الدبيبة يشارك في جلسة لمجلس النواب في طبرق وملف الميزانية يتصدر الأجندة

05 يوليو 2021
يسائل مجلس النواب الحكومة عن أعمالها منذ توليها مهامها في مارس الماضي (الأناضول)
+ الخط -

يعقد مجلس النواب في طبرق جلسة خاصة، اليوم الاثنين، بحضور رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، لمناقشة عدة ملفات، منها ملف الميزانية العامة للدولة، ومساءلة الحكومة عن أعمالها منذ توليها مهامها في مارس/آذار الماضي. 

ووصل الدبيبة، مساء أمس الأحد، إلى طبرق، رفقة عدد من وزراء حكومته، للمشاركة في جلسة اليوم، استجابة لدعوة وجهتها رئاسة مجلس النواب، بحسب المتحدث الرسمي باسم المجلس، عبد الله بليحق. 

وقال بليحق، لـ"العربي الجديد"، إن جدول أعمال جلسة اليوم يتضمن ملف المناصب السيادية والقاعدة الدستورية للانتخابات وميزانية الحكومة، مشيراً إلى أنها ملفات كان من المفترض أن تناقش في جلسة النواب يوم الاثنين الماضي. 

وتعذّر حضور الدبيبة وفريقه الوزاري، الاثنين الماضي، بسبب وجوده خارج ليبيا. لكن بليحق رجح أن تشارك الحكومة في مناقشة ملف الميزانية فقط، مع احتمال مساءلتها حول أعمالها خلال الفترة الماضية منذ تسلّمها مهامها. 

لكن مصادر برلمانية من طبرق كشفت النقاب عن أسباب أخرى تتعلق بتأجيل استجابة الدبيبة لدعوة مجلس النواب، وتتعلق بمحاولات الضغط عليه من أجل تسمية وزير لحقيبة الدفاع التي لا يزال الدبيبة يعمل على تسييرها بنفسه. 

ووفقاً لمعلومات المصادر التي أدلت لـ"العربي الجديد"، فإن اتصالات كثيفة بين الدبيبة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، بشأن حقيبة الدفاع، انتهت إلى الاتفاق على تأجيل الحديث عنها، استجابة لرؤية دول على علاقة بالملف الليبي ترى في الحقيبة موقعاً جدلياً محفوفاً بالمخاطر، ويتصل بالوضع الميداني العسكري في البلاد. 

وأثيرت قضية حقيبة الدفاع مؤخراً، بعد إعلان مجلس النواب تلقّيه طلباً من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بشأن ضرورة تعيين وزير لحقيبة الدفاع، كمطلب أساسي لتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. تزامن ذلك مع توجيه رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي دعوة إلى الدبيبة، السبت الماضي، لحضور اجتماع بمكتب القائد الأعلى للجيش الليبي، الأحد الماضي، للتشاور في مسألة تعيين وزير للدفاع، وهدد بأن المجلس الرئاسي سيسمي وزيراً للدفاع ويحيله إلى مجلس النواب للتصويت عليه في حال تغيب الدبيبة. لكن الأخير رد على الدعوة فوراً، مؤكداً أن تسمية الحقائب الوزارية من الصلاحيات الأصيلة للحكومة، وفقاً لخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي. 

وعقد الدبيبة لقاء مع المجلس الرئاسي، الخميس الماضي، لبحث "ملفات السياسة الخارجية، والخدمات، ومستجدات ملف لقاحات كورونا"، بحسب المكتب الإعلامي للحكومة، من دون أدنى إشارة إلى مسألة حقيبة الدفاع. 

وفي الجانب الآخر، ينتظر أن يقدم الدبيبة للنواب، خلال جلسة اليوم، عرضاً لبنود مقترح ميزانيته الحكومية، وجواباً على أسئلة واعتراضات النواب على حجمها البالغ 93.8 مليار دينار ليبي، وأوجه صرفها خلال المدة المتبقية من عمر الحكومة، وهي ستة أشهر فقط. 

