أطلق الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الأحد، حملته الانتخابية سعيا للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك خلال تجمّع في ريو انتقد فيه مجددا المحكمة العليا وخصمه الأبرز الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تفيد الاستطلاعات بأنه المرشح الأوفر حظا.
وحضّ بولسونارو مناصريه على دعمه بالنزول إلى الشارع في السابع من سبتمبر/أيلول المقبل، في يوم العيد الوطني، على غرار ما فعلوا العام الماضي في تظاهرات تخلّل بعضها إطلاق شعارات مناهضة للديمقراطية.
وقال الرئيس المنتهية ولايته "أدعوكم جميعا للنزول إلى الشارع للمرة الأخيرة في السابع من سبتمبر/ أيلول"، منتقدا كعادته المحكمة الفدرالية العليا. وتابع "هؤلاء الصم ذوو السترات السوداء عليهم أن يفهموا ما هو صوت الشعب". ورد مناصروه بالهتاف "الأعلى هو الشعب".
وسبق أن شكك بولسونارو مرارا بالنظام الانتخابي في البرازيل، وخصوصا بنزاهة التصويت الإلكتروني، ما دفع المحكمة العليا إلى فتح تحقيق بحقه بتهمة نشر معلومات مضللة عن النظام الانتخابي.
وقال بولسونارو إنه يصلي "كي لا تعرف البرازيل يوما آلام الشيوعية"، في إشارة إلى إيناسيو لولا الذي اتّهمه الرئيس المنتهية ولايته من دون أن يسميه بأنه سيسعى إلى تقييد الحريات في حال عاد إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول والثلاثين منه.
ووجّه بولسونارو نداء مباشرا إلى الشباب الذين تظهر الاستطلاعات أنهم بغالبيتهم يؤيدون لولا، قائلا "علينا أن نجتذب شبان اليسار إلى معسكرنا، وأن نظهر لهم الحقيقة (...) حيث دعم مرشّحكم آخرين في أميركا الجنوبية انظروا إلى البؤس في هذه البلدان، انظروا إلى فنزويلا (...) انظروا إلى أين تتجه الأرجنتين حيث 50 بالمئة من السكان باتوا قريبين من خط الفقر".
وأعلن بولسونارو ترشّحه لولاية رئاسية ثانية خلال مؤتمر الحزب الليبرالي في ريو دي جانيرو. وحضر الخطاب 12 ألف شخص، وفق المنظمين، علما بأن الملعب المسقوف لم يبد ممتلئا.
واعتلى الرئيس المنصة مرتديا سترة مضادة للرصاص تحت قميصه، وكان محاطا بحراسة أمنية مشددة وبعناصر مجهّزين بآلات لكشف المعادن.
وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها في العام 2018، تعرّض بولسونارو لعملية طعن في البطن خلال أحد التجمّعات.
وبحسب آخر استطلاع أجراه مركز داتافوليا في يونيو/حزيران، سينال لولا، الرئيس اليساري الأسبق ومؤسس حزب العمال، 47 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى متقدما بفارق كبير على بولسونارو الذي سينال 28 بالمائة.
ومستشارو الرئيس المنتهية ولايته يوصونه بالتركيز على المقترحات الاقتصادية والاجتماعية، على غرار خفض أسعار الوقود وتعزيز المساعدات الاجتماعية، والابتعاد عن إثارة الجدل في مواقفه لا سيما الانتقادات التي يوجّهها لنظام التصويت الإلكتروني المعتمد في البرازيل.
ووصف معاون لبولسونارو عمل في إعداد خطابه، في تصريح لوكالة فرانس برس، التصويت الإلكتروني بأنه "هوس" لا يمنح أصواتا.
ويسعى فريق حملة بولسونارو إلى "تليين" صورته ويعمل على إظهاره أقل غضبا وأكثر استرخاء، وهو ما يعكسه جزئيا الشعار "أو كابيتاو دي بوفو" (كابتن الشعب) المستخدم في تجمّع الأحد مرفقا بصورة للرئيس مبتسما.
(فرانس برس)