جددت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، خرق وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية، بُعيد ساعات من تعرض الدفاع المدني السوري مرة جديدة لاتهامات من قبل مسؤولين في القوات الروسية حول نية تنفيذ هجوم "استفزازي" في منطقة خفض التوتر بإدلب.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام جددت خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي بقصف مدفعي وصاروخي على منطقة جبل الزاوية، مستهدفة قريتي دير سنبل وبينين، وموقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وجاء القصف من قوات النظام السوري بعيد ساعات من توجيه وزارة الدفاع الروسية اتهاماً جديداً لمنظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، بأنها تنوي المشاركة في هجوم "استفزازي" بإدلب ضد قوات النظام.
ويقول عضو منظمة الدفاع المدني في إدلب أحمد شيخو، لـ"العربي الجديد"، إنّ المزاعم الروسية الأخيرة "ليست بجديدة وهي تتكرر بشكل دائم منذ سنوات، حيث تحاول روسيا بشكل مستمر تشويه صورة (الخوذ البيضاء) عبر آلتها الإعلامية، وقبل وبعد أي استحقاق دولي يتعلق بسورية تصعد روسيا هجماتها".
وأبدى أحمد تخوفه من وجود نية لدى روسيا وحليفها النظام السوري خلف هذا التصريح، مضيفاً: "نخشى أن يقوم نظام الأسد باستخدام السلاح الكيميائي كعادته واتهامنا، ولا سيما أنه استخدم هذا السلاح أكثر من 200 مرة موثقة، من دون أي ردة فعل دولية حقيقية ترقى لمستوى الجرائم التي ارتكبها".
وذكّر شيخو خلال حديثه بتصريحات سابقة قائلاً: "رأينا كيف هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخوذ البيضاء خلال اجتماعه بوزير الخارجية الأردني في موسكو قبل أسبوعين، والذي جاء في نفس يوم موعد جلسة مجلس الأمن حول سورية، كما جاء تصريح الخارجية البريطانية قبل يومين، والذي انتقد التهجم الروسي على الخوذ البيضاء، ما جعل روسيا تشن هجوماً جديداً أمس علينا".
وأضاف أنّ "متطوعي الدفاع المدني السوري هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جراء الغارات الجوية الروسية، وبالتالي هم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، فطبيعي أن يكون من ينقذ هدفاً لمن يقتل، وأن يكون من يساعد المدنيين ويخاطر بنفسه هو هدف لمن يشرّدهم ويدمر منازلهم"، لافتاً إلى "امتلاك الدفاع المدني السوري وثائق وأدلة على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا بحق المدنيين في سورية (كون متطوعيه هم المستجيبون الأوائل) والتي لا ندخر جهداً في عرضها في أي محفل دولي لإدانة روسيا".
ولفت شيخو إلى القاعدة الشعبية التي تمتلكها "الخوذ البيضاء" بين السوريين، وقدرتها على إيصال صوتهم للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، على الرغم قوة الآلة الدعائية الروسية والتي حاولت على مدى سنوات تشويه الحقائق وتزييفها، مؤكداً أنّ "الحقيقة كانت هي الأوضح دائماً".
وكانت وسائل إعلام روسية قد نقلت، أمس الأحد، مزاعم أطلقها فياتشيسلاف سيتنيك، نائب رئيس "المركز الروسي للمصالحة" في سورية، تقول "إن المسلحين يستعدون لاستفزاز آخر ضد السلطات السورية، فقد وصلت (الخوذ البيضاء) إلى محافظة إدلب مع معدات تصوير الفيديو".
وروجت وسائل إعلام الروسية ووسائل إعلام النظام السوري سابقاً لمزاعم، واتهمت "الخوذ البيضاء" بتنفيذ هجمات في إدلب ومناطق أخرى.
يُذكر أن "الخوذ البيضاء" فقدت العشرات من العاملين لديها خلال عمليات إنقاذ الجرحى وإجلاء الأطفال والنساء، جراء الضربات الجوية والصاروخية المزدوجة من قوات النظام السوري والقوات الروسية.