الرئاسة الجزائرية ترعى إطلاق "تكتل ائتلاف وطن"

06 مارس 2021
تبون يبحث عن الدعم قبيل الانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -

رعت الرئاسة الجزائرية، اليوم السبت، إطلاق ائتلاف جديد يضم مجموعة من التنظيمات المدنية والناشطين المستقلين، في محاولة على ما يبدو لمواجهة ائتلاف آخر شكلته جهات نشطت في السابق لدعم ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة. 

وأشرف مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية بالخارج نزيه برمضان على الإعلان، خلال مؤتمر صحافي، عن "تكتل نداء الوطن"، الذي يضم أكثر من 60 من ممثلي وقيادات جمعيات وطنية ومنظمات أبرزها "الكشافة الإسلامية الجزائرية"، ونقابات مهنية وناشطين مستقلين.

وقال مستشار عبد المجيد تبون، خلال كلمته بالمؤتمر، إن "مبادرة نداء الوطن تجمع الخيّرين من هذا الوطن لخدمة المجتمع وبناء مستقبل البلاد، وضمن نوايا رئيس الجمهورية لإشراك كل مكونات المجتمع، وعلى رأسها المجتمع المدني، للمساعدة في دفع الشباب إلى المشاركة وتنمية المجتمع في الجانب السياسي".

وأشار إلى أن "العوائق والمحاصصة والتزوير التي كانت تواجه الشباب من طرف جهات سياسية أو أشخاص كانوا يريدون استغلال نفوذهم وأموالهم في الساحة، لم تعد الآن موجودة"، معتبرا أن "الطريقة التي سيرت بها الانتخابات الرئاسية واستفتاء الدستور دليل على عدم وجود شبهة واحدة للتزوير بشهادة الجميع".

وتوقع برمضان أن تبدأ جهات في تعطيل المبادرة وعرقلة عملها بأشكال مختلفة، وقال "هذه المبادرة لن يباركها الجميع لأن أهداف هذه المبادرة نبيلة وهدفها الأساسي يجعلها مستهدفة لضربها وتشويهها، وهناك مساع لهدم وتكسير هذه المبادرة من خلال تمييعها ووضع صور قديمة لبعض المساندين لشخص في الفترة الماضية، ويقارنها مع هذه المبادرة".

إطلاق تكتل ائتلاف وطن

ومضى قائلا "هناك فرق بين من يساند شخصا ومن يساند وطنا، فالوطن يحتاج إلى كل أبنائه، ومرحبا بمن تابوا عن آرائهم السابقة في دعم الأشخاص، خصوصا إذا وجدوا الخيّرين متكتلين لبناء الجزائر الجديدة"، وأقر في الوقت نفسه باستمرار "بعض العراقيل البيروقراطية والممارسات، الطريق لا يزال في البدايات والسلطة لم تصل بعد إلى الأهداف المرجوة".

ويقصد مستشار تبون على ما يبدو بكلامه "من يساند شخصا" عددا من النشطاء في ائتلاف برز بشكل مفاجئ في الفترة الأخيرة يدعى "المسار الجديد" تسنده جهات في السلطة، لكن الرئاسة تعترض عليه وترفض منحه غطاء سياسيا، بسبب ضمه في صفوفه الأولى وجوها كانت تنشط عام 2019 في المديرية المركزية لدعم ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.

ويعطي هذا التصريح مؤشرا واضحا إلى وجود محاولات في وقت سابق، من قبل جناح في السلطة، للدفع بأذرع مدنية للتمركز في المشهد السياسي للارتكاز عليها في مرحلة الانتخابات، لكن الرئيس الجزائري ومحيطه في الرئاسة كانا قد بدآ منذ فترة عملية تشكيل جبهة مدنية بديلة تضم وجوها ونشطاء كانوا معترضين على سياسات بوتفليقة، ولم يكونوا في حزامه المدني والشعبي.

ويأتي الإعلان عن هذا الائتلاف قبيل أيام من توجيه الرئيس الجزائري استدعاء للهيئة الناخبة لإجراء الانتخابات النيابية المسبقة، ما يعطي للخطوة بعدا سياسيا، ويؤشر إلى استمرار تبون في المراهنة على المجتمع المدني للعب دور سياسي في الاستحقاقات المقبلة، والدفع بقوائم مرشحين من هذا الائتلاف في الانتخابات المقبلة.

ويحاول تبون ضمان أغلبية نيابية في البرلمان المقبل تتيح له تشكيل "حكومة الرئيس"، خاصة بعدما أخد مسافة عن كل الأحزاب السياسية ورفض تبني أحزاب الموالاة.

تعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي سعيدي ناصر، في تصريح له، "أن ترعى الرئاسة إنشاء هذا الائتلاف، فالأمر واضح جدا بأن الرئيس يراهن على المجتمع المدني كحزام سياسي يعتقد أنه الأقرب إلى الشارع، والأكثر تأثيرا والأكثر مصداقية مقارنة مع الصورة المشوشة للأحزاب السياسية"، مضيفا "أفترض أن الرئيس بدأ يفكر مبكرا في ما بعد الانتخابات النيابية وحكومة الرئيس".

لكن نشطاء بارزين في ائتلاف "نداء الوطن" فضلوا أن يستبقوا هذا الاتجاه الغالب من التحاليل التي تربط بين توقيت الإعلان عن الائتلاف والاستحقاقات السياسية والانتخابية.

وقال الناشط مصطفى زبدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "هذا التكتل هو تجمع مدني الهدف منه توحيد العمل الميداني المشترك للمساهمة في البناء الوطني"، موضحا "هو تكتل ليس بحزب وليست لجنة مساندة.. وكل من يريد أن يشكك في هذه النوايا، نقول له إن الميدان أمامنا".

وأوضح زبدي شرط الانضمام إلى التكتل "ألا يكونوا من المداهنين والمتملقين للسلطة في المرحلة السابقة".

بدوره، قال الأستاذ الجامعي والعضو في التكتل موسى بودهان: "يجب أن يفهم الجميع، نحن لن نكون لجنة مساندة، المشككون سيكونون بكثرة ضد مساعينا لكن نحن نوضح أننا جئنا لتلبية نداء الوطن، ويهمنا استقرار البلد والوحدة الوطنية".

المساهمون