الجيش الجزائري: بعض الأطراف تهدد أمن المنطقة قرب الحدود و"علينا الاستعداد للمواجهة"

07 ديسمبر 2020
استعراض لافت لقدرات الجيش الجزائري (فاليري شريفولين/تاس/Getty)
+ الخط -

اتّهم الجيش الجزائري أطرافاً إقليمية، لم يسمها، بإثارة توترات وتهديد أمن المنطقة قرب الحدود الجزائرية، مشدداً في الوقت ذاته على استعداده للمواجهة، متوعداً بالرد على أي مساس بالأمن القومي للبلاد، وذلك تزامناً مع استمرار الجيش في استعراض لافت لقدراته العسكرية، وكشف ترسانته الثقيلة من الأسلحة والصواريخ.

وذكرت مجلة الجيش في افتتاحيتها الشهرية، نشرت اليوم الاثنين، أنّ "الوضع الإقليمي المتردي على طول شريط حدودنا وقيام بعض الأطراف، أخيراً، بتهديد أمن المنطقة، وإن كان بشكل غير مباشر، وهذا يعنينا وعلينا الاستعداد لمواجهته، بل يتحتم علينا ذلك كون بلادنا لها التزامات إقليمية يفرضها دورها المحوري، إضافة إلى مبادئها التي لا تحيد عنها والمتمثلة في نصرة كل القضايا العادلة".

ولعل هذا الخطاب يقصد به التوترات الأخيرة في منطقة الكركرات، نتيجة عودة التشنج والنزاع بين المغرب و"جبهة البوليساريو"، وسبقتها إثارة مشكلة إنشاء المغرب ثكنة عسكرية قرب الحدود الغربية الجنوبية مع الجزائر، قابلها احتجاج من قبل الجزائر، بطريقة غير رسمية، مرجحة أن تكون الثكنة موجهة لتركيز منصات تنصت وتشويش، لكن المغرب أوضح أن الأمر يتعلق بثكنة لإقامة الجنود المغاربة. 

وأضافت المجلة الناطقة باسم الجيش الجزائري أنّ "مواجهة هذه المخططات العدائية التي تستهدف بلادنا تستدعي بالضرورة أن يدرك شعبنا حقيقة الأهداف الخفية التي تحاول الجهات المعادية لبلادنا تحقيقها، ومن ثم الالتفاف حول قيادة البلاد لإحباطها، وعلى هذا النحو سيكون بوسع شعبنا إفشالها كما كان عليه الأمر في كل مرة حاولت فيه هذه الدوائر المعادية النيل من بلادنا".

وأكدت أن قوات الجيش تبقى في حالة "حفاظ على الجاهزية العملياتية والتأهب الدائم للجيش، تنفيذاً لمهامه الجوهرية المتمثلة في التأمين الشامل لحدودنا وصون حرمة البلاد والدفاع عنها".

ويأتي هذا الخطاب العسكري التحذيري، الموجه إلى أطراف إقليمية لم يذكرها الجيش، مرافقاً لبث هيئة الإعلام والدعاية التابعة للجيش سلسلة تقارير مصورة واستعراضات لافتة للترسانة العسكرية للجيش، كان آخرها بث الكشف عن منظومة صواريخ هجومية تعرف بصاروخ "إسكندر" البالستي الذي يبلغ مداه 280 كيلومتراً ويتمتع بقوة تدميرية كبيرة، ويمكنه تدمير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.

كما ظهر قائد أركان الجيش السعيد شنقريحة، قبل أيام، وهو يوجه خطابات حادة، قال فيها إنه يعول "على كل واحد من العسكريين والجنود، كل في منصبه، للدفاع عن الوطن ضد الإرهاب والمهربين، وحتى ضد عدو كلاسيكي"، وأكد أن الجيش مستعد وجاهز لضرب ودحر كل طامع في المساس بأمن الجزائر وأمنها القومي الذي لا يقتصر على الحدود الجغرافية فقط.

وقبل فترة أبدت نخب سياسية ومدنية جزائرية قلقها من كشف ترسانة الجيش، معربة عن خشيتها من أن إقدام قيادة الجيش على مزيد من إظهار قدراته العسكرية، الموجهة للردع، هدفه الاستدراج الغربي الذي يفسره الاهتمام الإعلامي وتزايد التقارير التي تركز بشكل خاص على تسليح قيادة الجيش وموازناته.

المساهمون