الحرب على غزة تكشف تاريخاً طويلاً من الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل

07 ابريل 2024
بايدن خلال اجتماع مع نتنياهو في تل أبيب، 18 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها السادس، أثارت قلقاً بشأن الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل واستخدامه في استهداف المدنيين، مما يتعارض مع الشروط الأميركية.
- اتفاقية عسكرية بقيمة 38 مليار دولار بين إدارة أوباما وإسرائيل تعكس الدعم الأميركي المستمر، لكن استمرار الحرب أدى إلى إعادة تقييم جدوى هذه المساعدات ودعوات لتقييدها.
- الرئيس جو بايدن، رغم دعمه لإسرائيل، واجه ضغوطاً لإعادة النظر في الدعم غير المشروط، مع ربط البيت الأبيض الدعم بالحاجة إلى استجابة للكارثة الإنسانية في غزة، مما يشير إلى تحول محتمل في السياسة الأميركية.

واشنطن ملزمة بمنح إسرائيل أسلحة بقيمة 38 مليار دولار

وُقعت اتفاقية الدعم العسكري في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما

تتلقى إسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.3 مليارات دولار سنوياً

تسلط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أكملت شهرها السادس، الضوء على تاريخ طويل من الدعم العسكري الأميركي لتل أبيب، وسط تخوفات داخلية في البيت الأبيض، تظهر لأول مرة بهذه الحدّة، من استخدام جيش الاحتلال المساعدات الأميركية في استهداف المدنيين، وهو ما يتعارض مع المذكرة الأميركية التي تفرض شروطاً على المستفيدين من المساعدات العسكرية.

وأعرب نواب أميركيون ومسؤولو البيت الأبيض، أكثر من مرة، عن مخاوفهم من أن العملية البرية على رفح تحديداً، التي تضم أكثر من مليون فلسطيني، قد تؤدي إلى كارثة بتعريفات قوانين حقوق الإنسان الدولية، وهو ما قد يضع واشنطن تحت المساءلة السياسية بسبب دعمها حرباً تشنها إسرائيل مستهدفة المدنيين. 

تاريخ طويل

وفي خريف عام 2016، أبرمت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، اتفاقية عسكرية كبيرة مع إسرائيل ألزمت الولايات المتحدة بمنح إسرائيل أسلحة بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وقال أوباما، حينها، إنّ "استمرار إمدادات الأسلحة الأكثر تقدماً في العالم سيضمن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من جميع أنواع التهديدات".

ومع أن الاتفاق في ذلك الوقت لم يكن محل جدل دولي كما هو اليوم، بسبب الهدوء النسبي في الأراضي الفلسطينية حينها، إلا أن مواصلة إسرائيل حربها على غزة دفع العديد من النواب الأميركيين ومسؤولو البيت الأبيض إلى إعادة مساءلة جدوى هذه المساعدات العسكرية. 

ومنذ ذلك الوقت، تتلقى إسرائيل حزمة مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تصل إلى 3.3 مليارات دولار سنوياً لشراء الأسلحة، إلى جانب 500 مليون دولار أخرى سنوياً للدفاع الصاروخي، وهو ما دفع بعض المشرعين في الكونغرس إلى الطلب من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تقييد أو حتى وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب طريقة استخدامها في حربها على غزة.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاتفاق العسكري بين واشنطن وإسرائيل ينص على أن الولايات المتحدة ملزمة بمساعدة إسرائيل في الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" في الشرق الأوسط. ووصفت الصحيفة عمليات تسليم الأسلحة إلى إسرائيل بـ"الغامضة".

بايدن: ناقد وداعم إسرائيل في ذات الوقت

ويعتبر بايدن الداعم الرئيسي لإسرائيل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب الدولة العبرية، وجعل من المسألة شأناً "شخصياً"، على حد تعبير مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان. ولم يحمله أي شيء حتى الآن على التراجع عن خطه، لا العدد المتزايد من الضحايا المدنيين في غزة، ولا التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تصاحب كل زياراته.

ويبدي الأميركيون المسلمون من أصل عربي، وجزء من الناخبين التقدميين، غضبهم حيال الرئيس المتهم بالمساهمة في معاناة الفلسطينيين. ويثير ذلك قلق أنصار جو بايدن قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية التي قد تُحسم بفارق بسيط للغاية في الأصوات، فيما يتنافس الديمقراطي في استطلاعات الرأي مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

وانتقد بايدن بشدة ما أسماه في إحدى المناسبات "القصف العشوائي" في الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه رفض وضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية. وتتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بعلاقات عسكرية وثيقة منذ عقود، امتدت عبر عدة إدارات ديمقراطية وجمهورية، إذ اشترت إسرائيل الكثير من معداتها الحيوية من الولايات المتحدة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات وصواريخ الدفاع الجوي والقنابل غير الموجهة والموجهة، التي جرى إسقاطها على غزة. ويتمتع بايدن بسلطة الحد من إرسال أي شحنات أسلحة إلى دولة أجنبية، لكنه على الرغم من ذلك، يستمر في معارضة أي طلب لوقف الدعم العسكري لتل أبيب.

تقارير عربية
التحديثات الحية

والخميس الماضي، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن، لأول مرة، عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل تحت وطأة ضغط سياسي متزايد، بما في ذلك داخل حزبه الديمقراطي، في وقت يخوض حملة للفوز بولاية جديدة. ورغم أن صياغته حذرة، إلا أنّ البيان الذي نشره البيت الأبيض بعد محادثة هاتفية بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يربط بصورة غير مسبوقة بين دعم واشنطن والتحرك "الفوري" للاستجابة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

بعد ساعات قليلة من المكالمة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية "إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية" لغزة، عبر ميناء أسدود ومعبر إيريز. وعلقت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون، في بيان، أنّ "هذه الإجراءات يجب الآن تنفيذها سريعاً وكاملاً".

وخلال الاتصال الذي استمر ثلاثين دقيقة مع نتنياهو، قال جو بايدن: "بكل وضوح، يجب على إسرائيل إعلان سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس وتنفيذها لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة"، وفق بيان موجز للبيت الأبيض. وحذّر الرئيس الأميركي بعد ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن "السياسة الأميركية في ما يتعلق بغزة ستتحدد من خلال التقييم (الذي سيجريه) للقرارات الفورية التي ستتخذها إسرائيل"، بحسب المصدر نفسه.

المساهمون