الرئيس التونسي والتهديد بالاغتيال.. تحويل وجهة أم تهديدات حقيقية؟

24 ديسمبر 2021
تشكيك في صحة ادعاءات سعيد وسط تساؤلات عن سبب عدم ملاحقة "المتآمرين" (Getty)
+ الخط -

أثارت تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد حول وجود مخططات لتنفيذ اغتيالات سياسية تستهدفه مع عدد من المسؤولين جدلا حول أسباب عدم ملاحقة من وصفهم بـ"المتآمرين" حتى الآن، وسط تشكيك من معارضيه بصحة هذه الادعاءات.

وكشف سعيد، أمس الخميس، "عن وجود مؤامرات تُدبر في تونس تصل لحد التفكير بالاغتيال"، وفق ادعائه، حيث نبه "التونسيين إلى أن الخونة الذين باعوا ضمائرهم للمخابرات الأجنبية يدبرون لاغتيال عدد من المسؤولين"، حسب قوله.

وأشار الرئيس إلى "رصد وزارة الداخلية التونسية مكالمة هاتفية تتحدث عن يوم الاغتيال". وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها سعيد عن الاغتيالات والاستهداف من قبل "الخونة والمتآمرين"، الأمر الذي دفع معارضيه إلى التشكيك في مصداقية هذه الروايات واعتبارها وسيلة لإلهاء التونسيين عن الأزمة السياسية الخانقة ولتغيير وجهة المطالبة الحقيقية بعودة الديمقراطية والمؤسسات الدستورية.

وسبق أن تحدث سعيد عن استهدافه في أغسطس/ آب الماضي من أطراف "يقولون إن مرجعيتهم هي الإسلام"، قائلا: "يفكرون في الاغتيال ويفكرون في الدماء، سأنتقل إن متُّ اليوم أو غداً شهيداً إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين. طريق الحق صعبة شاقة ولكن الحق هو من أسمائه تعالى".

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الرئاسة التونسية عن وجود مخطط لاستهداف الرئيس بظرف (طرد) مسموم وصل إلى قصر قرطاج، وتسبب آنذاك في إصابة مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة بوعكة صحية مؤقتة.

وفي وقت لاحق من الشهر ذاته، قالت النيابة في بيان، إنه "تم إجراء اختبارات فنية على الظرف المشبوه، ليتضح عدم احتوائه على أي مواد مشبوهة سامة أو مخدرة أو خطرة أو متفجرة".

كما سبق أن تحدثت وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان، في يونيو/ حزيران الماضي، أمام البرلمان، عن ملف شبهات جريمة محاولة اغتيال رئيس الجمهورية قيس سعيد عن طريق دس السم أو مادة خطرة في الخبز الذي تقتنيه الرئاسة، فيما قالت إن "التحقيق خُتم، وقد حفظت النيابة الملف لعدم كفاية الحجة".

وأكد المحلل السياسي أيمن البوغانمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن الاغتيالات السياسية خطر يمس أرفع المناصب في الدولة. الكلام حول موضوع الاغتيال من المفترض ألا يكون عبثيًا"، وقال إن الرئيس يتحدث بخفة وتكرار عن قضية بهذه الخطورة دون وجود أي أثر لها، لا في هذه المرة ولا في المرات السابقة، ولا عند الحديث عن الظرف والخبز المسموم، وفق تعبيره.

وأوضح أنه "من الخطير جدا على المستوى السياسي أن تطبع تونس مع حديث بهذه الخطورة"، مضيفًا "إذا كان الهدف من تكرار الحديث عن الاغتيالات هو إلهاء الجماهير عن الأزمة السياسية، فإنها تصبح لعبة ساحر، وقد ينقلب عليه السحر؛ فكثرة الحديث عن الاغتيال تنتهي إلى تتفيه المسألة".

وتابع "تقنية الإلهاء في السياسة تقنية عادية، وأي سياسي يلجأ إليها، ولكن عادة لا يكون موضوع الإلهاء بهذه الخطورة، وأما إذا كان الرئيس ومستشاروه ليس في خيالهم تقنية أخرى للإلهاء غير حديث الاغتيالات السياسية، فالمفترض أنهم ليسوا في المواقع التي هم فيها"، مشددًا على أنه "إذا صح هذا الاحتمال فإن الرئيس ومستشاروه يعتمدون الأسوأ لتجنب السيئ"، بحسب رأيه.

المساهمون