استمع إلى الملخص
- قامت القوات الإسرائيلية بتثبيت نقاط على التلال الاستراتيجية المحيطة ببلدة حضر، وأجرت عمليات تفتيش، مما زاد من قلق الأهالي في ظل غياب الحماية.
- أصدر أعيان المنطقة بياناً يستنكر التوغل الإسرائيلي، معربين عن مخاوفهم من التهجير الجماعي، ودعوا المجتمع الدولي للتدخل لحماية المدنيين.
سيطر الاحتلال على تلال استراتيجية وأقام عليها نقاطاً عسكرية
أبلغ الاحتلال الأهالي أن وجوده مؤقت
السكان يتخوفون من تهجير كامل على غرار قرى القنيطرة
شهدت منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي جنوبي سورية تصعيداً ملحوظاً مع توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، الجمعة، ما أثار غضب الأهالي ودفعهم للخروج بتظاهرات بالقرب من فوج الجزيرة العسكري المحاذي للحدود مع الجولان، للمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية.
ودخلت قوات الاحتلال إلى عدة قرى وبلدات، بما في ذلك قرية الرفيد، وثبتت نقاطاً عسكرية جديدة، ودمرت بعض المنشآت وجرفت الأراضي في المناطق التي توغلت فيها، مما أثار حفيظة الأهالي.
وقال عمرو المحاسنة من قرية معرية، إحدى القرى التابعة لناحية الشجرة جنوب غربي درعا لـ"العربي الجديد"، إن "العشرات من أبناء القرية والمنطقة تجمعوا، الجمعة، أمام فوج الجزيرة، للمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية"، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية أرسلت في البداية مسيرات تحذر من الاقتراب من النقطة العسكرية، ومع إصرار الأهالي على الاستمرار بالتظاهرة، أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على المتظاهرين ما أسفر عن إصابة الشاب ماهر محمد الحسين في قدميه.
وناشد المحاسنة بإيصال صوت أبناء المنطقة المذكورة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وانسحاب قوات الاحتلال من النقاط التي احتلتها مؤخراً.
وقال أبو عبدو "جودت الطويل" مختار بلدة حضر لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الإسرائيلية ثبتت نقاطاً عسكرية على التلال والمرتفعات المحيطة بالمنطقة في أماكن تمركز قوات حزب الله سابقاً، فيما أرسلت تطمينات للأهالي عبر قوات أممية موجودة في المنطقة بأن هذه النقاط ليست ثابتة وسوف تنسحب منها، في حال وصول التعزيزات الأممية والشرطة السورية".
وعن اقتحام دوريات الاحتلال شوارع البلدة، والقرى المجاورة وريف درعا، قال الطويل إن هذه الدوريات جاءت للتفتيش عن متعاملين سابقين مع حزب الله، كما صرح قادتها للأهالي، موضحاً أن سيارات مصفحة قطعت الشارع العام للبلدة ثم عادت أدراجها دون أن تتعرض لأي مواطن من البلدة.
وقال مصدر من أبناء البلدة لـ"العربي الجديد"، إن (5-6) سيارات جابت شارع البلدة الرئيسي ثم غادرت، دون أن تتعرض للمدنيين الذين يعيشون حالة من القلق في ظل غياب رادع يحميهم من أي تعديات محتملة.
احتلال تلال استراتيجية في درعا
وأكد المصدر أن التلال التي ثبتت عليها قوات الاحتلال نقاطاً عسكرية في محيط بلدة حضر، تعد تلالاً استراتيجية، اثنان منها يطلان على الجولان المحتل مباشرة وهما قرص النفل وعين التينة الواقعان غربي بلدة حضر، إضافة إلى تلال الحمرية والتلول الحمر التي تقع عند سفح الحرمون في جبل الشيخ، وهي مناطق حدودية جنوب شرقي سورية وغربي لبنان وفلسطين المحتلة وتربط بين قرى جبل الشيخ في ريف دمشق و جباتا الخشب ومشاتي حضر في القنيطرة.
واستنكر بيان أصدره أعيان وأهالي المنطقة منزوعة السلاح في محافظة القنيطرة، التوغل الإسرائيلي الواسع في المنطقة عقب خلو نقاط الجيش السوري. وأشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية فتشت العديد من القرى والبلدات، ووصلت إلى أطراف المناطق العمرانية.
وأعرب البيان عن مخاوف السكان من عمليات تهجير جماعي، بعد أن هجرت القوات الإسرائيلية قريتي الحرية ورسم الرواضي بالكامل، مشيراً إلى حالة ارتباك وخوف تسود المنطقة، خاصة بعد إقامة السواتر الترابية وتمركز الدبابات على مداخل مدينة البعث.
وشدد البيان على التزام الأهالي بالهدوء وعدم المقاومة، وتسليم كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح للقوات الإسرائيلية، والتعهد بتشكيل لجان أمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، والالتزام بالسلم الأهلي، والمصالحة الوطنية، وحل الخلافات بالحوار وليس بالعنف. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية المدنيين الأبرياء في المنطقة، مؤكداً حق الأهالي في العيش بسلام وأمان على أرضهم.
ومع تصاعد وتيرة النشاط العسكري الإسرائيلي، يخشى مراقبون من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتشريد المزيد من السكان، وبالتالي زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها، وذلك وسط دعوات أممية لإرساء الاستقرار في البلد الذي يحاول النهوض بمكتسبات الثورة ونهاية نظام بشار الأسد الاستبدادي.