الخارجية الإسرائيلية غاضبة من حضور سفير ألمانيا جلسة للمحكمة العليا حول التعديلات القضائية
شهدت الساعات الماضية توتراً في العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أورده موقع "يديعوت أحرونوت" أمس الاثنين، عقب حضور السفير الألماني لدى الاحتلال شتيفن زايبرت جلسة عُقدت في المحكمة العليا الإسرائيلية، أخيراً، للنظر في الالتماسات المقدّمة لإلغاء قانون "حجة المعقولية"، الذي يمنع الجهاز القضائي من التدخّل في قرارات الحكومة والوزراء.
ويدور الحديث عن واحد من سلسلة قوانين يقودها الائتلاف الحاكم لإضعاف القضاء.
وذكر الموقع أن السفير الألماني نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه في قاعة المحكمة التي نظرت في الالتماسات، الأمر الذي لم يعجب وزارة الخارجية الإسرائيلية، واعتبرته تحدياً، وبعثت إليه رسالة مفادها بأنّ "إسرائيل تنظر بعين الخطورة إلى سلوكه ووصوله لحضور الجلسة".
وقال شتيفن زايبرت، في الفيديو المذكور: "أعتقد أن شيئاً مهماً للديمقراطية الإسرائيلية يحدث هنا. نحن أيضاً، أصدقاء إسرائيل، ننظر إلى ذلك باهتمام كبير. أردت رؤية ذلك بنفسي".
The place to be this morning #בגץ pic.twitter.com/x7oVMPgsPg
— Steffen Seibert (@GerAmbTLV) September 12, 2023
وكلّف وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين،السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا رون بروشاور الاتصال بوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي قالت في وقت سابق إنها قلقة بشأن التعديلات القضائية، ونقل رسالة إليها تقول إن "سلوك السفير غير مقبول"، ويشكل "تدخلاً في القضايا السياسة الداخلية لإسرائيل".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، دعم المستشار الألماني أولاف شولتز، زايبرت، خلال حديثه إلى الصحافيين في نيويورك، حيث يشارك في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً إن "السفير الألماني هو شخص ملتزم جداً مع مبادئ واضحة جداً. وأعتقد أن الجميع يعرفون ذلك، وفي إسرائيل أيضاً".
ولم يُدعَ زايبرت إلى جلسة توبيخ، لكن إسرائيل تنظر إلى سلوكه على أنه إشكالي، كما "يقترب من عدم فهم دور الدبلوماسي أحياناً".
وردت ألمانيا على إسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت"، في بيان صادر عن وزارة الخارجية في برلين، جاء فيه أن "الدبلوماسيين يتحملون مسؤولية مركزية لمراقبة التطورات السياسية المهمة في البلدان المضيفة، حتى لو كانت محلية. إن زيارة جلسة استماع علنية في المحكمة العليا لبلد شريك، مثل زيارة السفير زايبرت، هي مثال ممتاز على هذه الممارسة المقبولة. وزارة الخارجية الاتحادية على اتصال دائم مع شركائها الإسرائيليين. لا نستطيع تأكيد تقارير إعلامية بشأن احتجاج رسمي من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية".
واليوم الثلاثاء، أصدر حزب "الليكود" الإسرائيلي توضيحاً بشأن وصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطة تقويض القضاء "الأصلية" بأنها "سيئة"، خلال لقائه رجل الأعمال إيلون ماسك في كاليفورنيا، أمس الاثنين، وأنه سعى لمنعها.
وادّعى حزب "الليكود" في بيانه التوضيحي الذي أصدره اليوم أن نتنياهو "قصد فقرة التغلّب الجارفة بأغلبية عادية"، وليس كل خطة إضعاف القضاء. وتتيح فقرة "التغلّب" للائتلاف الحاكم الالتفاف على قرارات المحاكم وتجاوزها.