قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرين اطلعت عليهما رويترز، يوم الأربعاء، إنها أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي وضعت أصلاً بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، والتي أمرت إيران بإزالتها العام الماضي.
وتعد المعدات التي أعيد تركيبها جزءاً صغيراً مما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطط لإنشائها لتحسين مراقبتها للأنشطة النووية الإيرانية، إذ قالت الوكالة إنها اتفقت مع إيران في مارس/آذار في محاولة لنزع فتيل المواجهة بين الجانبين بشأن تعاون إيران.
غير أن التقدم المحدود الذي ورد وصفه في التقارير شمل تركيب معدات مراقبة تخصيب اليورانيوم في الوقت الحقيقي على الخطوط الوحيدة لأجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، بالقرب من درجة صنع الأسلحة، في نطنز وفوردو، حسبما قال دبلوماسي كبير.
في الوقت نفسه، استمر مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% في النمو وهو الآن كاف تقريباً لقنبلتين نوويتين، كما أظهر أحد التقريرين ربع السنويين السريين للدول الأعضاء.
وأوضحت الوكالة، أن إيران تمضي قدماً في برنامجها للتخصيب، الذي توسعته وتسارعته تدريجياً، بما في ذلك في موقع فوردو تحت الأرض الذي تم تطويره سراً، والذي ربما تم بناؤه داخل جبل لحمايته من هجوم جوي محتمل.
وفرض الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 قيوداً صارمة على أنواع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن أن تستخدمها إيران وأين يمكن أن تخصبها وكمية اليورانيوم المخصب التي يمكن أن تخزنها، مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران.
وبعد أن سحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في عام 2018 وأعاد فرض العقوبات، انتهكت إيران وتخطت القيود النووية للاتفاق، لدرجة أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيلغجروسي وصف الاتفاق بأنه "قذيفة فارغة"، ويقول دبلوماسيون إن هناك فرص ضئيلة لإحيائه.
وقال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأربعاء، إن إيران لديها الآن 114.1 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% وعلى شكل سادس فلوريد اليورانيوم (يو إف 6)، والذي يمكن تخصيبه بسهولة، بزيادة قدرها 26.6 كجم عن الربع السابق.
التحقيق يحصل على تفسير
ومع ذلك، حذر دبلوماسي كبير من أن الأمر يتطلب عمليا أكثر من 55 كجم من اليورانيوم المخصب إلى 60% لصنع قنبلة واحدة لأن بعض المواد تهدر أثناء التخصيب.
بالإضافة إلى ذلك، يستمر إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب في النمو وهو الآن 23 ضعف الحد الأقصى البالغ 202.8 كجم الذي فرضته صفقة 2015، عند 4.7 طن، حسبما ذكر التقرير.
كما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه بعد سنوات من التحقيق وعدم إحراز تقدم مع إيران في شرح جزيئات اليورانيوم الموجودة في ثلاثة مواقع، أعطت إيران إجابة مرضية على أحدها لشرح وجود جزيئات اليورانيوم هناك.
وقال دبلوماسي كبير إنه في حين يمكن تفسير الجسيمات بوجود لغم ومختبر يديره الاتحاد السوفيتي هناك، ولم يكن لدى الوكالة أي أسئلة أخرى، إلا أن تقييم الوكالة لا يزال قائما بأن إيران أجرت اختبارات متفجرات هناك قبل عقود كانت ذات صلة بالأسلحة النووية.
وقال أحد التقارير إن معدات المراقبة المضافة تضمنت كاميرات مراقبة في موقع في أصفهان تصنع فيه أجزاء من أجهزة الطرد المركزي. وأضاف الآخر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تنتظر مشاركة إيران في معالجة" القضايا، بما في ذلك تركيب المزيد من معدات المراقبة والموقعين المتبقيين حيث تم العثور على جزيئات اليورانيوم.
(رويترز)