الرئاسة الفلسطينية: التصعيد الإسرائيلي اليومي والمستمر سيفجر الأوضاع

02 ابريل 2022
أبو ردينة: السياسة الإسرائيلية تشكل تهديداً وتحدياً صارخاً للشرعية الدولية (Getty)
+ الخط -

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم السبت: "إن التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي ترافق اليوم مع بداية شهر رمضان الكريم، مرفوض ومدان بشدة"، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر يوسف مهنا من ضاحية شويكة بطولكرم بعد مُحاصرة منزله، والشاب محمد شبراوي من مخيم نور شمس في مدينة طولكرم بعد إصابته على مفرق بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية.

وأضاف أبو ردينة في تصريح صحافي "أنه في الوقت الذي تسعى فيه أطراف عديدة من أجل ألا يتم التصعيد في شهر رمضان المبارك، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تقوم إسرائيل بهذا الهجوم المبرمج، الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين فجر اليوم في مدينة جنين".

وتابع أبو ردينة "إن هذه السياسة الإسرائيلية تشكل تهديداً وتحدياً صارخاً للشرعية الدولية والقانون الدولي، وعلى قوات الاحتلال التوقف عن كل هذه الممارسات الخطيرة التي تهدد الأمن والاستقرار والهدوء، إلى جانب استمرار اقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى المبارك، مترافقة مع جرائم المستوطنين اليومية، التي لن تؤدي سوى إلى خلق مناخ من التوتر وعدم الاستقرار".

وقال أبو ردينة: "إن الطريق الوحيد للأمن هو إلزام إسرائيل بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وعدم القيام بأية إجراءات أحادية الجانب"، مطالباً المجتمع الدولي بأسره، وفي مقدمته الإدارة الأميركية، بوقف هذا العبث الإسرائيلي المدان والخطير، كما طالب أبو ردينة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وعدم السماح بازدواجية المعايير.

وأكد أبو ردينة أن القدس والمقدسات خط أحمر، وأن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. وشدد أبو ردينة على أن إسرائيل تتحمل نتائج هذا التصعيد الخطير، الذي ستكون عواقبه وخيمة وخطرة على الجميع والمنطقة بأسرها.

في سياق آخر، بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أمس الجمعة، ثلاث رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مجلس الأمن (المملكة المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن تكثيف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، قمعها وهجماتها ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك خطير للقانون الدولي على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة لوقف هذه السياسات غير القانونية.

ولفت منصور في رسائله إلى أن تصعيد أعمال إسرائيل الفتاكة والمدمرة في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي يوضح نواياها الحقيقية والمتمثلة في ترسيخ احتلالها الاستعماري غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، مشيراً إلى آخر التطورات على الأرض، التي استشهد خلالها عدة شبان بالضفة الغربية، وإصابة عدد آخر، واستهداف المنشآت الصحية، وكذلك الهجمات التي ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وأشار منصور إلى أن هذه الهجمات تجرى بالتنسيق الكامل بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفين المستوطنين وبوتيرة متزايدة، بهدف ترسيخ الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري. 

وفي هذا السياق، ذكر منصور أن السياسي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، المعروف بآرائه العنصرية وبترويج التهجير الجماعي للفلسطينيين في القدس، قام باقتحام المسجد الأقصى والحرم الشريف الخميس.

وشدد منصور على أن الوقت حان للتوقف عن إعطاء غطاء لهذا الاحتلال غير القانوني، وعن إعفاء إسرائيل من التزاماتها باحترام القانون، وحذر من عواقب عدم امتثالها المستمر، ولاتخاذ إجراءات مسؤولة من قبل جميع الدول والمنظمات لمحاسبة إسرائيل وإنهاء الاستعمار ونظام الفصل العنصري الصارخ، وتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقة في تقرير المصير والحرية والعودة.

من جانب آخر، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في بيان صحافي، جريمة اغتيال الشبان الثلاثة صائب عباهرة وخليل طوالبة وسيف أبو لبدة، فجر اليوم السبت، الأول من شهر رمضان الفضيل في جنين. ووصف اشتية تلك الجريمة وما سبقها من عمليات قتل ترتكب خارج القانون بالجرائم المروعة التي توجب محاسبة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني قادة إسرائيل بالتوقف عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا الفلسطيني والاستجابة لحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فيما طالب اشتية بتسليم جثامين الشهداء الثلاثة، والإفراج عن المعتقلين.

الاحتلال يعتقل شابين من طولكرم أحدهما مصاب

في المقابل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، الأسير المحرر يوسف مهنا من ضاحية شويكة بطولكرم بعد مُحاصرة منزله، والشاب محمد شبراوي من مخيم نور شمس في مدينة طولكرم بعد إصابته على مفرق بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد": "إن قوة خاصة إسرائيلية تمكنت من اقتحام منزل مهنا ظهر اليوم، ثم اقتحمت آليات عسكرية تابعة للاحتلال المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً على الحي السكني بأكمله". وكان مهنا قد أفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وهو من المحسوبين على حركة "فتح".

جاء هذا بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد الشبراوي من مخيم نور شمس بعد إصابته بالرصاص في قدمه عند مفرق عرابة بجنين، صباح اليوم.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد": "إن الشاب شبراوي كان موجوداً في منطقة قريبة من الموقع الذي شهد، فجر اليوم، اغتيال ثلاثة شبان برصاص الاحتلال، حيث أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فأصيب بقدمه وجرى اعتقاله". واغتالت قوات خاصة إسرائيلية، فجر اليوم، ثلاثة شبان أحدهما من مخيم نور شمس في مدينة طولكرم، والآخر من مخيم جنين، والثالث من بلدة اليامون غرب جنين.

المساهمون