الجيش العراقي يستعد لملاحقة عناصر "داعش" رداً على هجوم كركوك

19 ديسمبر 2022
أوقع الهجوم قتلى وجرحى في صفوف عناصر الأمن (علاء المرجاني/رويترز)
+ الخط -

تستعد القوات العراقية لتنفيذ هجمات انتقامية ضد عناصر تنظيم "داعش" في البلاد، ثأراً لضحايا هجوم كركوك، الذي أوقع قتلى وجرحى من عناصر الأمن أمس الأحد، مؤكدة أن التنظيم فاقد لقدرة المواجهة مع الجيش، لذا لجأ إلى تنفيذ التفجيرات.

وكانت مصادر أمنية عراقية قد أفادت، أمس الأحد، بأن انفجاراً بعبوة ناسفة أوقع 9 قتلى من الأمن العراقي بينهم ضابط، مع إصابة 2 آخرين في محافظة كركوك شماليّ البلاد، وقد تبنى تنظيم "داعش" مساء أمس، التفجير، مؤكداً أن "جنوده فجروا عبوة ناسفة على دورية للشرطة الاتحادية، ثم هاجموهم بالأسلحة الخفيفة".

ووجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بملاحقة بقايا "داعش" والثأر لضحايا قوات الشرطة الاتحادية في كركوك، كما أمر بتشكيل لجنة تحقيقية، تطّلع ميدانياً على مجريات الهجوم، وأن تتم ملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل، والقصاص العادل والعاجل منهم.

وعلى أثر ذلك، قتلت قوة عراقية عنصراً من "داعش" وأصابت آخر خلال كمين في ناحية الرياض بكركوك، رداً على الهجوم، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي اللواء يحيى رسول، في بيان، إن "قوة من الشرطة الاتحادية تمكنت من قتل إرهابي وإصابة آخر عبر كمين محكم نُفذ في قرية علي السلطان التابعة لناحية الرياض بكركوك، مبيناً أن "العملية تمت بالاشتراك مع مفارز الاستخبارات".

وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب بدوره، تنفيذ ضربة جوية في بلدة تلعفر بمحافظة نينوى، شمالاً، استهدفت تحركات لعناصر التنظيم، وقال الجهاز في بيان صدر ليل أمس، أنه "بتوجيه رئيس الوزراء، وبتعاون مع طيران الجيش والقوة الجوية، نفذ جهاز مكافحة الإرهاب ضربة جوية في قضاء تلعفر، بجبال شيخ إبراهيم"، مبيناً أن "نتائج العملية ستعلن لاحقاً"، من دون مزيد من التفاصيل.

وتوعد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي، بـ"القصاص السريع من منفذي جريمة كركوك"، مؤكداً في بيان أن "بقايا داعش لا تستطيع مواجهة وحداتنا الأمنية، لذا تلجأ لأساليب الغدر"، متعهداً بـ"القصاص منهم".

من جهته، أكد ضابط في قيادة الجيش العراقي، أن العمليات الانتقامية ستبدأ لضرب بقايا التنظيم، مبيناً لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، أنه "بحسب توجيهات رئيس الوزراء فإن عمليات الثأر لضحايا الهجوم ستبدأ، وستشمل كافة المحافظات التي تسجل تحركات لداعش فيها".

وأوضح، أن "الخطة ستركز على تنفيذ ضربات جوية مكثفة وهجمات ضد تحركات التنظيم، تبنى على أساس المعلومات الاستخبارية المتوفرة"، مشيراً إلى أن "الخطة ستكون قاصمة ضد بقايا التنظيم الذي يحاول إعادة نشاطه عبر التفجيرات والضربات السريعة من دون أن يواجه القوات العراقية".

ولا يزال لدى التنظيم نحو 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل في العراق وسورية المجاورة، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي.

وتنفذ القوات العراقية منذ أسابيع عدة سلسلة عمليات أمنية وعسكرية نوعية في مناطق شمال وغربي البلاد، تستهدف جيوب وخلايا تنظيم "داعش"، في صحراء الأنبار وجبال حمرين وقره جوخ وبادية الموصل، وسط إجراءات متصاعدة على مستوى سد الثغرات الحدودية مع سورية، التي تقول بغداد إنها المصدر الأول في تسلل الإرهابيين إلى العراق.

وشددت القوات العراقية أخيراً عمل الجهد الاستخباري، للحصول على معلومات ترصد تحركات تنظيم "داعش" في محافظات البلاد، كما اعتمدت على الطيران، لتنفيذ ضربات سريعة، فضلاً عن عمليات التمشيط المتواصلة التي تنفذها قوات الجيش، بحسب المعلومات المتوفرة لديها.

المساهمون