استمع إلى الملخص
- مندوب الإمارات، محمد أبو شهاب، يرفض الاتهامات، ينفي تورط بلاده في النزاع، ويؤكد على الحوار والمساعدات الإنسانية الإماراتية للسودان، مطالبًا بحماية المدنيين.
- تبادل الاتهامات بين الطرفين يسلط الضوء على الخلاف حول دعم الإمارات للمليشيات، مع تأكيد كلاهما على أهمية البحث عن حلول سلمية والمفاوضات لتسوية النزاع.
شهدت جلسة عقدها مجلس الأمن في نيويورك، الثلاثاء، جدلاً تخلله تبادل اتهامات بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة. إذ اتهم المندوب السوداني، الحارث إدريس، في مداخلته التي جاءت في آخر الجلسة، كلاً من الإمارات العربية المتحدة وقوات ليبية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وأطرافاً أخرى، بإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الصراع. كما اتهم مجلس الأمن بالاستمرار بالصمت وعدم توجيه رسالة قوية لقوات الدعم السريع وانتهاكاتها ولدولة الإمارات التي اتهمها بأنها ترعى الانتهاكات.
من جهته، طلب مندوب الإمارات، محمد أبو شهاب، حق الرد على الاتهامات، ووصفها بالباطلة، نافيا بشكل قاطع صحتها. وقال إن المندوب السوداني يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي أحد الأطراف المتحاربة في السودان، مشدداً على ضرورة الحوار لحل الصراع. ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتبادل بها الطرفان الاتهامات إلا أن الجدل في جلسة الثلاثاء احتدم بين المندوبين.
وقال المندوب السوداني في بداية مداخلته: "إن الاعتداءات المسلحة التي تشنها مليشيات الدعم السريع المدعومة بالسلاح من قبل دولة الإمارات تستهدف بشكل عامد ممنهج القرى والمدن مستفيدة من عدم اتخاذ المجلس موقفا حازما تجاهها وتستهدف القضاء على حماية المدنيين، وتشتيت تجمعاتهم في المناطق الزراعية لإفشال الموسم الزراعي حتى تتحول الفجوة الغذائية إلى مجاعة...". وأضاف: "ويفاقم من تبعات إدارة اقتصاد دولة تواجه حرباً عدوانية، ويزيد من أعداد النازحين ويوقف الإنتاج ويعرقل عمليات الزراعة ويجعل ملايين السكان يعيشون على العون الزراعي في بلد يمكنه إطعام العالم كله بما يملك من أرض خصبة، ويحول السودان إلى نموذج استيطان هدام من مجموعات ديمغرافية قادمة من الساحل".
وتابع المندوب السوداني: "يستمر تدفق الدعم الإماراتي للمليشيا عبر تشاد وجنوب ليبيا وأفريقيا الوسطى". كما ادعى أنه يتم إخلاء عدد من الجرحى إلى الإمارات. وقال إن "كل ذلك سيؤثر على مستقبل الأمن الغذائي في السودان وأفريقيا والتمكن لنموذج إرهابي والعصابات التي تسعى لهدم الدولة السودانية". كما اتهم "كتيبة سبل السلام الليبية الموالية لقوات حفتر حيث تنشط بمدينة الكفرى في توصيل شحنات الذخائر ومدافع الهاون لمخازن اللواء 106 الذي يقوده خالد خليفة حفتر وإدخالها للسودان عبر تشاد".
وطالب مجلس الأمن بأن "يعزز دور السودان في التصدي لهذا الطاعون الجديد، ويتخذ قراراً لتسمية الدولة الراعية لهذا الطاعون والذي يعرض سكان السودان إلى الإبادة بالتدريج وحرق البلدات والقرى". وأدعى المندوب السوداني أن القوات المسلحة ملتزمة بقواعد الاشتباك ولا تستهدف المنشآت المدنية.
من جهته، قال مندوب الإمارات، محمد أبو شهاب، إن "هذه اتهامات مضحكة ومجنونة لمندوب السودان والذي يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي أحد الأطراف المتحاربة في السودان". وأعرب عن قلق بلاده إزاء الآثار المأساوية التي تسبب فيها النزاع على الشعب السوداني. وتحدث عن المساهمات المالية التي قدمتها الإمارات للمساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب. وأضاف: "يواجه الملايين من السودانيين خطراً محدقا للمجاعة ولا يعقل أن تستمر القوات المسلحة السودانية بعرقلة المساعدة الإنسانية ووصولها للمحتاجين فهذه انتهاكات للقانون الإنساني الدولي".
ودعا طرفي النزاع لحماية المدنيين والتوصل لاتفاق لوقف الاقتتال والتوجه لعملية انتقالية للحكم المدني. وقال إن "ممثل القوات المسلحة السودانية عليه أن يُسأل إن أراد فعلا أن يضع حدا للنزاع والمعاناة الإنسانية لماذا يرفض حضور محادثات جدة ويقطع الطريق أمام المساعدات، مضيفا: "عليكم أن تتوقفوا عن إطلاق البيانات الرنانة في هذه المنتديات وبدلا من ذلك تحمل المسؤولية لإنهاء نزاع بدأ بفعل أيديكم".
ثم طلب المندوب السوداني الرد على نظيره الإماراتي قائلا إن "من يريد صنع السلام في السودان عليه أن يأتي بقلب سليم ودولة الإمارات هي من ترعى الإرهاب العرقي والممنهج في السودان وأثبت ذلك تقرير مجلسكم... وحشدنا كل البيانات والدلائل لمناقشتها". واتهم الإمارات بعرقلة الاجتماع حول الموضوع، وهو ما نفاه المندوب الإماراتي في رده اللاحق.
وعلق المندوب السوداني حول إشارة مندوب الإمارات كما مسؤولين أممين للدعم المادي الذي تقدمه الإمارات لصناديق المساعدات الإنسانية الخاص بالسودان " إن المال الذي تقدمه الإمارات بحجة دعم العمل الإنساني لا حاجة للشعب السوداني به. السودان إن استقر سيكون أغنى من دولة الإمارات.... على الإمارات أن ترفع يدها عن السودان، وهذا هو أول مدخل لاستقرار السودان". واتهم المندوب السوداني مليشيات الدعم السريع بأنها لم تف بالتزاماتها بمنصة جدة. ثم طلب من مجلس الأمن إدانة الإمارات.
وطلب السفير الاماراتي حق الرد مرة أخرى ثم قال: "نرى أن هذا استغلال معيب يقوم به أحد الأطراف المتناحرة في السودان لهذا المجلس والمنصة. إن استغلال هذه المنصة لنشر الاتهامات الباطلة ضد الإمارات لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة على أرض الواقع". وأضاف: "لن يتحقق نصر عسكري ولن يكون هناك حل عسكري في السودان والسبيل الوحيد لتسوية النزاع هو المفاوضات... مندوب القوات المسلحة السودانية ذكر اتهامات وأنه بعث برسالة لمجلس الأمن لكنها باطلة وقمنا بالرد عليها".