كشفت جماعة الحوثيين، الخميس، عن تسليم ملاحظاتها على المبادرة السعودية إلى سلطنة عمان، وأنها تنتظر الردود عليها قبل إعلان موقفها النهائي، وسط ترقب من الشارع اليمني والمجتمع الدولي، الذي يحث على الدخول في عملية مشاورات لإنهاء الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ 6 سنوات.
وجدد المتحدث باسم الجماعة وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام تأكيده على أن المبادرة السعودية كانت "غير منطقية" في شكلها وطريقة تقديمها، وزعم أنها احتوت على "شتائم وتهديدات" كانت كفيلة بأن لا يُنظر إليها.
ولمّح المسؤول الحوثي إلى استحالة الموافقة على المبادرة السعودية في شكلها الحالي الذي ظهرت به، وقال: "لا يمكن أن نعطي توقيعاً من طرفنا بالموافقة على الحصار".
وأكد عبدالسلام، في تصريحات إعلامية احتفت بها وسائل إعلام سعودية في شريطها العاجل، الاستعداد للدخول في "علاقات جيدة مع السعودية"، كما أعلن أن إيران لا تتدخل في أي تفصيل في الشأن اليمني، في إشارة تطمين للسعودية والدول الغربية.
وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن "السعودية هي التي تربط الحل في اليمن بتدخل إيران"، لافتا إلى أن "الدول الغربية هي التي تتدخل في القرارات السعودية".
وفيما توعد بقصف شركة "أرامكو" النفطية حتى لو كانت تغذّي العالم كله، أكد عبد السلام عدم وجود أي حسابات إقليمية في عمليات القصف التي يقومون بها.
وفي تطابق مع المواقف المسبقة التي عبّر عنها عنها المتحدث الرسمي، جدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في كلمة بمناسبة الذكرى السادسة للحرب، تحفظه على المبادرة السعودية، وخصوصا في ما يتعلق بمسألة رفع الحظر المشروط لدخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، وعودة الملاحة إلى مطار صنعاء الدولي.
وقال: "لو قبلنا باستغلال الملفات الإنسانية عسكريا وسياسيا لكانت خيانة لشعبنا، وكان اعتمد العدو على تبرير إعاقته لوصول الحاجات الإنسانية بحصول أي اشتباك ميداني"، وفقا لتصريحات نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.
وأضاف "إن وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والأساسية استحقاق إنساني وقانوني لا يمكن أن يكون في مقابل ابتزاز بشروط عسكرية وسياسية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة والسعودية، وبعض الدول (لم يسمها)، حاولت إقناعهم بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية، لافتا إلى أنه "لا يمكن الموافقة على ذلك".
#المسيرة_عاجل | السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: حاول الأمريكيون والسعوديون وبعض الدول إقناعنا بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية ونحن لا يمكن أن نوافق على ذلك
— المسيرة - عاجل (@alosbou) March 25, 2021
وفيما أثنى على ما سماها بالمواقف الإنسانية الإيجابية لسلطنة عمان، وجّه زعيم الحوثيين "برقية شكر" لمن وقفوا بجانبهم، وفي مقدمتهم جمهورية إيران و"حزب الله"، المتهمان من الحكومة اليمنية المعترف بها والتحالف السعودي بتسليح الجماعة خلال سنوات الحرب الست.
وقال زعيم الحوثيين إنهم لا يحتاجون في تصديهم للتحالف "إذنا من مجلس الأمن، ولا الأمم المتحدة أو الدول الأوروبية، أو أي طرف في الدنيا، ولا نبالي بأي طرف يطلب منا الخضوع"، في إشارة إلى وقف العمليات العسكرية نحو مأرب والدخول في عملية سلام.
وتفاخر زعيم الحوثيين بالهجمات التي تنفذها جماعته في العمق السعودي، وقال إنها "أصبحت مصدر إزعاج كبيرا" للتحالف، و"لا ننتظر الإذن من أحد حتى نقوم بواجبنا الدفاعي".