حذر الدبيبة، في عديد المناسبات، من تأخر إقرار ميزانية الحكومة

ورجح الدبيبة، خلال لقاء تلفزيوني محلي، ليل السبت الماضي، أن يتم إقرار الميزانية خلال جلسة اليوم الاثنين، وانتقد بشدة اعتراضات النواب وعدم درايتهم بالميزانيات الحكومية وكيفية التعامل معها، بل قال "لم يسبق لهم مناقشة ميزانية ولا إقرارها". وحول إمكانية محاسبة الحكومة على أعمالها خلال الفترة الماضية، قال "لا يملك أحد محاسبتنا من دون إقرار الميزانية". 

وحذر الدبيبة، في عديد المناسبات، من تأخر إقرار ميزانية الحكومة، ما سيضطره إلى "الخروج إلى الشعب وأقول لهم لقد فشلنا في إدارة الأوضاع وتنفيذ الوعود"، مضيفاً أن الحكومة اقترضت من البنك المركزي عدة مبالغ لتغطية بند المرتبات وتسيير الأوضاع المعيشية المتصلة بحياة المواطن. 

أوراق قوة للدبيبة

ويعلق الناشط السياسي الليبي سالم الزريقي، الدبلوماسي الليبي السابق والباحث السياسي، بقوله إن "الدبيبة بات يملك أوراق قوة بعد مؤتمر برلين، الذي قدم له دعماً لا متناهياً، وطالب فيما طالب بإقرار مجلس النواب لميزانية الحكومة"، مشيراً إلى أن الدبيبة بات يملك خبرة كافية للتفاوض بأوراق قوية. 

ورجح الزريقي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الدبيبة لم يذهب إلى طبرق إلا عند بروز عدة عوامل، منها تعرقل مسار الانتخابات بعد فشل ملتقى الحوار السياسي في إقرار قاعدة دستورية للانتخابات، ما يعني أن أمل بقائه في السلطة مدة أطول أصبح من السيناريوهات المطروحة حالياً، حال تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل. 

وأضاف "الدبيبة سوّى ملف حقيبة الدفاع من خلال إقناع الأطراف بأهمية تقاسم ملف المؤسسة العسكرية، فالمجلس الرئاسي يمتلك صفة القائد الأعلى ويتوجب على الحكومة الإبقاء على صلاحيات وزارة الدفاع لها، وتحديداً بيد الدبيبة، الذي لا يمكن فصله عن معسكر غرب ليبيا". 

وتابع "الدبيبة انتقد النواب بشكل لاذع وبلهجة قوية، وهو يستعد للذهاب إلى طبرق، ورجح أن يتم إقرار الميزانية، بل وصرح بأن النواب لا يملكون حق محاسبته، مؤشرات تذهب إلى تلقيه دعماً دولياً غير محدود، أو وجود ضغوط على مجلس النواب بشأن تمرير ميزانيته".

جامعة الدول العربية تأسف لفشل ملتقى الحوار السياسي الليبي

أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم، عن الأسف لعدم تمكن ملتقى الحوار السياسي الليبي من التوصل إلى اتفاق بشأن القاعدة الدستورية التي يُفترض أن تُعقد على أساسها الانتخابات المُقررة في ديسمبر/ كانون الأول القادم.
وأكد مصدر مسؤول بالأمانة في بيان "ضرورة تحلي جميع الأطراف بروح التوافق من أجل تذليل العقبات وتجاوزها، توطئة لعقد الانتخابات في موعدها".
وقال المصدر إن "إرادة الليبيين، وكذا الإرادة الدولية كما انعكست في مؤتمر برلين-2 الشهر الماضي، واضحة في التأكيد على أهمية عقد الانتخابات في موعدها من دون تأخير"، داعياً إلى "بذل المزيد من الجهد في سبيل الوصول إلى التوافق المطلوب وعدم تضييع هذه الفرصة المهمة التي يتطلع إليها الشعب الليبي للوصول إلى مرحلة الاستقرار".

المساهمون