الحرس الثوري الإيراني يقلص انتشار كبار ضباطه في سورية بعد الضربات الإسرائيلية

01 فبراير 2024
سيعتمد الحرس الثوري بشكل أكبر على فصائل تابعة لإيران (Getty)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن الحرس الثوري الإيراني قلص انتشار كبار ضباطه في سورية على خلفية الضربات الإسرائيلية، وسيعتمد بشكل أكبر على فصائل تابعة لإيران للحفاظ على نفوذه هناك.

ويتعرض الحرس الثوري الإيراني لواحدة من أكثر الفترات صعوبة في سورية منذ وصوله قبل عقد من الزمن لمساعدة النظام السوري عقب الثورة التي اندلعت ضده. ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، قتلت الضربات الإسرائيلية أكثر من ستة من أعضائه، بينهم أحد كبار قادة المخابرات في الحرس الثوري.

وبحسب ما تنقله الوكالة عن ثلاثة مصادر، فإنه في الوقت الذي يطالب فيه التيار الأكثر تشدداً في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئياً إلى التخوف من الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في المنطقة.

وبينما قالت المصادر إن إيران ليست لديها نية للانسحاب من سورية، وهي جزء أساسي من دائرة نفوذ طهران، فإن إعادة التفكير تسلط الضوء على كيف تتكشف العواقب الإقليمية للحرب على قطاع غزة.

وسعت إيران إلى أن تنأى بنفسها عن الصراع، حتى في وقت تدعم فيه جماعات دخلت المعركة من لبنان واليمن والعراق وسورية، في إطار ما يسمى "محور المقاومة" المناهض لإسرائيل والمصالح الأميركية.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير، إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سورية مع عشرات من الضباط متوسطي الرتب، ووصف ذلك بأنه تقليص للوجود، دون أن يذكر عدد الإيرانيين الذين غادروا.

وأكدت ثلاثة من المصادر أن الحرس الثوري سيدير العمليات السورية عن بعد بمساعدة حليفه "حزب الله" اللبناني، فيما قال مصدر آخر، وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن من لا يزالون في سورية غادروا مكاتبهم وأماكن إقامتهم وابتعدوا عن الأنظار. وأضاف "الإيرانيون لن يتخلوا عن سورية لكنهم قللوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد".

وقالت المصادر إن التغييرات حتى الآن لم يكن لها تأثير على العمليات. وقال أحد المصادر، وهو إيراني، إن تقليص حجم القوات "سيساعد طهران على تجنب الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وغزة".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، صعدت إسرائيل هجماتها في سورية، بهدف تحجيم الوجود الإيراني في المنطقة، كان أحدها في 20 يناير/كانون الثاني، عندما قُتل خمسة من أفراد الحرس الثوري، بما في ذلك العميد الحاج صادق، الذي كان يدير الاستخبارات لفيلق القدس، المسؤول عن عمليات الحرس الثوري في الخارج. 

كما سبق أن قتل في الـ25 من ديسمبر/ كانون الأول رضي موسوي، أحد كبار جنرالات الحرس الثوري الإيراني، من جراء قصف إسرائيلي على محيط منطقة السيدة زينب بريف العاصمة السورية دمشق.

وكانت المليشيات المدعومة من إيران قد أخلت خلال الأيام الثلاثة الماضية بعض المقرات العسكرية في ريف محافظة دير الزور الشرقي، وتحديداً منطقة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، وذلك خشية تعرضها للاستهداف من قبل قوات التحالف الدولي، خاصة عقب استهداف قاعدة أميركية، يوم الأحد الفائت، داخل الأراضي الأردنية بالقرب من الحدود السورية، من خلال طائرة مُسيرة، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 40 آخرين.

"الإسلامي السوري" يشجب الاعتداء على قبر الصحابي معاوية في دمشق

في شأن آخر، شجب "المجلس الإسلامي السوري" اعتداء عناصر من مليشيات إيرانية على قبور الخلفاء المسلمين في دمشق.

وقال المجلس في بيانٍ، مساء الأربعاء، عقب بث شبكات محلية وتداول ناشطين مقطعا مصورا يُظهر حجاجا عراقيين يعتدون على قبر الصحابي معاوية بن أبي سفيان في العاصمة السورية دمشق، إن "هذا العدوان الذي يقع على دمشق سيصيب كثيراً من المدن العربية والإسلامية إن لم تبادر تلك الدول للتصدي للخطر الإيراني الطائفي".

وأضاف المتحدث باسم المجلس مطيع البطين في بيانه أن "هذه الممارسات الطائفية تجري في مناطق سيطرة العصابة الحاكمة في سورية (مناطق سيطرة النظام السوري)، وتحت سمعها وبصرها، وإن تلك العصابة شريكة في هذا الإجرام الذي يمس السوريين والمسلمين".

ودعا المتحدث باسم المجلس لـ"جعل يوم الجمعة المقبل يوم هبة لشعوب العالمين العربي والإسلامي ضد الإجرام الإيراني"، وفق تعبيره.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون