قال الرئيس الأذري إلهام علييف، في مستهلّ محادثات تستضيفها موسكو اليوم الجمعة، بين طرفي نزاع إقليم ناغورنو كاراباخ، أذربيجان وأرمينيا، إن بلاده ستمنح نظيرتها "فرصة أخيرة" لحل الصراع في الإقليم الذي أعلن الانفصال مطلع تسعينيات القرن الماضي في خضمّ حرب طاحنة بين البلدين.
وقال علييف في خطاب للشعب، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس": "إننا نمنح أرمينيا فرصة لتسوية النزاع سلميًّا. إنها فرصتهم الأخيرة". وكانت الرئاسة الفرنسية رجحت الإعلان، مساء اليوم الجمعة أو غدا السبت، عن هدنة بين أذربيجان وأرمينيا تتوقف بموجبها المعارك في إقليم ناغورنو كاراباخ.
تزامنًا مع ذلك، اعتبرت تركيا أن الجهود التي تبذلها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا لوقف العنف مصيرها الفشل ما لم تكفل أيضا انسحاب قوات أرمينيا من الإقليم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن هجوم أذربيجان في إقليم كاراباخ لن يتوقف حتى تسحب أرمينيا قواتها وغيرها من المقاتلين الذين جلبتهم إلى المنطقة.
وأضاف، في بيان: "لا ينبغي أن يتوقع أحد من أشقائنا الأذربيجانيين التوقف حتى ينتهي الاحتلال ويُطرد الإرهابيون والمرتزقة من هناك".
وكانت "فرانس برس" قد نقلت عن قصر الإليزيه أن أرمينيا وأذربيجان "تتجهان إلى التوصل إلى هدنة" تنهي المعارك الجارية في كاراباخ ليل الجمعة أو السبت.
وتأتي هذه الأنباء بعيد ساعات من إعلان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أرمينيا وأذربيجان أكدتا مشاركة وزيري خارجيتيهما في المشاورات التي ستجرى في موسكو اليوم بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان بوتين قد دعا مساء أمس الخميس، إلى وقف إطلاق النار في كاراباخ، قائلاً في بيان نُشر عبر الموقع الرسمي للكرملين: "بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع الرئيس الأذري إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، يتوجه الرئيس الروسي بدعوة لوقف أعمال القتال الجارية في منطقة نزاع كاراباخ لاعتبارات إنسانية بهدف تبادل الأسرى وجثامين القتلى". وأضاف البيان: "من أجل إجراء مشاورات حول هذه المسائل بوساطة وزير الخارجية الروسي، تمت دعوة وزيري الخارجيتين الأذربيجاني والأرميني إلى موسكو في 9 أكتوبر/تشرين الأول".
من جهة ثانية، اعتبرت تركيا اليوم أن الجهود التي تبذلها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا لوقف العنف بين القوات الأذربيجانية والأرمينية مصيرها الفشل، ما لم تكفل أيضا انسحاب قوات أرمينيا من الإقليم.
وقال المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين إن أنقرة تريد حلا دبلوماسيا، لكن أي جهود من مجموعة مينسك لا تطالب بانسحاب أرمينيا سيكون مصيرها الفشل. وأضاف خلال مقابلة مع قناة الجزيرة "إذا كانوا يطالبون بوقف إطلاق نار فحسب، وإذا كانوا سيسعون لوقف إطلاق نار فحسب، فلن يحدث شيء أكثر من تكرار ما فعلوه على مدى الأعوام الثلاثين الماضية". وتابع "الفشل شبه مؤكد ما لم تشمل (الجهود) أيضا خطة تفصيلية لإنهاء الاحتلال".
وفي السياق، أكّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن هجوم أذربيجان في ناغورنو كاراباخ لن يتوقف حتى تسحب أرمينيا قواتها وغيرهم من المقاتلين الذين جلبتهم إلى المنطقة. وأضاف في بيان "لا ينبغي أن يتوقع أحد من أشقائنا الأذربيجانيين التوقف حتى ينتهي الاحتلال ويُطرد الإرهابيون والمرتزقة من هناك".