قال المتحدث باسم الحوثيين في اليمن محمد عبد السلام، لـ"رويترز"، اليوم الثلاثاء، إن الهجمات التي تشنها الجماعة على سفن الشحن في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة لن تتوقف إلا في حالة انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الهجمات على السفن ستتوقف في حالة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قال عبد السلام إنه "ستجري إعادة تقييم الوضع إذا انتهى الحصار وسُمح للمساعدات الإنسانية بالدخول لغزة بحرية".
جنوح سفينة بعد استهدافها
في سياق متصل، قال وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، توفيق الشرجبي، مساء اليوم، إن الرياح القوية والأمواج جرفت سفينة الشحن "روبيمار" التي أصيبت بصاروخين أطلقهما الحوثيون في 18 فبراير/ شباط في جنوب البحر الأحمر مما أدى إلى تضررها.
وأضاف الوزير الشرجبي لـ"رويترز" أن الوضع العام للسفينة "مقلق جداً والمياه تتدفق إلى حجرة المحركات بسرعة، بعد أن كانت تتدفق ببطء.. لتبدأ السفينة بالميل جهة الماكينات على بعد 16 ميلا من ميناء المخا اليمني بعد أن كانت على بعد 18 ميلا".
وأكد الشرجبي أن فريقاً فنياً مختصاً زار "روبيمار" أمس الاثنين ولاحظ وجود بقع زيتية بسيطة تطفو على المياه المحيطة بها مع غرق جزء من السفينة.
وحذر وزير المياه والبيئة اليمني من أن السفينة مهددة بالغرق بشكل كامل إذا لم يتم التحرك فورا لتعويمها وسحب المياه وإعادة توازنها وقطرها لأقرب مركز إصلاح في البر.
وقال إن السفينة التي تم استهدافها "يبلغ طولها 171 مترا وعرضها 27 مترا وذات صهاريج سائبة تحمل 22 ألف طن من الأسمدة (مواد خطرة) و120 طنا من الديزل والمازوت".
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تتفاوض حاليا مع الشركة المالكة والشركة المشغلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعاقد مع شركات ملاحية دولية متخصصة من قبل المالك للقيام بعملية إنقاذ السفينة وسحبها إلى أقرب بر آمن للإصلاح.
وأوضح: "ما زلنا الآن في إطار المشاورات ونأمل أن تكلل جهود الحكومة بالنجاح وإنقاذ السفينة التي أصبح وضعها خطرا بالفعل".
وأكد أن دولة بيليز التي ترفع السفينة علمها وكذلك الشركة المالكة تتحملان المسؤولية القانونية الكاملة عن أي أضرار قد تلحق بالبيئة البحرية.
من جانبها، أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أنها تلقت بلاغا، الثلاثاء، عن حادث على بعد 50 ميلا بحريا تقريبا غرب مدينة الحديدة الساحلية اليمنية. وأفادت في مذكرة استشارية بأن سفينة تجارية قالت إن سفينة حربية كانت "تطلق النار".
من جهة أخرى، قالت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين إن الطيران الأميركي والبريطاني استهدف بغارتين جزيرة لبوان في مديرية اللحية، بمحافظة الحديدة في غرب اليمن.
ويشن الحوثيون في اليمن هجمات متكررة بطائرات مسيّرة وصواريخ على السفن التجارية الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت. وتقول الجماعة إن ذلك يأتي "تضامناً مع الفلسطينيين في وجه الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة".
ويوم الخميس الماضي، قال زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي، إن الحركة صعّدت عملياتها "إسناداً لغزة"، وأطلقت 183 صاروخاً وطائرة مسيّرة على أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء الحرب على غزة.
وحذّر زعيم الحوثيين أي دولة تريد أن تبقى سفنها آمنة في البحر الأحمر من "الانضمام إلى العمليات الأميركية والبريطانية"، مضيفاً أن الأميركيين "ورّطوا أنفسهم في العدوان ضدنا، وهو ما أثر سلباً في شركاتهم ونشاطهم التجاري"، وشدد على استمرار الحوثيين في عملياتهم مع توجّه نحو "التصعيد بالتزامن مع تواصل الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة".
وقال الجيش الأميركي، أمس الاثنين، إنّه دمر ثلاث طائرات مسيّرة وصاروخَي كروز مضادّين للسفن، كانت معدّة للإطلاق باتجاه البحر الأحمر من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وذكرت القيادة الوسطى الأميركية، في منشور على "إكس"، أنها دمرت طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر.
Feb. 26 Red Sea Update
— U.S. Central Command (@CENTCOM) February 27, 2024
On Feb. 26, between the hours of 4:45 p.m. and 11:45a p.m. (Sanaa time), U.S. Central Command (CENTCOM) forces destroyed three unmanned surface vessels (USV), two mobile anti-ship cruise missiles (ASCM), and a one-way attack unmanned aerial vehicle (UAV)… pic.twitter.com/UtH2eJuMke
(رويترز، العربي الجديد)