الخرطوم: عودة تدريجية للحياة وشح في السلع والخدمات

29 ابريل 2023
من الخرطوم حيث يصارع السكان للعودة إلى حياتهم الطبيعية (العربي الجديد)
+ الخط -

اضطر عدد كبير من السودانيين في العاصمة الخرطوم، خلال أيام الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى البقاء في منازلهم، فيما منحتهم الهدن الهشة، التي يتم الإعلان عنها، فرصة للتحرك بحذر بحثاً عن السلع والخدمات، مع فتح بعض المتاجر والمخابز أبوابها.

وتسببت الاشتباكات التي وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل/ نيسان الحالي، بدمار هائل في ولاية الخرطوم، بمدنها الثلاث، الخرطوم وأم درمان وبحري، ونزوح الآلاف من السكان إلى الولايات المجاورة الآمنة. فيما فر سكان الولايات المشتعلة إلى دول الجوار، مثل مصر وتشاد وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان.

ورصد "العربي الجديد" عودة الحياة جزئياً إلى بعض الأحياء وسط الخرطوم، مثل الشجرة ويثرب وجبرة واللاماب والرميلة، رغم وقوعها في منطقة تضم قيادة سلاح المدرعات، والتي تقصف من هناك تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق أخرى.

وبدأت بائعات الشاي في الظهور تحت الأشجار، فيما يتبادل مواطنون أخبار المعارك وأماكن ظهور السلع في المدينة.

في المقابل، تواصلت حركة نزوح المواطنين، عبر السيارات الخاصة ووسائل النقل العامة، إلى خارج الخرطوم، أو من مناطق الاشتباكات إلى مناطق أخرى أكثر أمناً، حيث فتحت الأسواق جزئياً.

وقال المواطن مجدي محمد، الذي يسكن منطقة الحماداب في الخرطوم لـ"العربي الجديد"، إنه لم يعد بمقدورهم الاختباء أكثر والبقاء في المنازل، ولا بد من الخروج بحثاً عن السلع والخبز.

وأضاف أن المعاناة مستمرة بسبب انقطاع الكهرباء والماء وشح السيولة النقدية، وعدم مقدرتهم على سحب المال من حساباتهم المصرفية بسبب إغلاق البنوك وتوقف التطبيقات المالية وانقطاع الإنترنت. وتابع أن يومه يبدأ بالبحث عن الخبز ثم السلع التموينية، وينتهي مع بقية سكان الحي جالسين على جانب الطريق يتجاذبون أطراف الحديث عن الحرب ويستمعون إلى أصوات الاشتباكات المتقطعة.

وقال  بابكر ناصر، وهو صاحب محل بقالة في حي يثرب بالخرطوم، لـ"العربي الجديد"، إنه أعاد فتح متجره منذ ثلاثة أيام بعد تزايد حركة المواطنين في الشارع وانخفاض حدة الاشتباكات المسلحة، مضيفاً أن الكثير من أصناف البقالة لم تعد موجودة بسبب توقف الشركات والمصانع.

ويسأل المواطنون باستمرار عن سلع لم تعد موجودة، فيما يشترون حالياً حاجياتهم الأساسية لعدم توفر السيولة النقدية لديهم وتوقف تطبيقات الهاتف المالية.

وذكر صاحب محل البقالة أن عدداً من أقاربه يملكون متاجر في حي العمارات وسط الخرطوم حيث اشتدت الاشتباكات، مشيراً إلى أنها تعرضت منذ الأيام الأولى لاندلاع الاشتباكات للنهب من قبل القوات العسكرية واللصوص، ما اضطرهم لمغادرة العاصمة إلى ولاية الجزيرة وترك محالهم لمصيرها.

وقالت سيدة تسكن حي الشجرة، إنها باتت تتجول يومياً بعد توقف المعارك في هذه المنطقة، وعودة الحركة إلى الشوارع للبحث عن محل لشحن رصيد هاتفها، لكنها فشلت في ذلك. 

وأضافت، لـ"العربي الجديد"، أن الأسرة لم تعد تملك المال لشراء حاجياتها من السلع، وهي غير قادرة على استخدام ما لديها في حسابها المصرفي نتيجة انقطاع الإنترنت وتوقف تطبيقات الهاتف، لكنها شددت على أنهم باقون في الخرطوم ولن يغادروها. 

المساهمون