الحكومة الإيرانية تعيّن أول محافظ سُني منذ عقود

18 سبتمبر 2024
الناشط السياسي الإيراني السُني أرش زره تن لهوني (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تعيين أرش زره تن لهوني رئيساً لمحافظة كردستان:** أعلنت الحكومة الإيرانية تعيين الناشط السُني أرش زره تن لهوني رئيساً لمحافظة كردستان، في خطوة غير مسبوقة منذ أربعة عقود، استجابة لانتقادات عدم إشراك السُنة في المناصب العليا.

- **جهود الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان:** عين بزشكيان البرلماني السُني عبد الكريم حسين زادة نائباً للرئيس لشؤون تنمية القرى، محاولاً استمالة الأصوات السُنية رغم عدم تمكنه من تعيين وزراء سُنة.

- **تأثير السُنة في الانتخابات الإيرانية:** يشكل السُنة بين 12% و20% من السكان، ولهم تأثير كبير في الانتخابات، حيث تتجه أصواتهم نحو الإصلاحيين، رغم دعم بعضهم للرئيس المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي في 2021.

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، تعيين الناشط السياسي السُني أرش زره تن لهوني رئيساً لمحافظة كردستان غربي البلاد، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من أربعة عقود منذ استقرار نظام الجمهورية الإسلامية عام 1979، علماً بأنه في الحكومة الإيرانية المؤقتة تم تعيين محافظ سُني بعد نجاح الثورة الإسلامية في العام نفسه، لكنه عزل بعد أربعة أشهر وحتى الآن.

ولهوني هو برلماني سابق في الدورة الماضية للبرلمان الإيراني. وأثار عدم إشراك السُنة في إيران في المناصب العليا في الدولة بما فيها رؤساء المحافظات التي تقطنها الغالبية السُنية انتقادات مستمرة طيلة العقود الأربعة الماضية وسط وعود مستمرة من الرؤساء الإصلاحيين في البلد، واجه تنفيذها عقبات حالت دون ترجمة هذه الوعود، الأمر الذي جعلها وعود انتخابية فقط.

لكن الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان تمكن من كسر الحاجز تجاه السُنة، وتنفيذ بعض وعود أطلقها لهم خلال حملته الانتخابية، حيث عين قبل ذلك أيضاً البرلماني الكردي السُني عبد الكريم حسين زادة نائباً للرئيس لشؤون تنمية القرى والمناطق النائية، في خطوة كانت الأولى من نوعها إذ لم يسبق تعيين شخصية سُنية نائباً للرئيس.

غير أن بزشكيان لم يتمكن من تعيين وزراء من الطائفة السُنية، وقيل إنه حاول تسليم حقيبة وزارية لهم، لكنه واجه رفضاً من جهات متنفذة. وهو ما انتقده محمد جواد ظريف في رسالة استقالته من منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية بشكل غير مباشر قبل نحو شهر قبل أن يتراجع عن استقالته لاحقاً، معلقاً على تعيين حسين زادة نائباً للرئيس وضم نساء إلى الحكومة الجديدة بالقول إنها تسجل أعلى حضور للنساء وأبناء القوميات والمذاهب، معتبراً أن ذلك "دليل على صدق رئيس الجمهورية وشجاعته في تطبيق وعوده الانتخابية".

وركز بزشكيان على استمالة الأصوات السُنية في البلاد من خلال طرح بعض مشاكل أهل السُنة في إيران، منتقداً عدم منحهم مناصب عليا في البلد كرؤساء المحافظات والوزارات، وداعياً إلى مراعاة حقوقهم ومنحهم إياها. علماً بأن الرئيس الإيراني الإصلاحي ولد في مدينة مهاباد الكردية السُنية وعاش فيها طفولته وشبابه لأكثر من ثلاثة عقود ويتقن اللغة الكردية أيضاً.

يُشار إلى أن عدد السُنة في إيران غير واضح لغياب وجود إحصائيات رسمية بشأنهم، لكن ثمة تقديرات مختلفة تشير إلى أن النسبة تراوح من 12 و15 إلى 20% من عدد سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة. ويتوزع السُنة في العديد من المحافظات الإيرانية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وأصوات السُنة لها تأثيرها الحاسم في الانتخابات، خاصة إذا كانت نسبة أصوات كل مرشح متقاربة وغالباً أصواتهم تتجه نحو الإصلاحيين، إلا أن الزعيم السُني المولوي عبد الحميد قد اتبع نهجاً مختلفاً عام 2021 ودعم الرئيس الإيراني المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي، غير أنه منذ احتجاجات 2022 وأحداث زاهدان في 30 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والتي أدت إلى مقتل العديد من المصلين بعد الاحتجاج أمام مقر للشرطة (السلطات تتحدث عن مقتل 35 شخصا والسُنة عن نحو 100)، انتقل عبد الحميد إلى مربع المعارضة.

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم يدع عبد الحميد للمشاركة بشكل صريح، لكن تعليق لافتات تحمل صورة بزشكيان في أكبر مركز ديني تابع له فسر على أنه دعوة غير مباشرة للسُنة للتصويت له. إلا أن جماعة الدعوة والإصلاح السُنية التي تعد أكبر الجماعات السُنية تنظيماً وتعمل في مختلف المناطق السُنية، قد أعلنت دعمها للمرشح الإصلاحي بعد لقاء أمينها العام الزعيم السُني عبد الرحمن بيراني برفقة قيادات في الجماعة مع بزشكيان.