الحرب على غزة والاقتصاد يقلصان فرص بايدن في الانتخابات

الحرب على غزة والاقتصاد يقلصان فرص بايدن في الانتخابات

19 أكتوبر 2023
الحسابات الانتخابية تدخل في دعم بايدن لإسرائيل (رويترز)
+ الخط -

مال الرأي العام الأميركي فور بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي باغتت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومرغت صورتها، نحو توفير الدعم الكامل لإسرائيل، خاصة ما يتعلق بالجانب المادي، لكن تطورات الأحداث في الأيام التالية دفعت الكثيرين إلى التصريح برغبتهم في أن تكون الولايات المتحدة منصفة في الصراع، بينما كانت هناك توقعات بتأثيرات سلبية على حظوظ الرئيس الأميركي جو بايدن في انتخابات 2024 الرئاسية.

وأظهرت دراسة حديثة، قامت بها "سي إن بي سي" الاقتصادية لعموم أميركا، تراجع الدعم الموجه لبايدن إلى أدنى مستوياته على الإطلاق تقريبًا، مع ترجيحات بخسارته بأربع نقاط أمام الرئيس السابق دونالد ترامب، منافسه المتوقع في سباق الرئاسة القادم.

ووفقا للاستطلاع، يعتقد 39% من المشاركين فيه أن الحكومة الأميركية يجب أن "تفضل الإسرائيليين على الفلسطينيين في صراعهم"، مقارنة بـ34% بعد حرب غزة عام 2014. وفي الوقت نفسه، يعتقد 36% أن الولايات المتحدة يجب أن تعامل كلا الطرفين بالطريقة نفسها، مقارنة بـ53% في عام 2014. ولم يحسم 19% أمرهم، بعد أن كان 9% فقط مترددين في عام 2014، وهو ما يعني أن الوضع لا يزال متقلبًا، وأن تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وطبيعة رد المقاومة الفلسطينية على ذلك، لا تزال قادرة على تحريك الرأي العام.

وتأتي النتائج السابقة من استطلاع أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" في أغسطس/ آب 2014، بعد مرور شهر واحد من حرب غزة.

وفي الوقت نفسه، يعتقد 74% من المشاركين في الاستطلاع أنه من المهم إلى حد ما أو جدًا أن تقوم الحكومة الأميركية بتمويل المساعدات العسكرية لإسرائيل، بالمقارنة مع 72% يقولون إنه من المهم تمويل تأمين الحدود مع المكسيك والمساعدات الإنسانية الأجنبية. أيضاً أجابت أغلبية أصغر، ولكن لا تزال قوية، بنسبة 61%، أنه من المهم تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا مقارنة بـ52% الذين يؤيدون المساعدات العسكرية والاقتصادية لتايوان.

وتم إجراء الدراسة، التي شملت 1001 أميركي في جميع أنحاء البلاد، في الفترة من 11 إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بهامش خطأ +/- 3.1%.

تراجع الدعم لبايدن

وفي الوقت نفسه، بدا واضحاً أن مزيجًا من وجهات النظر السلبية بشأن الاقتصاد والتوترات الجيوسياسية أدى إلى تآكل الدعم للرئيس بايدن، حيث انخفضت نسبة تأييد الأميركيين الإجمالية له إلى 37%، مقابل رفض 58% من المشاركين، وهي أعلى نسبة رفض، وفي الوقت نفسه ثاني أدنى نسبة موافقة على  إعادة انتخاب بايدن.

وتعد نسبة تأييد سياسات بايدن الاقتصادية، البالغة 32%، هي الأدنى منذ بدء رئاسته، بينما كانت نسبة الرفض لها، البالغة 63%، هي ثاني أدنى نسبة.

وعلى الرغم من التحرك السريع لبايدن للإعلان عن توفير الدعم لإسرائيل، وتقديم مساعدات مالية وعسكرية إضافية، فقد أعطى المشاركون بايدن علامات سيئة على سياساته الخارجية، فلم يوافق عليها سوى 31% فقط، بينما رفضها 60% من المشاركين.

وأشار متابعون إلى أن جزءًا من مشكلة بايدن يأتي من داخل حزبه الديمقراطي، حيث أيد 66% فقط من الديمقراطيين طريقة تعامله مع السياسة الخارجية، وأيد 74% فقط سياساته الاقتصادية، مقارنة بتأييد 81% من الديمقراطيين له بشكل عام.

وقال ميكا روبرتس، الشريك في مؤسسة Public Opinion Strategies الجمهورية المشاركة في تنظيم الدراسة: "لا تحصل على نسبة موافقة تقل عن 40% دون خسارة أجزاء كبيرة من قاعدة حزبك. هذا ما يحدث هنا (الحزب الديمقراطي)"، ووصف البيانات بأنها "أرقام مؤلمة لرئيس يواجه إعادة انتخابه".

وقال غاي كامبل، الشريك في شركة Hart Research Associates، وهي مؤسسة استطلاعات الرأي الديمقراطية المشاركة في إعداد الدراسة، إن الأرقام بين الشباب والسود واللاتينيين "مقلقة للغاية" بالنسبة لبايدن، مؤكداً أنهم كانوا من بين الفئات الأكثر تضررا اقتصادياً، و"من الممكن أن يكون صبرهم قد نفد، وبدأ ذلك في الظهور في تراجع احترامهم للرئيس".

وقال كلا الطرفين من منظمي الاستطلاع إنه بالنظر إلى أرقام بايدن الضعيفة، كان يفترض أن يتقدم المنافس بنسبة أكبر، لولا التحفظات واسعة النطاق على ترامب نفسه. ومع ذلك، تشير بعض البيانات الواردة في الاستطلاع إلى أن كلا من المستقلين والناخبين الذين لم يحسموا أمرهم سوف يؤيدون ترامب.

ووجد الاستطلاع أن دعم الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين يأتي من الجمهوريين، حيث قال 57% من مؤيدي الحزب الجمهوري إن الحكومة يجب أن تفضل الإسرائيليين، مقارنة بـ29% فقط من الديمقراطيين، و27% من المستقلين. وفي المقابل، يريد 44% من الديمقراطيين و47% من المستقلين أن تعامل الحكومة الجانبين على قدم المساواة.

وتظهر مقارنة استطلاعات الرأي في عام 2014 واليوم أن الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 35 عامًا أو أكثر هم أكثر ميلًا الآن مما كانوا عليه في عام 2014 إلى القول إن الولايات المتحدة "يجب أن تفضل الإسرائيليين"، مع نمو كبير في الدعم من كبار السن. ومن بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، يقول 46% إنه يجب معاملتهم بالطريقة نفسها، وهي أكبر نسبة من أي فئة عمرية أخرى، بينما يرى 11% أن الحكومة الأميركية يجب أن تفضل الفلسطينيين، ارتفاعًا من 2% في عام 2014.

وقال كامبل: "هناك انقسام حقيقي بين الأجيال حول هذه المسألة"، أضاف "لقد زاد تعاطف الديمقراطيين الشباب مع الفلسطينيين، في حين أن الديمقراطيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يدعمون إسرائيل أكثر بكثير من الفلسطينيين، في هذه المرحلة الزمنية".

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أنه عندما يتعلق الأمر بأولويات الإنفاق للحكومة الأميركية، يقدم الجمهوريون والمستقلون أكبر قدر من الدعم لتأمين الحدود مع المكسيك ثم التمويل العسكري لإسرائيل. ويعطي الديمقراطيون الأولوية للتمويل العسكري لأوكرانيا، ثم للمساعدات الإنسانية الأجنبية.

المساهمون