طالبت مرجعيات حركة الصهيونية الدينية زعيمها بتسلئيل سموتريتش بالإصرار على شغل منصب وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بهدف إحباط تدشين دولة فلسطينية.
وفي رسالة شارك في التوقيع عليها الحاخام حاييم دروكمان، حث كبار حاخامات التيار الديني الصهيوني سموتريتش على عدم إبداء أي قدر من التوافق والإصرار على شغل منصب وزير الأمن؛ لأن هذا التطور سيساهم في منع قيام دولة فلسطينية "ويعزز أمن دولة إسرائيل".
واعتبر الحاخامات في رسالتهم التي أشار موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الإثنين إلى أهم ما تضمنته، أن حصول سموتريتش على هذا المنصب سيسهم في إضفاء صفة قانونية على عشرات النقاط الاستيطانية التي دشنها المستوطنون في أرجاء الضفة الغربية بدون الحصول على إذن الحكومة والجيش الإسرائيليين.
وحث الحاخامات سموتريتش أيضاً على أن تحصل حركة الصهيونية الدينية على وزارتي التعليم والأديان؛ بسبب أهميتهما الفائقة في ما يتعلق بالتأثير على الجهود إلى تعزيز الهوية اليهودية لدى الجيل الناشئ الإسرائيلي.
يُشار إلى أن سموتريتش عندما كان في السابعة عشرة من عمره قام بتشكيل مجموعة "فتية التلال" الإرهابية، الذين يعملون حتى الآن على السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتدشين النقاط الاستيطانية.
ويتبنى زعيم الصهيونية الدينية مواقف بالغة التطرف من الصراع ومن العلاقة بين الدين والدولة.
وقد عرض الباحث الإسرائيلي تومر بريسكو، على صفحته تصريحاً لسموتريتش يطالب فيه بتطبيق فتوى أصدرها الحاخام موشي بن ميمون، الذي عاش في القرن الثاني عشر على الفلسطينيين وتخييرهم بين المغادرة أو العمل كخدم لليهود أو القتل، كما طالب سموتريتش أخيراً باحتكام المحاكم في إسرائيل إلى تشريعات التوراة بدل القوانين الوضعية.
غضب في أوساط الليكود على تعينات نتنياهو
في سياق آخر، ذكرت الصحيفة أن غضباً يسود أوساط قادة حزب الليكود في أعقاب توجه رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو لتعيين السفير السابق في واشنطن رون درمر وزيراً للخارجية. وحسب الصحيفة، فإن قيادات الليكود ترى أن تعيين درمر، الذي يعد مقرباً من نتنياهو، يمثل إهانة لمنتسبي حزب الليكود.
يُشار إلى أن بعض قادة الليكود، وضمنهم وزير الخارجية والمالية السابق يسرائيل كاتس، يرون أنفسهم مرشحين لتولي هذا المنصب.
وفي تقرير نشرته اليوم، نقلت الصحيفة عن قيادات بارزة في الليكود أن نتنياهو يحاول فرض درمر على الحزب.
ووصف القيادات التوجه لتعيين درمر "وقحاً، ويستخف بمنتسبي الليكود الذين انتخبوا قائمة مرشحي الحزب للكنيست في انتخابات تمهيدية، ويستهين بنواب الحزب الذين استثمروا (جهوداً) في هذه الانتخابات".
ونبهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن قرار نتنياهو بشأن تعيين درمر ليس نهائياً، إلا أنه أفضى إلى غضب كبير في أوساط نواب الليكود.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يتجه لتعيين درمر وزيراً للخارجية، بعد أن رفض الأخير عرضاً بتعيينه رئيساً لمجلس الأمن القومي.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن درمر يعد أكثر الشخصيات قرباً لنتنياهو، حيث سبق أن عمل في ديوانه قبل أن يتم تعيينه سفيراً في واشنطن.
كما أن نتنياهو درس في البداية تعيين درمر وزيراً للشؤون الإستراتيجية أو تدشين وزارة خاصة به تساعد على منحه دورا في صناعة سياسة إسرائيل الخارجية.
وحسب محافل دبلوماسية عملت في السابق مع درمر، فإنه لا يمثل "توأماً" لنتنياهو فقط بسبب آرائه وقربه منه، "ولكن أيضاً بسبب التشابه بينهما في آلية العمل"، مشيرةً إلى أنه يلتزم بمواقفه "بشكل حديدي".
ويُذكر أن نتنياهو قال قبل عام إن الشخصين اللذين يرى أنهما مرشحان لوراثته في قيادة الليكود هما درمر ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين.