الدبيبة يعلن رسمياً فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب ليبيا

20 يونيو 2021
الدبيبة وصف الأمر بأنه خطوة في طريق الوحدة والاستقرار (الأناضول)
+ الخط -

بينما أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، عن فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب البلاد بشكل رسمي اليوم الأحد، سارعت مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للقول إنها لم تتلق أي تعليمات بفتح الطريق.

وقال الدبيبة، في تغريدة على حسابه الرسمي "اليوم سنطوي صفحة من معاناة الشعب الليبي، نخطو خطوة جديدة في البناء والاستقرار والوحدة". 

ووجه الدبيبة تحياته "لكل الجهود المخلصة التي نعيش نتائجها اليوم بفتح الطريق الساحلي، معا للبناء والعمل من أجل نماء الوطن وازدهاره". 

وأغلق الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب عند مدينة سرت، وسط البلاد، منذ يونيو/حزيران العام الماضي، بعد انسحاب مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى مدينة سرت فارّة من جنوب طرابلس ومدينة ترهونة إثر انكسار عدوانها على العاصمة طرابلس. 

وفي التفاصيل، أفاد المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات سرت الجفرة، الهادي دراه، بأن الطريق الساحلي سيفتح اليوم الأحد، بحضور الدبيبة وأعضاء من اللجنة العسكرية 5 + 5.

وأوضح، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن القرار جاء بعد عدة اجتماعات لأمراء المحاور في غرفة تحرير سرت الجفرة مع رئيس الحكومة وأعضاء لجنة 5 + 5، مشيرا إلى أن قادة الغرفة في انتظار تنفيذ الطرف الثاني (قوات حفتر) تعهداته بشأن سحب مرتزقة "فاغنر" و"جنجويد" من مواقعها في مدينة سرت إلى مواقع أخرى خارجها. 

ويعد فتح الطريق الساحلي من ضمن بنود الاتفاق العسكري الموقع بين أعضاء لجنة 5 + 5، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

وفي السياق، تعقد لجنة 5 + 5 اجتماعها الخامس، اليوم، بمدينة سرت، بحضور ممثلين عن البعثة الأممية، لمناقشة باقي بنود الاتفاق السياسي، ولا سيما ملف إجلاء المرتزقة، بحسب مصادر مقربة من اللجنة. 

وأوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن اجتماع اليوم يأتي استجابة لمطالب قادة غرفة تحرير سرت – الجفرة بشأن اشتراطها إخراج المرتزقة من سرت لقاء فتح الطريق الساحلي. 

وأكدت المصادر أن قادة الغرفة تلقوا ضمانات من أطراف دولية من بينها البعثة الأممية بشأن عدم خرق مليشيات حفتر الاتفاق، فيما سيناقش اجتماع اللجنة اليوم ملف إخراج المرتزقة ونزع الألغام القريبة من الطريق الساحلي. 

إشادة أميركية

أشادت الولايات المتحدة، الأحد، بإعلان حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا إعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب، معتبرة أن هذه الخطوة تمهد طريق الليبيين نحو السيطرة الكاملة على شؤونهم الخاصة.

وأفاد بيان نشرته السفارة الأميركية في طرابلس، عبر حسابها على "فيسبوك"، بأن "افتتاح الطريق الساحلي خطوة مهمة وتأتي في الوقت الذي يستعد فيه المجتمع الدولي للاجتماع ببرلين" في 23 يونيو/حزيران الحالي.

وأضاف: "يجب أن يركز الليبيون والقوى الأجنبية على تشجيع الاستقرار من خلال أفعال مثل السماح لهذا الطريق بالبقاء مفتوحا، وتمهيد الخطى أمام الليبيين للسيطرة الكاملة على شؤونهم الخاصة، بما في ذلك الانتخابات العامة المقررة في ديسمبر (كانون الأول المقبل)".

مليشيات حفتر: لا تعليمات بفتح الطريق

وعلى الرغم من هذه الأجواء الإيجابية، إلا أنه سرعان ما أعلنت غرفة عمليات غرب مدينة سرت الليبية، التابعة لمليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الأحد، أنها لم تتلق أي تعليمات بفتح الطريق الساحلي مصراتة - سرت، الرابط بين شرقي وغربي البلاد.

وقال آمر (قائد) غرفة عمليات غرب سرت، أحمد سالم، لقناة "ليبيا الحدث" (خاصة موالية لحفتر): "نحن كغرفة عمليات غرب سرت لم نتلق أي تعليمات بشأن فتح الطريق في الوقت الحاضر، نظراً لانعقاد اجتماع لجنة 5+5 اليوم وغداً (الأحد والإثنين)".

وتضم اللجنة العسكرية المشتركة 5 أعضاء من الحكومة الليبية الشرعية و5 من طرف مليشيا حفتر.

وأضاف: "ننتظر تعليمات هذه اللجنة بعد الانتهاء من الاجتماعات الخاصة بها، باعتبار أن لجنة 5+5 هي الجهة الشرعية الوحيدة التي تملك هذا القرار".

واستدرك: "نرحب بفتح الطريق في الوقت الذي تعلنه لجنة 5+5 وفق الإجراءات المتفق عليها".

والطريق الساحلي "مصراتة - سرت" هو طريق مهم للتجارة، ومغلق منذ هجوم عسكري فاشل شنته مليشيا حفتر عام 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.

ويتمركز في مدينة سرت ومطارها مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية، الداعمة لمليشيا حفتر.

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة، ينص على انسحاب كل المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 3 أشهر من تاريخ توقيعه، وهو ما لم يتم على أرض الواقع.

المساهمون