الحوثيون يجددون تحفظهم على المبادرة السعودية: "خالية من التنازلات"

23 مارس 2021
كبير مفاوضي الحوثيين وصف المبادرة بأنها "غير جادة وغير منطقية" (Getty)
+ الخط -

جددت جماعة الحوثيين، تحفظها على  المبادرة التي طرحتها السعودية، والخاصة بالأزمة اليمنية، واعتبرتها "مجرد دعوة وليست مبادرة" كونها خالية من التنازلات، رغم استمرار الترحيب الدولي والأممي بها لليوم الثاني على التوالي.  

وقال متحدث الجماعة وكبير مفاوضيها، محمد عبد السلام، في حديث تلفزيوني، إن "المبادرة السعودية غير جادة وغير منطقية من حيث الشكل والمضمون، ومن يفترض أن يقدم مبادرة يجب أن يكون وسيطاً لا طرفاً أساسياً في الحرب على اليمن". 

وأشار المسؤول الحوثي، إلى أنه "لا يوجد أي شيء يمكن البناء عليه في الدعوة السعودية"، لافتاً إلى أنهم "يريدون وقف إطلاق النار في فترة معينة ولا تطرق إلى الجانب الإنساني". 

وفيما شدد على أنهم لن يقبلوا بمقايضة للوضع الإنساني مقابل أي عنوان آخر، اتهم عبد السلام السعودية بـ"استخدام مسألة دخول السفن النفطية المحتجزة إلى ميناء الحديدة كأوراق ضغط". 

وطالب متحدث الحوثيين، بـ"وقف إطلاق نار دائم وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والذهاب بعدها للحوار السياسي وليس العكس"، في إشارة إلى قبول ضمني بالمبادرة ولكن وفق أولويات مختلفة.  

و بالتزامن مع ترحيب جديد من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وصف المتحدث الحوثي، المواقف الدولية المرحبة بالمبادرة السعودية بأنها تأتي في إطار "المجاملات وتبادل الأدوار".  

وخلافاً للردود الدبلوماسية الحوثية، الساعية إلى الحصول على مزيد من التنازلات السعودية، وصف السفير الإيراني لدى حكومة الحوثيين الغير معترف بها دولياً، حسن إيرلو، مبادرة السعودية بأنها "مشروع حرب"، رغم أن بيان خارجية بلاده كان قد تجنب الإشارة إليها بشكل كامل نهار الثلاثاء. 

وقال إيرلو، الذي يُتهم من الحكومة الشرعية بأنه الحاكم العسكري لصنعاء كونه قادماً من سلك الحرس الثوري، في تغريدة على "تويتر"، مساء الثلاثاء "مبادرة السعودية في اليمن مشروع حرب داِئم واستمرار للاحتلال وجرائم الحرب وليست إنهاء للحرب". 

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن المبادرة الحقيقية يجب أن تشمل "وقف الحرب ورفع الحصار بشكل كامل"، وإنهاء ما أسماه بـ"الاحتلال السعودي"، وسحب قواته العسكرية، وعدم دعم من وصفهم بـ"المرتزقة والتكفيريين" بالمال والأسلحة، وصولاً إلى "حوار سياسي بين اليمنيين من دون تدخلات خارجية".  

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد رحب، في وقت سابق من مساء الثلاثاء، بجميع الخطوات الهادفة إلى تقريب الطرفين من حلّ للنزاع تماشياً مع الجهود التي يبذلها مبعوثه الخاص مارتن غريفيث للتوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن وإعادة فتح مطار صنعاء ودخول منتظم للوقود وغيره من السلع إلى اليمن عبر ميناء الحديدة والانتقال إلى عملية سياسية شاملة للجميع للوصول إلى تسوية شاملة عن طريق التفاوض لإنهاء النزاع. 

وحث غوتيريس، في بيان صحافي، طرفي الأزمة اليمنية، على اغتنام هذه الفرصة والعمل مع مبعوثه الخاص للسير قدماً بنوايا حسنة دون أي شروط مسبَّقة، وطالب جميع الجهات الفاعلة وأصحاب العلاقة المعنيين ببذل قصارى جهودهم لتسهيل الوصول إلى اتفاق فوري يعيد اليمن إلى مسار السلام. 

ولم يشهد الوضع العسكري في اليمن، تغيرا ملموسا غداة طرح المبادرة السعودية، وأحصت وسائل إعلام حوثية أكثر من 20 غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية، 18 منها فقط على محافظة مأرب، مسرح العمليات الرئيسية منذ أسابيع، و3 على مواقع في محافظتي الجوف وحجة.  

وتضمنت المبادرة السعودية التي طرحها وزير خارجية المملكة، فيصل بن فرحان، عدداً من النقاط، على رأسها رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي وتسيير رحلات إلى وجهات محددة فقط، وكذلك رفع الحظر عن ميناء الحديدة شريطة توريد الإيرادات المالية إلى حساب بنكي مشترك من أجل تسديد مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة بناء على كشوفات 2014، ووقف إطلاق النار الشامل وصولاً إلى عملية سياسية شاملة.  

تأييد تونسي

وفي سياق الترحيب العربي، أعلنت تونس، في بيان أصدرته خارجيتها يوم الثلاثاء، تأييدها للمبادرة السعودية، واعتبرت أنها تأتي "بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن برعاية الأمم المتحدة عبر إطلاق مفاوضات جادة من شأنها أن تـُكرّس مسار المصالحة وتحفظ أمن هذا البلد ووحدته وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية".

وأضاف البيان أن تونس "إذ تُثمّن عالياً هذه الخطوة الهامة التي بادرت بها المملكة العربية السعودية من أجل بلوغ حل سياسي دائم في اليمن، فإنها تؤكّد على ضرورة مواصلة الأمم المتحدة والمجموعة الدولية والإقليمية لجهودها الدؤوبة من أجل وضع حدّ لتدهور الأوضاع المعيشية للشعب اليمني الشقيق وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لفائدته وتحقيق تطلعاته المشروعة نحو الاستقرار والتنمية".

المساهمون