الجيش المالي يعلن مقتل قيادي في الطوارق بعد قصف مواقع قرب الجزائر

23 ديسمبر 2023
يصرّ المجلس العسكري الحاكم في مالي على السيطرة على مناطق الشمال (ميشيل كاتاني/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الجيش المالي، أمس الجمعة، قصف مواقع لمجموعات مسلحة، وتنفيذه غارات جوية في تين زواتين، قرب الحدود الجزائرية، مشيراً إلى مقتل قيادي بارز في المجموعات المسلحة المتمردة في شمال مالي.

وأفاد بيان للجيش المالي بأنّ مقاتلات جوية نفذت، في وقت مبكر من صباح الجمعة "غارات جوية دقيقة ضد مواقع إرهابية في منطقة تين زواتين على الحدود الجزائرية. مكنت من تحييد عدد من الإرهابيين، وتدمير مركبات وكميات من الأسلحة والذخائر ومواد أخرى".

وتقع مدينة تين زواتين على الحدود الفاصلة بين الجزائر ومالي، وتنقسم إلى قسمين يفصل بينهما مجرى مائي جاف، قسم داخل الجانب الجزائري، وجزء داخل الأراضي المالية. ودعت القيادة العليا للجيش المالي السكان المحليين إلى الهدوء والطمأنينة، مؤكدة أنّ عمليات البحث والتمشيط مستمرة، وأن القوات المسلحة المالية مصممة على تأمين المنطقة بأكملها.

وقتل خلال العملية، بحسب الجيش المالي، القيادي في حركات الطوارق، حسن أغ فغاغا، وهو ضابط سابق في الجيش، كان قائد العمليات في تحالف "الإطار الاستراتيجي الدائم" (تحالف لحركات الأزواد) وقائد منطقة كيدال منذ عام 2018، على الرغم من أنّ هذا التحالف شريك في اتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015، مع الحكومة المركزية في باماكو.

وتأتي هذه العملية بعد استئناف الجيش المالي جهوده العسكرية للسيطرة على منطقة أغيلهوك كاملة، في إطار ما يعتبره المجلس العسكري الانتقالي "تعزيز سلطة الدولة على التراب الوطني كاملا". وأعلنت القوات المسلحة المالية، الأربعاء الماضي، سيطرتها على بلدة أغيلهوك، وهي بلدة صغيرة في أقصى شمال البلاد على الحدود الجزائرية.

ومن شأن هذه العمليات العسكرية أن تفاقم التوترات بين الحكومة الانتقالية في باماكو وبين حركات الأزواد التي تمثل السكان الطوارق في شمال مالي، في ظل تباين في المواقف، حيث يصرّ المجلس العسكري الحاكم على بسط سيطرة الدولة على مناطق الشمال، فيما تعتبر حركات الطوارق أن تقدّم الجيش إلى مدن الشمال دون اتفاقات سياسية وفقاً لاتفاق السلام لعام 2015، يعد خرقاً لهذا الاتفاق الذي ينص على وضع خاص لمناطق الشمال ودمج عناصر الحركات المسلحة للطوارق في الجيش المالي.

وكانت الجزائر بصفتها الراعي الدولي لاتفاق السلام في مالي، قد دعت قبل أيام "جميع الأطراف المالية إلى تجديد التزامها بهذا الجهد الجماعي لتحقيق السلم والمصالحة، استجابة للتطلعات المشروعة لجميع مكونات الشعب المالي في ترسيخ السلم والاستقرار بصفة دائمة".

وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ومالي توتراً غير مسبوق في تاريخ العلاقة بين البلدين، على خلفية انتقادات وجهتها باماكو للجزائر بالتدخل في شؤونها الداخلية، واستقبال شخصيات تعتبرها مناوئة لسلطة الحكومة المركزية، و"متحالفة مع الجماعات الإرهابية".

المساهمون