الجيش العراقي يبدأ إعادة ترتيب وحداته في عدد من المحافظات إثر تراجع أمني

24 ديسمبر 2022
وحدات من الجيش العراقي (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

بدأ الجيش العراقي إعادة ترتيب انتشار وحداته في المحافظات التي سجلت تراجعاً أمنياً خلال الأيام الأخيرة، والتي دفعت باتجاه تغيير استراتيجية المواجهة مع بقايا تنظيم "داعش" الذي صعد هجماته ما تسبب بارتباك في الملف الأمني.

وعلى إثر تلك الهجمات التي وقعت في محافظتي كركوك وديالى فضلاً عن هجوم سبقها ببلدة الطارمية بأطراف بغداد، والتي أوقعت قتلى وجرحى من عناصر الأمن والمدنيين، وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، على إثر الأحداث الأخيرة، مشدداً على "تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش، وتحدّ من حركتهم".

وصباح اليوم السبت، وصل وفد أمني رفيع إلى محافظة ديالى للإشراف بشكل مباشر على إعادة توزيع الوحدات العسكرية في المحافظة.

ووفقاً لخبر نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، صباح اليوم السبت، فإن "رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي" وصلا إلى قيادة عمليات ديالى (شمال شرق بغداد)، مبينة أن "الوفد الأمني وصل إلى محافظة ديالى للإشراف بشكل مباشر على إعادة توزيع الوحدات العسكرية ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات المحافظة".

وخلال الأيام الماضية وصلت وفود عسكرية رفيعة إلى كركوك، وتابعت تنفيذ الخطط الأمنية، وحددت الثغرات الأمنية والمناطق الهشة، والتي تتطلب إعادة الانتشار العسكري فيها.

من جهته، أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة للجيش أنه "وفقاً لتوجيهات رئيس الوزراء، فسيتم إعادة توزيع الوحدات ضمن خطة جديدة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الخطة الجديدة نصت على سد الثغرات الأمنية في المحافظات المحررة، وتحديداً محافظتي كركوك وديالى، فضلاً عن الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وأن التنفيذ الفعلي بدأ من خلال إعادة نشر الوحدات العسكرية، وتكثيف تواجدها في المناطق الهشة والثغرات".

وأضاف المصدر أنه "سيتم أيضاً بحسب الخطة زيادة التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة، وتفعيل الجهد الاستخباري وفتح تعاون مع الأهالي بتوفير المعلومات، فضلاً عن الاستعانة بمراقبة جوية لبعض الثغرات التي تصنف على أنها خطيرة"، متوقعاً أن "يكون هناك أثر واضح للخطة خلال الشهر الجاري، بتحجيم تحركات عناصر داعش".

النائب عن محافظة ديالى، أحمد رحيم، حدد أسباب ارتفاع حدة الهجمات في الآونة الأخيرة بالمحافظة، مؤكداً في تصريح صحافي، أن "من بين الأسباب التجاهل وعدم التفاعل مع المعلومات الاستخبارية من قبل الضباط الميدانيين في مختلف القواطع، فضلاً عن عوامل أخرى كالتضاريس والطبيعة الجغرافية للمحافظة التي تمكن الإرهاب من الاختباء بين التلال والمناطق البعيدة عن القوات الأمنية".

أما مستشار محافظ ديالى، خضر التميمي، فقد عد "تأخر الرد على الهجمات الإرهابية هو السبب وراء تصاعد حدة الهجمات"، وقال في بيان، إن "الهجمات وصلت إلى المناطق الآمنة في المحافظة، بسبب تأخر الرد عليها من قبل القوات الأمنية"، مبينا أن "عناصر داعش بالمحافظة يتواجدون في سلسلة جبال حمرين، وهي بعيدة عن بلدة الخالص التي وقع فيها الهجوم الأخير، وهذا ما يؤشر إلى خلل أمني واضح في العمل الاستخباري، والسعي لمنع تحركات التنظيم".

والأسبوع الفائت بحث المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، في اجتماع، ملف تصاعد هجمات "داعش" في ديالى وكركوك، وأكد المجلس على إقرار التوصيات الكفيلة بالحفاظ على الأمن والاستقرار.

وتنفذ القوات العراقية منذ أسابيع عدة سلسلة عمليات أمنية وعسكرية نوعية في مناطق شمال وغربي البلاد، تستهدف جيوب وخلايا تنظيم "داعش"، في صحراء الأنبار وجبال حمرين وقره جوخ وبادية الموصل، وسط إجراءات متصاعدة على مستوى سد الثغرات الحدودية مع سورية التي تقول بغداد إنها المصدر الأول في تسلل الإرهابيين إلى العراق.

المساهمون