الرباط تهاجم وزيرة الخارجية الإسبانية بسبب إبراهيم غالي في تصعيد جديد

27 مايو 2021
تعيش العلاقات المغربية الإسبانية على وقع أزمة بسبب استقبال زعيم البوليساريو (Getty)
+ الخط -

 

 

دخلت الأزمة المشتعلة منذ أسابيع بين المغرب وإسبانيا، على خلفية استقبال مدريد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، مرحلة التصعيد، مجددا، بعد أن شن المغرب، اليوم الخميس، هجوما حادا على وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، وعلى "أوساط إسبانية معادية للوحدة الترابية للمملكة".

فبعد نحو أسبوع على تحذير الرباط من تفاقم الأزمة المستمرة بين البلدين في حال اختيارها إبعاد زعيم "البوليساريو"، "بنفس الغموض" الذي دخل به إلى الأراضي الإسبانية، كان لافتا اليوم، إعراب سفيرة المملكة في مدريد، كريمة بنيعيش، عن استنكارها لما اعتبرتها "تصريحات غير ملائمة" و"وقائع مغلوطة" قدمتها وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، في إشارة إلى تصريحات أطلقتها، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي، وقالت فيها إن زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، "سيغادر إسبانيا، عندما تتحسن حالته الصحية، ويرتفع سبب وجوده في البلاد، أي وضعه الصحي الدقيق".

واعتبرت بنيعيش، في تصريح للصحافة ردا على تغييب المسؤولة الإسبانية لأي التزام رسمي، بعدم السماح لغالي بمغادرة التراب الإسباني بالطريقة نفسها التي دخل بها، أي بشكل سري، ومن دون الاستجابة لدعوة القضاء الإسباني بالمثول أمامه، مثلما يطالب به المغرب، أن وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية "واصلت تقديم وقائع مغلوطة، وإصدار تعليقات غير ملائمة"، مضيفة أنه "لا يمكن إلا أن نعبر عن الأسف للطابع البئيس وللانفعال والعصبية التي رافقت هذه التصريحات".

واعتبرت الدبلوماسية المغربية أن الأزمة الحالية "كشفت الدوافع الخفية ومخططات بعض الأوساط الإسبانية، التي ما زالت تلح على الرغبة في الإضرار بالمصالح العليا للمملكة منذ استرجاع الصحراء المغربية سنة 1975".

وقالت: "يحق لنا، بالتالي، التساؤل عما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة خطأ شخصيا للسيدة الوزيرة، أو أنها تعكس النوايا الحقيقية لبعض الأوساط الإسبانية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، القضية المقدسة للشعب المغربي ولكل القوى الحية للأمة".

وفي رسالة تحذير جديدة للمسؤولين الإسبان، قالت السفيرة إن "الاحترام المتبادل والثقة بين البلدين، اللذين تحدث عنهما رئيس الحكومة الإسبانية، أضحيا، للأسف، موضع شك حاليا"، وأن "المغرب أخذ علما بذلك، وسيتصرف بناء عليه".

ويأتي ذلك، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسبانية أن زعيم الجبهة الانفصالية سيمثل عن بُعد من مستشفى يعالج به أمام المحكمة الإسبانية العليا يوم الثلاثاء القادم، وذلك على خلفية شكاوى بارتكاب جرائم من بينها الإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب.

وكانت الرباط قد حذرت، الجمعة الماضية، السلطات الإسبانية من تفاقم الأزمة المستمرة بين البلدين في حال اختيارها إبعاد غالي، "بنفس الغموض" الذي دخل به إلى الأراضي الإسبانية، معتبرة أنه في حالة اختيارها ذلك "فهي تختار تدهور العلاقات الثنائية" مع المغرب، وأن ذلك "لن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقما".

وتعيش العلاقات المغربية الإسبانية على وقع أزمة مكتومة مستمرة منذ أشهر، أشعلها، أخيرا، استقبال مدريد لزعيم البوليساريو" بهوية جزائرية مزيفة، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا. وزاد تدفق المهاجرين من الأراضي المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة الأسبوع الماضي من حدة الأزمة.

وتجمع الرباط ومدريد مصالح عديدة وملفات تعاون في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وترسيخ تعاون تسليم المجرمين وقضايا الأسرة والأحوال الشخصية، والتبادل التجاري والاستثمارات والصيد البحري.

وإلى جانب ذلك يمثل المغرب الشريك الأول لإسبانيا في مجال محاربة الهجرة غير النظامية، وهو ما ساهم في خفض نسبة المهاجرين الذين استطاعوا العبور نحو إسبانيا بنسبة 45 في المائة، حسب ما أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، في لقاء سابق جمعه بنظيره المغربي.

غير أن توقف قنوات الاتصال بين البلدين بفعل أزمة استقبال إبراهيم غالي، وإرجاء القمة الاستثنائية التي كان مقررا عقدها أواخر العام الماضي، جراء الموقف الإسباني المناهض للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، أثرا سلبا وعطلا الحوار حول العديد من القضايا الأمنية والاستراتيجية، وعلى رأسها التنسيق الأمني والهجرة غير النظامية.

 

 

 

 

المساهمون