الحوثيون يعلنون استهداف السعودية بصاروخ باليستي و15 طائرة مسيّرة في ليلة واحدة

28 فبراير 2021
المتحدث العسكري للحوثيين تجنّب الإشارة بشكل تام إلى معارك مأرب (فرانس برس)
+ الخط -

عاشت الأراضي السعودية ليلة عصيبة بعد عملية هجومية واسعة نفذتها جماعة الحوثيين، بواسطة صاروخ باليستي و15 طائرة مسيَّرة، طاولت عدداً من المواقع الحساسة داخل المملكة، وذلك جراء خسائر بشرية واسعة مُنيت بها الجماعة على تخوم محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، خلال الساعات الماضية.  

وأعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، صباح الأحد، أن سلاح الجو والقوة الصاروخية نفذا عملية هجومية كبيرة ومشتركةً باتجاهِ العمقِ السعودي، حملت اسم "توازنُ الردعِ الخامسة"، رداً على الغارات الجوية والحصار المفروض من التحالف السعودي، على حد وصفه.

وقال سريع، في بيان متلفز تلاه على قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، إنّ العملية نُفِّذَت بواسطة صاروخ باليستي من طراز "ذور الفقار"، و15 طائرة مسيَّرة دون طيار.  

وكشف المسؤول العسكري الحوثي أن 9 من الطائرات المسيرة كانت من طراز صماد 3، استهدفت مواقع حساسة (لم يذكرها) في العاصمة الرياض، فيما استهدفت 6 طائرات من طراز قاصف 2k مواقعَ عسكريةً في مناطق أبها وخميسِ مشيط.  

وفيما أشار إلى أن العملية، التي استمرت منذ مساء السبت وحتى صباح الأحد، قد حققت أهدافاً دقيقة، توعد المسؤول العسكري الحوثي باستمرار العمليات وتوسيعها بشكل أكبر، ما استمرت الغارات الجوية والحصار على اليمن.   

ودعا سريع سكان تلك المناطق إلى الابتعاد عن المواقع والمطارات العسكرية كافة أو التي قد تُستخدم لأغراضٍ عسكرية. 

وكان لافتاً أن المتحدث العسكري للحوثيين تجنب الإشارة بشكل تام إلى معارك مأرب، وهو ما يشير إلى أن الجماعة لم تحقق بعد الاختراق المأمول، وما زالت تراوح مكانها، حيث جرت العادة على أن يظهر المتحدث العسكري للحديث عن المكاسب والانتصارات الكبيرة في كل معاركهم من نهم والجوف والبيضاء.  

وفي المقابل، كان المتحدث العسكري للتحالف السعودي الإماراتي، تركي المالكي، قد أعلن في وقت مبكر من فجر الأحد اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته المليشيا الحوثية على الرياض، و6 طائرات مسيَّرة فقط، كانت تستهدف المنطقة الجنوبية للسعودية ومدينتي جازان وخميس مشيط.  

وفيما اتهم المليشيا الحوثية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية، أكد المالكي أن القوات المشتركة للتحالف ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والأعيان المدنية و"الإجراءات العملياتية اللازمة لوقف هذه الاعتداءات والأعمال الإرهابية، والتعامل مع مصادر التهديد، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية"، وفقاً لبيان نشرته وكالة "واس" السعودية. 

ويقول التحالف إن إجمالي الهجمات الحوثية التي اعتُرِضَت على الأراضي السعودية منذ بداية النزاع اليمني، بلغت 526 طائرة مسيَّرة و346 صاروخاً باليستياً.  

وجاءت الهجمات المكثفة على السعودية غداة نزف بشري غير مسبوق في صفوف الحوثيين، في أثناء إحباط القوات الحكومية لعدة هجمات انتحارية تسللت إلى جبل البلق الشمالي ومنطقة الزور في المحيط الغربي لمحافظة مأرب.  

وتحدث الجيش اليمني، في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، عن أن الساعات الماضية شهدت مقتل 242 عنصراً حوثياً في جبهة صرواح، و40 في جبهة الكسارة، و78 في جبهة المشجح. 

وحسب البيان الذي وزعه المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمني، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، فقد دمرت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية ومدفعية القوات الحكومية 14 عربة دفع رباعي كانت تحمل مقاتلين حوثيين ودبابة، وهو ما أوقع خسائر فادحة في صفوف المجاميع الحوثية.

وطوال الفترة الماضية، حاولت جماعة الحوثيين تحييد مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي عن معركة مأرب، بالتلويح بغارات تستهدف منشآت اقتصادية عملاقة داخل المملكة، حيث يرى الحوثيون أن الطيران يُسهم بدرجة كبيرة في كبح تقدمهم نحو مأرب، ويكبدهم خسائر بشرية واسعة. 

على الصعيد الميداني، تراجعت حدة القتال نسبياً خلال الليلة الماضية، بعد تمكن القوات الحكومية من تأمين مواقعها في جبل البلق الغربي والمناطق المطلة على سد مأرب.  

ودفعت القوات الحكومية كلفة باهظة في معركة استعادة تلك المواقع، على رأسها قائد القوات الخاصة بمأرب، العميد عبد الغني شعلان، الذي تقدم إلى الصفوف الأمامية لإنقاذ الموقع بعد الهجوم الحوثي المباغت.  

وشيعت السلطات اليمنية، اليوم الأحد، جثمان قائد القوات الخاصة في موكب مهيب بمأرب، تقدمه وزير الدفاع محمد المقدشي، ومحافظ مأرب سلطان العرادة.  

دعوة برلمانية لدعم الجيش الوطني

وفي السياق، دعا 72 برلمانيا في مجلس النواب الموالي للحكومة المعترف بها دولياً، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، لـ"تحريك كافة جبهات القتال ضد الحوثيين من أجل تخفيف الضغط على مأرب ودعم الجيش الوطني".

وقال النواب إن عدم تحريك بقية الجبهات "مكّن مليشيا الحوثي من تجميع كل قواها من هذه الجبهات، وتوجيهها نحو مأرب، التي تقاتل نيابة عن الجمهورية".

وطالبت البرقية الحكومة الشرعية بـ"سرعة دفع رواتب أفراد وضباط الجيش الوطني في مأرب والجوف المتأخرة، مع انتظام دفع هذه المرتبات مستقبلا".

تبادل أسرى

على الصعيد ذاته، أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الأحد، إبرام صفقة تبادل أسرى مع القوات الحكومية في مأرب، غداة معارك طاحنة بين الطرفين أسفرت عن وقوع عشرات المقاتلين في الأسر، خلافا للقتلى والجرحى.

وقال كبير المفاوضين الحوثيين في لجنة الأسرى، عبدالقادر المرتضى، في بيان على "تويتر"، إن جماعته استعادت 18 أسيرا في جبهة مأرب، عبر وسيط محلي.

ولم يكشف المسؤول الحوثي عن العدد الذي قامت الجماعة بتسليمه للقوات الحكومية، وسط أنباء أن الصفقة شملت تسليم عدد من الجثث للقوات الحكومية، بينهم قادة عسكريون بارزون.

وكان ناشطون حوثيون قد أعلنوا، الجمعة الماضية، أن جثة قائد قوات الأمن الخاصة بمأرب قد تم نقلها إلى صنعاء، ولا يعرف ما إذا كانت الصفقة التي تمت اليوم في ذروة المعارك قد شملت جثمان العميد شعلان الذي تم تشييعه اليوم في مأرب أم لا.