الرئيس اللبناني السابق ميشال عون يلتقي بشار الأسد في دمشق

الرئيس اللبناني السابق ميشال عون يلتقي بشار الأسد في دمشق

06 يونيو 2023
عون يلتقي بشار الأسد في دمشق (رئاسة النظام السوري/تويتر)
+ الخط -

التقى الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، اليوم الثلاثاء، رئيس النظام السوري بشار الأسد، في دمشق، في زيارة مفاجئة تطرح علامات استفهام عدّة حول أهدافها والملفات التي ستوضع على طاولة البحث، خصوصاً أنها الأولى له منذ نحو 14 عاماً.

وقال الأسد خلال استقباله عون إن "قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وإن اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسك بالمبادئ، وليس الرهان على التغيرات"، مشيراً إلى أن "استقرار لبنان هو لصالح سورية والمنطقة عموماً".

واعتبر الأسد في بيان أنه "لا يمكن لسورية ولبنان النظر إلى تحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما"، منوهاً بـ"التقارب العربي - العربي الذي حصل أخيراً وظهر في قمة جدة العربية، والذي سيترك أثره الإيجابي على سورية ولبنان".

من جهته، قال عون إن "اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية، على الرغم من كل شيء"، مضيفاً أن "نهوض سورية وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين".

ورافق عون الوزير السابق بيار رفول، واستقبلهما على الحدود اللبنانية السورية السفير السوري السابق لدى لبنان، علي عبد الكريم علي.

وتأتي هذه الزيارة في وقتٍ تكبر فيه مساحة الخلاف بين "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه صهر عون، النائب جبران باسيل و"حزب الله"، التي زاد الاستحقاق الرئاسي من رقعتها، وضرب بقوة التحالف القائم بين الفريقين منذ عام 2006، وذلك بعدما أيّد الأخير ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، الرجل الأقرب إلى النظام السوري، على حساب باسيل.

واختار باسيل الانضمام إلى صفوف معارضي فرنجية من القوى السياسية ودعم ترشيح وزير المال السابق جهاد أزعور لخوض المعركة الرئاسية بوجه حزب الله وحليفه "حركة أمل" (بزعامة نبيه بري)، وإطاحة رئيس "تيار المردة".

وتعدّدت الروايات التي نقلتها وسائل إعلام لبنانية عن أهداف زيارة عون لدمشق في هذا التوقيت بالذات، الذي يتزامن مع دعوة رئيس البرلمان نبيه بري، أمس الاثنين، إلى جلسة لانتخاب رئيس للبلاد في 14 يونيو/ حزيران الجاري.

وربطت وسائل الإعلام الزيارة بالاستحقاق الرئاسي، ورغبة عون في توضيح مواقف باسيل، وتموضعه الأخير، ومحاولته إظهار نيّات جيدة تجاه النظام السوري وحزب الله في الوقت نفسه، إلى جانب محاولته إظهار مساوئ وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة.

في المقابل، قال مصدرٌ مقرّب من عون، لـ"العربي الجديد"، إن "روايات كثيرة تنقل عبر وسائل الإعلام، ولكنها ليست دقيقة، فلا نية أو هدف من الزيارة، بل تأتي في إطار جولات سياسية يقوم بها الرئيس السابق ميشال عون، منذ انتهاء ولايته في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي". وأضاف المصدر أن "عون كان واضحاً بأنه لن يترك العمل السياسي ومستمرّ بنشاطاته في هذا الإطار".

ولفت المصدر إلى أنّ "من الطبيعي أن تُثار الملفات السياسية على طاولة البحث، والمستجدات على الساحة اللبنانية والمنطقة ككلّ، ومنها ملفا اللاجئين السوريين، والاستحقاق الرئاسي، لكن ليس هناك من طلب معيّن بهذا الخصوص، والزيارة مخطط لها منذ فترة، ولا علاقة لها بدعوة بري لجلسة انتخاب رئيس".

وكانت آخر زيارة قام بها عون لدمشق قبل حوالى 14 عاماً، وتحديداً سنة 2008، واعتبرت في وقتها خطوة استثنائية لكونها أنهت حالة عداء بين النظام السوري وعون الذي كان يرأس وقتها "التيار الوطني الحر"، أكبر تكتل مسيحي برلماني.

المساهمون