية ومشاكل تعيقنا عن هذه المعركة، والانتخابات وإتمامها معركة، وفرض نتائجها على المجتمع الدولي له علاقة بمعايير المجتمع الدولي، وعلى المولود الجديد أن يكون مؤهلًا، وعلى الجميع أن يدرك أن هذا المولود سيكون شريكاً للمجتمع الدولي