نشرت وزارة الداخلية التونسية، مساء اليوم السبت، صوراً توثّق عمليّة رصد العنصر المسلح الذي حاول، أمس الجمعة، التقدم نحو وزارة الداخلية، حيث ظهر في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة حاملاً أسلحة بيضاء.
وقالت الداخلية التونسية، في بيان لها، إنه "تم تتبع العنصر منذ ظهوره في العاصمة، ثم تولّى أمني بزي مدني ملاحقته والإشعار بشأنه إلى حين التّصدّي له وإفشال مخطّطه"، مشيرة إلى أنه "تم الطلب من المواطنين الابتعاد".
وكان بيان للداخلية التونسية، قد أكد، في وقت سابق، أنّ المعني مصنّف لدى مصالح وزارة الدّاخليّة على أنّه "تكفيري"، كما أنه يبلغ من العمر 31 سنة ودرس في الخارج.
وقال الخبير الأمني فيصل الشريف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "العنصر عائد من بؤر القتال، وفي الحقيقة هناك إشكال كبير يتعلّق بهؤلاء العائدين، وهذا الملف مطروح حتى في عديد الدول ويعتبر من المواضيع المسكوت عنها".
وبيّن الشريف أنه "عاد إلى تونس نحو ألف عنصر من بؤر القتال، ومن المنتظر عودة أعداد أخرى"، مشيراً إلى أنّ هذا العنصر "درس في الخارج ثم توجه للقتال في سورية وعاد إلى تونس"، متسائلاً "ما هي الإجابات السياسية والأمنية حول هذه العناصر ومدى متابعتها وكيف يتم التعامل معها؟".
وأوضح أنه "بالعودة إلى تفاصيل ما حصل، فإنّ النقطة البارزة هي فشل هذه العناصر في القيام بعمليات نوعية كبرى مثل السنوات السابقة"، مبيّناً أنه بـ"العودة للأسلحة المستعملة لدى هذا العنصر فهي بدائية (ساطور وسكين)، وهو ما يكشف عجز هذا العنصر في الحصول على أسلحة، كما أنّ هذه العناصر تتحرك كأفراد بعيداً عن التنظيمات حيث كانت هناك شبكات وراءهم ودعم لوجستي، ولكن الآن هم يتحرّكون بمفردهم".
وأضاف الشريف أنّ "الصور المعروضة من وزارة الداخلية تكشف اليقظة الأمنية، وذلك منذ قدوم العنصر للعاصمة وتركه لسيارته مركونة في محطة باب عليوة، ثم وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة"، معرباً عن اعتقاده أنه "كان هناك تدرج في استعمال القوة حيث يبدو أنّ الأمن أراد القبض على هذا العنصر حيّاً وهو ما يفسر التباطؤ في القبض عليه، وهذا الأهم لأنه يشكّل مصدر معلومات".
وأكد أنّ "من انتقد البطء الأمني لا يفهم طبيعة هذا العمل، وأهمية القبض على هذه العناصر حيّة، كما أنّ الأسلحة التي كان يحملها لا تشكّل تهديداً مباشراً"، موضحاً أنه "لو كان يحمل سلاحاً نارياً أو متفجرات فطبيعة التعامل كانت ستختلف بالتأكيد، وقد حاول الأمن إبعاده قدر الإمكان عن تجمع المواطنين وتوجيهه إلى نقطة معينة، ثم حاصره فيها"، مبيّناً أنه "تم توجيه عدة إنذارات لكي يسلم نفسه ولكنه رفض، فتم إطلاق النار على ساقه".