رئيسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي: المباحثات "إيجابية للغاية" واتفقنا على "مواضيع كثيرة"

29 ابريل 2023
رشيد يزور طهران بدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أسوشييتد برس)
+ الخط -

وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد اليوم السبت، مباحثاتهما بأنها "إيجابية للغاية"، مشيراً إلى أنهما اتفقا على "مواضيع كثيرة".

وأضاف رئيسي أن العلاقات بين البلدين "استراتيجية"، لافتاً إلى أنها تطورت بشكل جيد في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، مؤكداً وجود إرادة لدى البلدين لتطوير علاقتهما.

وتابع رئيسي أن بلاده تولي "أهمية كبيرة لأمن البلدين، وزعزعة أمن العراق تعني زعزعة أمن إيران بالنسبة لنا"، مضيفاً أن الحوارات بين دول المنطقة تؤدي إلى تحسين الأمن والاستقرار.

وصوّب الرئيس الإيراني على الوجود الأميركي في العراق والمنطقة قائلاً إن "الوجود الأميركي في المنطقة يضر بأمنها واستقرارها، والأميركيون لا يريدون مصلحة شعوب المنطقة، ولا سيما الشعب العراقي".

وأكّد تطبيق المذكرة الأمنية بين البلدين قائلاً إن أمن العراق والحدود "يهمنا كثيراً"، موضحا أن "التعاون الجيد مع العراق سيؤدي إلى تعاون دولي" بين البلدين.

ورد الرئيس الإيراني على نقطتين أشار إليهما نظيره العراقي حول مكافحة المخدرات والمياه، مؤكدا أن إيران في الخط الأمامي لمكافحة المخدرات وقدمت شهداء على هذا الطريق، داعياً الأمم المتحدة ودول المنطقة إلى التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب.

وقال رئيسي إن إيران تؤكد ضرورة احترام حصة إيران من المياه وحصة دول المنطقة، مضيفاً: "نؤكد ضرورة استفادة إيران من أروند رود (شط العرب)، ونؤكد أن حصة العراق أيضا محفوظة، وعلى البلدين احترام حصص بعضهما البعض حسب الاتفاقيات".

وتابع أنه من المقرر أن تجرى مفاوضات فنية بين وزيري الطاقة في البلدين بهذا الخصوص.

من جهته، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إن العلاقات العراقية الإيرانية "متماسكة وتزداد قوة، وعلينا جميعا تطويرها بالتنسيق المستمر على جميع الأصعدة".

وهنأ الرئيس العراقي إيران والسعودية على تحسين العلاقات بين الطرفين، معرباً عن أمله أن يساهم ذلك في تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشكر رشيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها العراق في العقود الماضية، داعياً إلى "حل المشاكل الموجودة".

وفي السياق، دعا الرئيس العراقي إيران إلى "مراعاة حصة العراق من المياه"، مشيراً إلى أن معظم روافد نهر دجلة من داخل إيران.

كما أكد رشيد ضرورة تعاون إيران في مجال مكافحة المخدرات.

وأورد موقع الرئاسة العراقية أن رئيس الجمهورية العراقي ونظيره الإيراني عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تناولت العلاقات بين البلدين الجارين وسبل تعزيزها وتطوير التعاون المشترك في مجالات الطاقة والموارد المائية والبيئة والمناخ والسياحة، وبما يخدم المصالح المتبادلة، وجرى التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة بصورة عامة.

وكان رئيسي، الذي وصل اليوم السبت إلى طهران، قد عقد لقاء مع نظيره العراقي، عقب استقباله في مجموعة قصور سعد آباد في طهران.

وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية بأن وفداً رفيع المستوى يرافق رشيد خلال هذه الزيارة التي تستمر يوماً واحداً، يجري خلالها مباحثات مع رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين.

واستقبل وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي في مطار مهرآباد في طهران.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وجّه، خلال الشهر الماضي، دعوة رسمية لنظيره العراقي لزيارة طهران، سلّمه إياها السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق. وحينها، أكد رشيد أنه سيلبي الدعوة في أقرب وقت ممكن.

ووفقاً لبيان لرئاسة الجمهورية العراقية، فإن "الرئيس غادر البلاد، صباح اليوم السبت، متوجهاً إلى إيران في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى"، مبيناً أن "الزيارة تأتي تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي"، فيما لم تكشف عن جدول أعمال الزيارة والملفات المدرجة على جدول أعمالها. وأضاف البيان أن "هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي".

وأكد رشيد حينها أن العراق وإيران بلدان جاران وتربطهما علاقات تاريخية وأواصر مشتركة، حيث بإمكانهما أن يسهما في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع الركون إلى الحوار والتهدئة لحل الإشكاليات في القضايا الإقليمية والدولية، معتبراً أن ترسيخ الأمن يتطلب تعاون جميع دول المنطقة.

وأجرى السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، في مارس/ آذار الفائت، لقاءين متتابعين مع رئيسي الجمهورية والوزراء العراقيين، وأثنى على جهود بغداد للتقريب بين بلاده والمملكة العربية السعودية.

وتؤكد تصريحات الجانبين (العراقي والإيراني) حرصهما على زيادة التنسيق والتعاون المشترك، وتبادل وجهات النظر في القضايا التي تهمهما، ومنها القضايا الأمنية في العراق وفي المنطقة عموماً.

ويجري المسؤولون العراقيون والإيرانيون زيارات متبادلة لبحث عدد من الملفات المشتركة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وكان الجانبان قد وقّعا، في الـ20 من مارس/ آذار الماضي، محضر تعاون وتنسيق أمني مشترك، على هامش زيارة أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى بغداد على رأس وفد حكومي إيراني، بحث فيها جملة من الملفات المشتركة بين البلدين.

المساهمون