جدد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مساء اليوم الإثنين، دعوته الجيش الصومالي إلى مواجهة حركة الشباب وتحرير البلاد من قبضتها، "دفاعاً عن الدين"، وقال أن الحكومة الفيدرالية ستبذل قصارى جهدها لمواجهة عناصر هذه الحركة وتوفير الدعم الإغاثي للصوماليين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطرون عليها.
جاء ذلك بعد ختام المؤتمر التشاوري الأول بين الرئيس الصومالي ورؤساء الولايات الفيدرالية الخمسة في البلاد، وحث الرئيس الصومالي الشعب، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد، على الابتعاد من مقار عناصر حركة الشباب، موضحاً أنهم أصبحوا في مرمى الأهداف لدى القوات الأمنية التي تنفذ عمليات عسكرية ضدها، وذلك رداً على جرائمهم التي تطاول المدنيين في البلاد.
وأضاف شيخ محمود قائلاً "إن كافة أساليب الحرب باتت مفتوحة على مسلحي حركة الشباب، وسيجرى قصفهم من الجو واستهدافهم من خلال تنفيذ عمليات أمنية نوعية ضد مقار الحركة ومراكزها، ولهذا ندعو الشعب الصومالي إلى الابتعاد عن ثكناتها ومناطق سيطرتها في البلاد".
ويأتي خطاب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد مقتل 5 مدنيين وإصابة 10 آخرين بجروح، معظمهم سائقو شاحنات وسيارات عمومية، إثر غارة جوية بطائرة أميركية من دون طيار استهدفت تجمعاً في منطقة مبارك بإقليم شبيلى السفلى التي تسيطر عليها حركة الشباب، يوم الجمعة الماضي.
وبحسب سكان من تلك المنطقة تحدثوا لوسائل الإعلام المحلية، فإن الغارة الجوية تسببت في مقتل ذويهم، وإن لا صلة لهم بحركة الشباب، ولم تعلق السلطات الحكومية على سقوط ضحايا مدنيين في تلك الغارة الجوية الأميركية.
لم تعلق السلطات الحكومية على سقوط ضحايا مدنيين في غارة جوية أميركية
في غضون ذلك، أفاد بيان من وزارة الإعلام الصومالية، اليوم الإثنين، بأن نحو 100 عنصر من حركة الشباب قتلوا خلال عمليات عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش الوطني ومليشيات مسلحة عشائرية بأقاليم هيران، وغلغدود، وباي، في وسط وجنوب غرب البلاد.
وأضاف البيان أن الجيش الصومالي تمكن من تحرير 20 قرية في المحافظات الثلاث، وذلك للتأكيد على مدى إصرار الحكومة الفدرالية على تصفية حركة الشباب.
وتشهد المناطق الوسطى في الصومال، منذ أواخر يوليو / تموز الماضي، حرباً متقطعة بين عناصر حركة الشباب من جهة والقوات الصومالية ومليشيات مسلحة عشائرية من جهة ثانية، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل نحو 20 مدنياً الشهر الماضي بعد استهداف حافلة ركاب من قبل عناصر حركة الشباب وإحراق نحو 7 سيارات كانت تحمل سلعاً غذائية.
وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هذا الهجوم وأن المستهدفين ينتمون إلى المليشيات العشائرية المسلحة التي تقاتل ضدها في وسط البلاد.
الرئيس الصومالي: بلادنا على شفا مجاعة نحاول منعها
إنسانياً، قال الرئيس الصومالي إن بعض المناطق في جنوب البلاد مهددة بحدوث مجاعة، نتيجة نفوق العديد من المواشي بفعل تداعيات الجفاف.
وأضاف شيخ محمود، في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من رؤساء الولايات الفدرالية ورئيس الحكومة الصومالية، إن الوضع الإنساني في البلاد "يكاد يقترب من حدوث مجاعة تؤدي إلى وفاة العديد من المتضررين من الجفاف، وأن الجهود الحكومية الحالية تهدف إلى منع حدوث مجاعة في البلاد".
وطالب الرئيس الصومالي الشعب في الداخل والمهجر إلى مضاعفة الجهود من أجل مواجهة تداعيات أزمة الجفاف.
ودعا المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لمنع حدوث مجاعة جديدة في جنوب البلاد، وإنقاذ حياة الكثير من متضرري الجفاف من الموت، موضحاً أن الوضع يمكن احتواؤه حالياً، لكن بعد حدوث المجاعة سنفقد السيطرة على الوضع الإنساني في البلاد.
وأشار شيخ محمود إلى أن بعض المناطق الجنوبية "يمكن أن تقع فريسة لأزمة المجاعة، ولهذا لا بد من تضافر الجهود المحلية والعالمية للحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية لا تحمد عقباها".
ويأتي خطاب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد نحو أسبوع من تحذيرات أممية من إمكانية حدوث مجاعة في البلاد بحلول شهر أكتوبر / تشرين الأول وديسمبر / كانون الأول القادمين، إذا لم تكن هناك استجابة أممية لتوفير ما يقرب من مليار دولار أميركي لإغاثة متضرري أزمة الجفاف في الصومال.
يذكر أن الصومال شهد، عام 2011، أسوأ مجاعة منذ عقود، أدت إلى وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص (ربع مليون صومالي)، هذا فضلاً عن نفوق آلاف من رؤوس الأبقار والأغنام، وأدت المجاعة إلى نزوح 1.5 مليون شخص، ما زال نصفهم يعيش في مخيمات أنشئت خارج العاصمة مقديشو وضواحي مدينة بيدوا (جنوب الصومال).