أعربت قطر عن استنكارها الشديد للتصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الوساطة القطرية، مشيرة إلى أنه في حال ثبتت صحتها فهي "غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة".
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان عبر "إكس": "منذ شهور، وبعد وساطة ناجحة في العام الماضي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة، انخرطت قطر في حوار مستمر مع كافة الأطراف بما في ذلك الطرف الإسرائيلي، في محاولة لوضع إطار لاتفاق جديد للرهائن وضمان دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى قطاع غزة".
وأكد أن تصريحات نتنياهو إن ثبتت صحتها فهي تعرقل وتقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين، وتابع: "بدلاً من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
نستنكر بشدة التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تقارير إعلامية مختلفة حول الوساطة القطرية. في حال أثبتت صحة التصريحات، فهي غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة.
— د. ماجد محمد الأنصاري Dr. Majed Al Ansari (@majedalansari) January 24, 2024
منذ شهور، وبعد وساطة ناجحة في العام الماضي أدت إلى إطلاق سراح…
وذكرت القناة، الليلة الماضية، أن نتنياهو وجّه انتقادات لدولة قطر الوسيط في صفقة المحتجزين، وأوضح لعائلات المحتجزين الإسرائيليين أنه لا يعرب عن شكره لقطر على الملأ، وأنه يعتقد بأن بإمكانها ممارسة ضغط أكبر على حركة حماس، مضيفاً "ليس لدي أوهام إزاءهم".
ولعبت دولة قطر دوراً محورياً في جهود الوصول إلى هدنة إنسانية تخفف الأزمة غير المسبوقة في القطاع المحاصر، وكذا في الوصول إلى صفقة تبادل أسرى بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وفي السياق نفسه، يوضح نتنياهو للعائلات لماذا خاب ظنه بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مشيراً إلى القرار الأميركي بتمديد عقد التواجد في قاعدة العديد الجوية في قطر لعشر سنوات أخرى دون إبلاغ إسرائيل بذلك. ويقول نتنياهو في التسجيل: "الضغط لا يكون بهذه الطريقة".
كما تحدث نتنياهو والمسؤولون من حوله، وفق ما أوردته القناة، عن أن دولة قطر تعهدت بوصول الأدوية إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وأنّها ستقدم دليلاً مصوراً على ذلك.
وجاء على لسان نتنياهو في التسجيل متحدثاً إلى العائلات: "أعتقد أن عليكم مخاطبة قلوب المجتمع الدولي من أجل ممارسة ضغط على من يمكنه ممارسة الضغط. أولاً وقبل كل شيء، العامل الأول هو قطر. الآن، عندما أتحدث عن قطر، لا تسمعوني أشكر قطر. هل لاحظتم؟ أنا لا أشكر قطر. لماذا؟ لأنه بالنسبة لي، قطر لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، ولا تختلف في جوهرها عن الصليب الأحمر، وبمعنى معيّن هي حتى إشكالية أكثر".
وتابع نتنياهو: "لكنني على استعداد لاستخدام أي جهة في الوقت الحالي تساعدني على إعادتهم (أي المحتجزين) إلى الديار. ليس لدي أي أوهام بشأنهم (أي قطر). إن لديهم نفوذا (لدى حماس). لماذا لديهم نفوذ؟ لأنهم يموّلونهم".
ومضى قائلاً: "لقد غضبت جداً في الآونة الأخيرة، ولم أخفِ ذلك عن الأميركيين، الذين جددوا العقد الخاص بالقاعدة العسكرية التي لديهم مع قطر. لماذا لم تقولوا؟ أطلب منكم إعادة المختطفين إلينا، هكذا يكون الضغط. لماذا؟ لأن قطر يمكنها ممارسة ضغوط على حماس. أولا وقبل كل شيء، عليكم الضغط على قطر".
من جانبه، قال السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال آفي غيل، في الاجتماع: "من المفترض أن نتلقى عبر القطريين نوعاً من التأكيد، بطريقة أو بأخرى، بأنهم (المحتجزين) حصلوا على الأدوية. أقول هذا بحذر، هذا ما يقولونه هم (القطريون)".
سموتريتش: قطر هي الراعية الرئيسية لحماس ويجب على الغرب الضغط عليها
من جانبه، هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قطر، قائلا: "إنها الراعية الرئيسية لحماس، وهي مسؤولة إلى حد كبير عن المذبحة التي ارتكبتها الحركة في السابع من أكتوبر"، على حد زعمه.
وأضاف سموتريتش ردًا على منشور للمتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري على منصة "إكس"، أنه "يجب على الغرب أن يستخدم نفوذاً أقوى ويطلق سراح الرهائن على الفور".
وتابع: "يوجد شيء واضح ومؤكد، وهو أن قطر لن يكون لها دور بأي شكل من الأشكال في إدارة غزة في اليوم التالي للحرب".