واصل جيش الاحتلال بوتيرة عالية حملة القصف المدفعي والجوي على مدينة خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، مع دخول الحرب يومها الـ128، وسط حشد عسكري وسياسي لعملية برية في مدينة رفح التي تؤوي قرابة 1.3 مليون نازح من وسط وجنوب القطاع المدمر.
ولا تزال المستشفيات الرئيسية في خانيونس (أبرزها مجم~ع ناصر الطبي ومستشفى الأمل) تخضع للحصار والاستهداف المستمر، في ظل مخاطر عالية تحيط بكل من يحاول التحرك أو التنقل داخل ساحات هذه المستشفيات التي تؤوي آلاف النازحين ومئات المرضى والجرحى.
والحال لا يختلف في وسط قطاع غزة وشماله، إذ لم تتوقف منذ أشهر الغارات الجوية، وإن كانت قد تراجعت وتيرتها في الآونة الأخيرة، فيما جعلت التوغلات البرية لأفراد ودبابات جيش الاحتلال حياة المدنيين على المحك، خصوصاً أولئك المضطرين إلى جلب مياه أو طعام لعائلاتهم التي تواجه مجاعة وصلت إلى مستويات خطيرة.
وتسجّل حالات غير محصورة لاستشهاد مدنيين برصاص قناصة جيش الاحتلال، أو بنيران الدبابات التي تستهدف المركبات والمنازل وتجمعات بشرية.
ووصلت حصيلة ضحايا الحرب الوحشية على غزة حتى اليوم إلى أكثر من 100 ألف ضحية بين شهيد وجريح ومفقود، جلّهم من النساء والأطفال.
وتترافق حملة القصف الوحشية مع اشتباكات عنيفة على مدار الأيام بين المقاومة وجيش الاحتلال في شمال القطاع ووسطه وجنوبه. وتتركّز الاشتباكات في جنوب غرب مدينة غزة شماليّ القطاع، وفي مدينة خانيونس جنوباً.
وعلى صعيد التهديد باجتياح رفح، قال مسؤول إسرائيلي رفيع لهيئة البث الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ "كابينت الحرب" بأنه يجب إنهاء العملية البرية في المدينة مع حلول شهر رمضان في العاشر من الشهر المقبل.
وطلب نتنياهو، السبت، من رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، إعادة تعبئة جنود الاحتياط استعداداً لشنّ العملية البرية العسكرية في رفح، وفق ما أوردته قناة "13" العبرية الخاصة. بدوره، قال هليفي، إن "الجيش سيكون قادراً على التعامل مع أي مهمة، ولكن هناك جوانب سياسية يجب الاهتمام بها أولاً"، وفق ذات المصدر.
سياسياً، قال مسؤولون إسرائيليون، السبت، لموقع "والاه" العبري، إنّ تل أبيب تستعد لإرسال وفد إلى القاهرة الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات مع مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن صفقة الأسرى في قطاع غزة.
يأتي هذا بينما يسافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز إلى القاهرة الثلاثاء المقبل لعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين بشأن مفاوضات الصفقة بين حركة حماس وإسرائيل، وفقاً لما أفاد به موقع "أكسيوس" الأميركي.
ويقول مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض يعترف بأنّ "صفقة الرهائن" هي السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
هذا، وغادر وفد حركة حماس العاصمة المصرية القاهرة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة، عقب سلسلة من المباحثات مع المسؤولين من الوسطاء من مصر وقطر.
وبحسب مصدر في الحركة في تصريح لـ"العربي الجديد"، من المقرر أن يعود الوفد إلى القاهرة مجدداً في غضون عدة أيام، بعد التشاور مع المكتب السياسي للحركة بشأن ما جرى التباحث حوله في القاهرة في ما يتعلق بالعرض المقدم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
تطورات الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..