أعلنت الحكومة العراقية، اليوم السبت، انتهاء الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن التي عقدت في بغداد، مؤكدة الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.
وانطلقت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أولى جولات الحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن، بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، والذي تصاعدت المطالب أخيراً بإنهاء وجوده من قبل الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران، إثر ضربات أميركية لمقار فصائل بالعراق رداً على هجماتها ضد قواعده في البلاد وخارجها.
وكانت الخارجية العراقية، قد أعلنت، أول أمس الخميس، التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، يقضي بتشكيل لجنة من أجل تقييم تهديد "داعش" وخطره، بهدف صياغة جدول زمني محدد لمدة وجود التحالف الدولي في العراق، والمباشرة بخفض تدريجي مدروس على الأراضي العراقية، وصولاً إلى إنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد "داعش".
ووفقاً لبيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فإنه "برعاية السوداني، انطلقت، اليوم السبت في بغداد، أعمال اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمراجعة مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش"، مبيناً أنه "سيتولى مختصون عسكريون إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي، بعد عقد من الزمن من بداية هذه المهمة، والنجاح الكبير في تحقيقها، بالشراكة مع القوات الأمنية والعسكرية العراقية".
وأوضح، أنه "ستبدأ بعد هذا الاجتماع أعمال اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى ثلاث مجاميع عمل، هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملياتية والظرفية) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنية العراقية)".
وأضاف أنه "وفي ضوء هذه المراجعة، سيصار إلى صياغة جدول زمني محدد لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائية شاملة مع هذه الدول، مع الالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد".
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يرعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق. pic.twitter.com/Rjg2vHVura
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 27, 2024
من جهته، عبر رئيس الوزراء العراقي عن تثمينه لـ"التحالف الدولي بما قدمه من مساعدة للعراق في حربه ضد داعش، وعن رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات ثنائية مع جميع دول التحالف".
ورحب السوداني بالاتفاق "الذي هو ثمرة عام من الحوار المشترك وتبادل اللقاءات، كما يعد جزءاً من وفاء الحكومة بتأدية برنامجها الحكومي، والتعھدات التي التزمت بها أمام الشعب"، مؤكداً "رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات شاملة، على أسس التعاون والصداقة الدولية، مع الدول الأعضاء في التحالف، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية".
برعاية رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني، انطلقت، الیوم السبت في بغداد، أعمال اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمراجعة مھمة التحالف الدولي لمحاربة داعش، بعد انتصار العراق على أعتى المجاميع… pic.twitter.com/e5NtTwhMKJ
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) January 27, 2024
وقبل عرض تفاصيل اللقاء، أكد ضابط في وزارة الدفاع العراقية، أن "الجولة تتضمن عرضاً لبعض التقارير الأمنية بشأن الوضع الأمني في العراق وقوة بقايا تنظيم داعش في العراق، وإمكانية القوات العراقية بإنهاء وجودها".
وبيّن الضابط، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "التقارير التي جرى رفعها من قبل الجانب العراقي تؤكد أن الضربات العراقية أسهمت بإضعاف بقايا التنظيم بشكل كبير وأفقدته زمام المبادرة، وأن القوات العراقية اليوم أصبحت لديها القدرة على إدارة الملف الأمني بشكل كامل براً وجواً، وأن الطيران العراقي يتمتع بقدرات عالية بتنفيذ الضربات الدقيقة، التي حجّمت من تحركات التنظيم".
يأتي ذلك في وقت رفضت فيه ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة المقربة من طهران، إيقاف هجماتها ضد الوجود الأميركي في البلاد، على الرغم من المفاوضات التي تعتزم بغداد وواشنطن إجراءها لوضع جدول زمني لإنهاء عمل التحالف الدولي.