قال المتحدث باسم جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن محمد عبد السلام، اليوم الثلاثاء، إنّ التحالف المشكل من قبل واشنطن هو لحماية إسرائيل، وإنّ "من يسعى لتوسيع الصراع عليه أن يتحمل العواقب".
يأتي هذا بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، يضمّ عشرة بلدان بينها بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبحرين. وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ "البلدان التي تسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدّي الذي تشكّله هذه الجهة".
وقال عبد السلام في تغريدة له عبر منصة "إكس"، "لن يتوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعماً لغزة، وكما سمحت أمريكا لنفسها بأن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف ومن دون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة".
بدوره، قال محمد علي الحوثي، القيادي في الجماعة وعضو ما يعرف باسم المجلس السياسي الأعلى باليمن لقناة العالم الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إن أي دولة تتحرك ضد اليمن ستستهدف سفنها في البحر الأحمر.
ومساء الثلاثاء، قال المكتب السياسي للحوثيين، في بيان، إن التحالف الدولي المُعلَن جاء "لحماية الكيان الإسرائيلي والسفن الإسرائيلية"، معتبراً أنه "جزء لا يتجزأ من العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى غزة وعلى الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف في البيان نفسه أن "التحالف الأميركي يهدف إلى تشجيع الكيان الصهيوني لمواصلة جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ويتناقض مع القانون الدولي ولا يحمي الملاحة البحرية، بل يهددها ويسعى لعسكرة البحر الأحمر لصالح الكيان الإسرائيلي".
واعتبر أن "ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من اعتراض للسفن الاسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل، واجب إنساني وأخلاقي" يهدف إلى فك الحصار الخانق المفروض على غزة، "وهو الدور الذي كان ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان".
وشدد على أن عمليات الحوثيين ضد "العدو الإسرائيلي" لا تمثل أي تهديد لأي دولة في العالم، مؤكداً أن "الشعب اليمني ثابت على موقفه المبدئي المساند للشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".
وأعرب المكتب في بيانه عن أمله في وقوف شعوب المنطقة والعالم إلى جانب الفلسطينيين، داعياً إلى مساندة غزة بكل الوسائل الممكنة وإدانة الجرائم الإسرائيلية والتحركات الأميركية "المهددة لأمن المنطقة".
وكثّفت جماعة الحوثيين في اليمن هجماتها على السفن دعماً لقطاع غزة، الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية شرسة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت جماعة الحوثي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقب ذلك الكشف عن أكثر من عملية أخرى.
واستولى الحوثيون، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيدَت إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع. وجاءت هذه الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها جماعة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفناً تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها.