نفى المتحدث باسم الحكومة التونسية وزير التشغيل المهني والتكوين نصر الدين النصيبي، اليوم الخميس، أن تكون هناك استقالات في الحكومة، سواء بالنسبة لرئيستها نجلاء بودن أو وزراء آخرين.
وأكد النصيبي أن هذه الأخبار "مجرد شائعات، وإذا كانت موجودة فسيعلن عنها ولن يتم التكتم عليها"، مؤكدا أن رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، "تعمل بشكل عادي"، منتقدا "ترويج هذه الأخبار المُركبة".
وكان الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي أكد، في وقت سابق اليوم، لإذاعة شمس الخاصة، أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن قدمت استقالتها مع عدد من الوزراء.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد الشواشي أن "الاستقالة موجودة منذ بضعة أيام لأسباب غير معلومة حاليا، ولكن رئيس الجمهورية لم يُفعّلها"، مشيرا إلى "وجود معارك في الكواليس بين أنصار قيس سعيّد ووزير الداخلية توفيق شرف الدين ووزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي حول من سيخلفها".
وأكد الشواشي لـ"العربي الجديد" أن "رئيس الجمهورية يتجه نحو تعديل وزاري بعد الخطوة التي أقدمت عليها رئيسة الحكومة"، مضيفا أن "عددا من الوزراء قدموا استقالتهم أيضا، وبعضهم يرفض حتى الإمضاء على الوثائق اليومية".
وأوضح الشواشي أن "الحكومة في حالة شلل، والرؤيا غير واضحة"، مبينا أن "رئيس الجمهورية هو رئيس الحكومة الفعلي، ومع ذلك هو لا يركز على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بل على مشروعه الخاص"، مشيرا إلى أن "العديد من أعضاء الحكومة لم يعودوا مقتنعين بدورهم ويلوحون بالمغادرة".
وبيّن الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي أن "المعطيات التي لديه كفاعل سياسي تشير إلى أن الرئيس بصدد البحث عن البديل وعن تعديل وزاري"، مؤكدا أن "التخبط واضح وفشل الحكومة كذلك، فهي عاجزة عن اتخاذ قرارات وتمويل موازنة الدولة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ووضع رؤيا للإصلاح"، مبينا أن "العجز واضح في مواجهة التحديات وارتفاع الأسعار وإقناع البنوك بتمويلها".
ولفت إلى أن "بوادر الانفجار الاجتماعي بدأت حتى من خلال التعبير عن الغضب، وما حصل في ملعب رادس من أحداث عنف في مقابلة رياضية مساء أمس مؤشر خطير".
وبيّن أن "رئيس الدولة يروّج لخطاب عنيف ومليء بالكراهية تجاه معارضيه، فكيف لمواطن بسيط أن يستوعب وألا يبادر بالقيام بسلوك عنيف"، مؤكدا أن "تغيير بودن أو الوزراء لن يحل المشكلة، لأن المسألة أعمق من ذلك، والمهم تغيير السياسات والعمل وفق رؤية تشاركية".
وأوضح الشواشي أنهم "توقعوا فشل الحكومة منذ البداية، ورفضهم كان لأنها كانت خارج الأطر القانونية ومن دون صلاحيات وفاقدة للشرعية ومن دون برنامج، وبالتالي الفشل كان منتظرا".
يذكر أن بودن التقت أمس بالرئيس سعيّد في قصر قرطاج، وتستقبل اليوم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في اجتماعات اللجنة المشتركة العليا التونسية المصرية.