دعا رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، اليوم الأربعاء، إلى تشكيل حكومة "قادرة على التصدي للتحديات التي تواجهها البلاد"، مشدداً على ضرورة "معالجة الأزمات وتحقيق الإصلاح الجذري، وتلبية تطلعات الشعب، وتثبيت الحكم الرشيد".
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه الشارع العراقي انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد، المقررة يوم الأحد المقبل، وسط جدل سياسي بشأن تجاوز الخلافات، والتوجه نحو تشكيل حكومة جديدة.
وفي كلمة له خلال الحفل الرسمي للذكرى السنوية الثانية لمقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، الذي أقيم في بغداد، قال صالح: "نحن اليوم أمام مسؤولية وطنية كبرى تتجسد بالانتصارات المتحققة وتعزيزها، والعمل على عدم تكرار المآسي الإرهابية، وقطع الطريق على خلايا التطرف والإرهاب التي تنشط بين الحين والآخر، في محاولة يائسة للعبث بأمننا واستقرارنا، ما يستوجب توحيد الصف الوطني، والتكاتف من أجل حماية السلم المجتمعي، ويتطلب أيضاً الإصلاح الجذري، لتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وللشعب".
وتابع: "ينتظرنا اليوم استحقاق مهم على انعقاد البرلمان الجديد، للشروع بتشكيل الحكومة الجديدة التي يجب أن تكون مقتدرة على النهوض بمهامها، والتصدي للتحديات التي تواجهها بلادنا والمنطقة"، مشدداً على أنه "لا بد من تحقيق الإصلاح الجذري والبنيوي، وتلبية تطلعات الشعب والمواطنين في كل أنحاء العراق، وذلك من خلال تثبيت الحكم الرشيد وترسيخ مرجعية الدولة، وأن تكون دولة مقتدرة محترمة بسيادة كاملة، وتسخّر موارد البلد لخدمة الشعب"، داعياً إلى "ضرورة إنهاء الأزمات التي استحكمت المنطقة، لكونها حاجة ملحّة ومصلحة مشتركة للجميع".
ويجري "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، الذي تصدّر نتائج الانتخابات العراقية بـ 74 مقعداً (من أصل 329)، حوارات مع القوى السياسية الفائزة، بهدف التوصل إلى تفاهمات لتشكيل الحكومة الجديدة، كذلك تسعى قوى "الإطار التنسيقي" التي اعترضت على نتائج الانتخابات، لمحاولة التفاهم مع بعض القوى.
وتؤكد قوى "الإطار" صعوبة توافقها مع "التيار الصدري"، خلال الجلسة البرلمانية الأولى. وقال النائب السابق عن تحالف "الفتح" الممثل لـ"الحشد الشعبي" أحمد الكناني، في تصريح صحافي، إنّ "الإطار والتيار، وإلى يومنا هذا، لا يوجد اتفاق بينهما على الدخول إلى الجلسة الأولى للبرلمان كمجموعة تعلن أنها الكتلة الأكبر".
وأشار إلى أنّ "الكتل السياسية لم تتفق إلى الآن على شخصية مرشحة لرئاسة الحكومة أو البرلمان، وما زال النقاش حاداً بشأن ذلك".
وكانت مصادر سياسية مطلعة قد أكدت، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ شكل "الكتلة الكبرى" التي تمتلك حق ترشيح رئيس الحكومة الجديدة، متوقف على التفاهمات بين "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، و"الإطار التنسيقي"، موضحة أن الاجتماعين السابقين بينهما لم يسفرا عن نتيجة تذكر.