الحوثيون يعلنون استعدادهم لمعالجة "المخاوف" السعودية شرط تنفيذ الرياض تأكيداتها "الإيجابية"

20 سبتمبر 2023
من لقاء وزير الدفاع السعودي مع وفد الحوثيين (أسوشييتد برس)
+ الخط -

رحبت جماعة الحوثي، مساء اليوم الأربعاء، بعد يوم من عودة وفدهم المفاوض إلى صنعاء قادماً من الرياض، برسائل وتأكيدات السعودية الإيجابية، وأعلنت جاهزيتها لمعالجة أي مخاوف لدى الرياض بشأنها، شرط وضعها موضع التنفيذ.

وقال رئيس المجلس السياسي الحوثي (مجلس حكم الجماعة) مهدي المشاط: "لقد سَرّنا ما نقله الوفد المفاوض عن القيادة السعودية، وهي من الناحية النظرية لا شك تعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية، ونضعها موضع الترحيب، المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ".

وأضاف، في كلمة متلفزة عشية ذكرى سيطرة الجماعة على صنعاء، "بكل صدق وشفافية ووضوح، نؤكد بأن صنعاء (الحوثيين) جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، ولن تكون إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها".

ودعا المشاط من وصفهم بـ"الخصوم المحليين"، في إشارة إلى الحكومة اليمنية، إلى أن يمضوا معهم في السلام. ودعاهم إلى "الخروج على نحو فوري من تحت عباءة الخارج ومغادرة أية اصطفافات خارجية (...) لأنه معيق لما نتطلع إليه من حوار يمني يمني يفضي إلى الحل السياسي المنشود" على حد تعبيره.

وأكد المسؤول الحوثي، حرص جماعته على تحقيق السلام العادل والشامل، ورحب بانفتاح المجتمع الدولي عليهم، وقال: "أتطلع إلى تعديلات جوهرية في المواقف الدولية التي تسببت كثيراً في إطالة أمد الحرب العدوانية".

وفي وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنها ترحب بـ"النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن"، تعليقاً على المحادثات مع الوفد الحوثي في الرياض. الذي وصل صنعاء، أمس الثلاثاء، برفقة الوفد العماني.

وقال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "التقيت وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن". وأضاف: "أكدت خلال لقائي الوفد وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية على الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأعرب عن تطلعه إلى أن "تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف، لينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية"، على حد تعبيره.


من جانبه رحب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بزيارة وفد الحوثيين إلى السعودية، وأعرب عن امتنانه لجهود المملكة وسلطنة عمان الرامية إلى التوصل إلى حلول لعدد من القضايا الخلافية تيسيرًا لاستئناف عملية سياسية بين اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة. 

وقال المبعوث الأممي، في بيان نشره مكتبه: "إن تجدد الزخم هو خطوة هامة تسهم بشكل إيجابي في جهود الوساطة الأممية من أجل التوصل لاتفاق بين اليمنيين بشأن تدابير لتحسين الظروف المعيشية، ووقف مستدام لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والانخراط في عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأضاف "هناك حاجة مستمرة للعمل معاً والبناء على المكتسبات والتقدم الذي تم إحرازه خلال الأشهر الماضية، لتأسيس منصة شاملة تجمع اليمنيين، للتعامل مع اختلافاتهم والاتفاق على حلول لتحقيق السلام والتعافي والتنمية".

ويعيش اليمن حالة هدنة شاملة منذ مطلع إبريل/نيسان 2022، على أمل أن تسير جميع أطراف الحرب في البلاد نحو مفاوضات شاملة لإبرام تسوية سياسية للصراع المستمر في البلاد للعام التاسع على التوالي.