الحكومة اليمنية ترفض سلاماً "يؤسس لدولة هشة"... ومعارك ضارية في مأرب

09 مايو 2021
إحباط عدة هجمات للحوثيين (فرانس برس)
+ الخط -

عادت وتيرة المعارك بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب إلى ما كانت عليه قبل أسابيع، وذلك بعد أيام من الهدوء النسبي، فيما أعلنت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً رفضها أي خطة سلام "تؤسس لدولة هشة وعنصرية".

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مناطق المشجح والجدافر، في الأطراف الغربية والشمالية لمدينة مأرب، شهدت، السبت، معارك عنيفة بعد إحباط قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة عدة هجمات شنها الحوثيون، وذلك بإسناد جوي مكثف من طيران التحالف بقيادة السعودية. 

وأشار المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أنّ المليشيات الحوثية حاولت تحقيق اختراق ميداني في بعض التلال الجبلية في جبهة المشجح، لكنها فشلت بعد نجاح الجيش الوطني في إحباط محاولات التسلل وتكبيدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح. 

وفي جبهة الجدافر شرقي مدينة الحزم عاصمة الجوف، التي يحاول الحوثيون اختراقها لتضييق الخناق على القوات الحكومية، أسفر كمين مسلح نفذته قوات الجيش ورجال القبائل عن مقتل عدد من الحوثيين وإعطاب 4 عربات ودوريات عسكرية.

وذكر بيان رسمي لوزارة الدفاع اليمنية أن معارك المشجح والجدافر أسفرت عن مقتل 45 عنصرا حوثيا، بينهم قيادات ميدانية لم يسمها، فضلا عن تدمير آليات عسكرية مختلفة. 

وكشف البيان أن سلسلة غارات جوية تمكنت من تدمير 4 دوريات عسكرية للحوثيين كانت تحمل تعزيزات بشرية إلى جبهة المشجح، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.

ولم تعلن جماعة الحوثيين رسميا عن الخسائر البشرية في صفوفها جراء معارك مأرب، لكن قناة "المسيرة"، الناطقة بلسان الجماعة، أقرت بوقوع 13 غارة جوية على مديريتي صرواح ومدغل غربي مأرب، فضلاً عن غارتين على مديرية ناطع بمحافظة البيضاء.

كما أذاعت وسائل إعلام حوثية، في وقت متأخر من مساء السبت، بيانات تشييع 9 عسكريين في العاصمة صنعاء، من دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم. 

سياسياً، وبعد أيام من فشل الجهود الدولية في مسقط، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أنها لن تقبل "بسلام يؤسس لدولة هشة وعنصرية على نموذج إيران ومليشياتها في دول المنطقة"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل وما إذا كانت المبادرات الأخيرة قد اشترطت عليها تقديم المزيد من التنازلات أم لا.

وناقش مجلس الوزراء اليمني، في اجتماع عقده مساء السبت عبر الاتصال المرئي، "مستجدات التحركات الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي وما يبذله المبعوثان الأممي (مارتن غريفيث) والأميركي (تيم ليندركينغ) من جهود ما زالت تصطدم بتعنت ورفض مليشيات الحوثي، والمواقف الدولية خاصة الموقف الأميركي الواضح من هذا الرفض"، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية.

وطالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بـ"موقف حازم وواضح من الرفض الحوثي المتكرر لكل مبادرات ومقترحات السلام، وإصرارهم على المضي في تنفيذ أجندة ومشروع إيران دون اعتبار لحياة ودماء ومعاناة اليمنيين".

وأشارت الحكومة الشرعية إلى أن "المواقف الضبابية الدولية لن تزيد المليشيات الحوثية وداعميها في طهران إلا إصرارا على تعميق المعاناة والكارثة الإنسانية في اليمن والتي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب، وكذا ما تمثله من خطر متزايد على الجوار الإقليمي والملاحة الدولية في أحد أهم ممرات التجارة العالمية".

وفيما جددت تفاعلها مع مبادرات السلام المطروحة، أكدت الحكومة اليمنية أن ما تقدمه من تنازلات في سبيل ذلك "ليس من منطق ضعف، بل حرصاً على حقن الدماء ورفع المعاناة والكارثة الإنسانية عن الشعب اليمني والتي تسببت بها مليشيا الحوثي".

في السياق ذاته، كشف مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، عبد الله العليمي، أن الحكومة الشرعية "لم تكن ممثلة في لقاءات مسقط"، التي عُقدت الأسبوع الماضي بين الوسطاء الدوليين وجماعة الحوثيين وعدد من الأطراف الإقليمية بينها إيران والسعودية وسلطنة عمان. 

وفي حين أبدى العليمي، في مؤتمر صحافي نظمه "مركز صنعاء للدراسات"، استعداد الحكومة "للذهاب إلى أبعد مدى سياسيا، بما في ذلك التفاوض المباشر مع جماعة الحوثيين، من أجل مصالح الشعب اليمني"، مشيراً إلى أن الشرعية "بمقدورها أيضا الذهاب إلى أبعد مدى في المعركة العسكرية ومن أجل ذات المصالح".

وفي المؤتمر الذي نشرت الوكالة الرسمية مقتطفات منه مساء السبت، شدد العليمي على أن اليمن "لن يكون ورقة تفاوضية في أي ملف، ولن نقبل بحل لا يلامس جذور الأزمة اليمنية ويضع معاناة اليمنيين في المقدمة"، في إشارة إلى مفاوضات الملف النووي الإيراني.

المساهمون