الجيش التركي يواصل سحب نقاطه المحاصرة في إدلب... وعملية تبادل أسرى بين النظام وفصيل جهادي

10 ديسمبر 2020
الجيش التركي ينشئ نقاطاً متقدمة في جبل الزاوية (فرانس برس)
+ الخط -

يواصل الجيش التركي المنتشر في إدلب شمال غربي سورية سحب النقاط المحاصرة من قبل قوات النظام، بعد عمليات تقدمها الأخيرة قبل توقف المعارك في مارس/آذار من العام الحالي. 

ولا يزال الجيش التركي يعزز حضوره من خلال إنشاء نقاط متقدمة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، بهدف إنشاء حزام أمام قوات النظام وقرب خطوط الاشتباك مع قوات النظام بالإضافة لإرسال التعزيزات إليها.

وأكدت مصادر محلية في ريف حلب الغربي، أنّ الجيش التركي أكمل سحب نقطة المراقبة في تجمع الراشدين غربي حلب، في وقت متأخر من ليل الأمس الأربعاء، لتضاف إلى كل من نقاط شير مغار ومورك بريف حماة الشمالي، وقبتان الجبل في الريف الشمالي الغربي من حلب، ومعرحطاط جنوبي مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وإحدى النقاط المحيطة بمدينة سراقب شرقي مركز محافظة إدلب، التي سحبها الجيش التركي من مواقع باتت تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها.  

وعلم "العربي الجديد" من مصادر عسكرية في المعارضة السورية أن الجيش التركي ينوي البدء بسحب نقطة الصرمان شرق مدينة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب، خلال اليومين المقبلين.

ولفتت المصادر إلى أن نقطة الصرمان سيجري نقلها إلى بلدة كدورة قرب بلدة خان السبل شرقي إدلب، والتي تسيطر عليها قوات النظام منذ فبراير/ شباط من العام الحالي.

وتشير معلومات أخرى إلى أن الجيش التركي بصدد سحب نقطة تل الطوقان بالريف الجنوبي من حلب، وذلك ضمن خطة لسحب كافة النقاط المحاصرة من قبل قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها سواء المحسوبة على إيران أو روسيا.

ويقرأ محللون خطوة سحب النقاط من قبل أنقرة في سياقين، الأول يتحدث عن استعداد تركيا لاحتمالية شن عمل عسكري من قبلها بالتعاون مع فصائل المعارضة المدعومة منها ضد قوات النظام، ما يجعلها تسحب النقاط المحاصرة كي لا تشكل مصدر ضغط على خياراتها الهجومية، في حال بدأت بتنفيذ الهجوم.

ويشير السياق الثاني إلى أن سحب النقاط يأتي ضمن تفاهم روسي – تركي لتخفيض القوات التركية جنوبي إدلب، أو جنوب "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب ومحيطها) بناء على طلب روسي، وهذا الطرح تضعفه التعزيزات العسكرية وإنشاء النقاط الإضافية في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وأنشأ الجيش التركي عدة نقاط في جبل الزاوية خلال الشهرين الأخيرين، قبيل بدء سحب النقاط  المحاصرة وما بعده، في كل من بلدات قوقفين وبليون ودير سنبل وغيرها.

 كما لجأ الجيش التركي في الأيام الأخيرة لإنشاء نقاط جديدة في كل من بلدة الرويحة بجبل الزاوية التي تطل على مدينة معرة النعمان، كبرى مدن إدلب من جهة الجنوب والواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وتلك النقطة تبعد حوالي 2.5 كيلومتر عن قوات النظام في بلدة الدانا شمالي معرة النعمان.

وقبل أيام، أنشأت القوات التركية نقطة في تل بدران بالقرب من قرية كنصفرة في جبل الزاوية كذلك، وتلك النقطة تشرف على سهل الغاب بريف حماة من خلال تمركزها على مرتفع، ويفصل بينها وبين قوات النظام المتمركزة في محيط كفرنبل حوالي كيلومترين فقط.  

وتشير تلك التحركات إلى عزم تركيا على رسم حزام أو طوق عبر نقاطها، بمواجهة قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها المدعومة من إيران وروسيا.

وقالت مصادر ميدانية مقربة من القوات التركية في إدلب، إن الجيش التركي يسعى لإنشاء ثلاث نقاط إضافية لإكمال ذلك الحزام، واحدة منها في بلدة كدورة قرب قرية خان السبل الخاضعة لسيطرة النظام شرقي إدلب، في حين لم يتم تأكيد مواقع النقطتين الباقيتين من قبل المصادر. 

وأشارت مصادر ميدانية على الأرض إلى أن الجيش التركي أدخل، فجر اليوم الخميس، رتلاً كبيراً يحمل ذخائر ومعدات لوجستية ومؤناً لتوزَّع على النقاط التركية في عموم إدلب، ضمن إجراء اعتيادي بإدخال إمدادات لوجستية نحو القواعد والنقاط التركية.  

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 7590 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.

وارتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى "منطقة خفض التصعيد" خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/ شباط 2020 وحتى الآن، إلى أكثر من 10925 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية. 

على صعيد منفصل، قالت مصادر محلية في إدلب، إن فصيل "أنصار الإسلام" الجهادي، أجرى عملية تبادل مع قوات النظام، إذ قضى التبادل بالإفراج عن شخص مدني مقابل الإفراج عن مقاتل من قبل قوات النظام كان قد أسر في معارك في جبل التركمان بريف اللاذقية في وقت سابق.

وتحدثت مصادر أخرى عن أن المفرج عنه من طرف النظام هو مقاتل في أحد التنظيمات الجهادية، دون التأكد من صحة المعلومة.  

وأضافت المصادر أن العملية تمت قرب بلدة ميزناز بريف حلب الغربي التي تعد خطاً فاصلاً بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وأن الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" و"الهلال الأحمر السوري" هما الجهتان المشرفتان على تنفيذ عملية التبادل التي كان جرى التفاوض عليها منذ عدة أيام قبل التوصل للاتفاق النهائي عليها.

المساهمون