تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية الجوية والبرية في البلدات الحدودية العراقية بإقليم كردستان العراق، محققة تقدما واضحا على مستوى إضعاف قدرات حزب "العمال الكردستاني" التسليحية والحد من الاعتداءات التي ينفذها داخل الأراضي التركية انطلاقا من شمالي العراق، ضمن عمليتي "مخلب النسر"، و"مخلب النمر"، التي انطلقت في يونيو/ حزيران الماضي.
وتستهدف تركيا مواقع ومعسكرات "الكردستاني" في زاخو والزاب وسنجار، ومخمور، عبر الضربات الجوية، ومن خلال العمليات البرية مناطق حفتانين وبرادوست وزاخو وسيدكان وسوران إضافة إلى جبال قنديل، شمال وشرق دهوك.
واليوم الثلاثاء، أعلنت أنقرة عن تحييد ما يعرف بـ"مسؤول جمارك سنجار"، عرفان آقجان، في حزب "العمال الكردستاني" خلال عملية أمنية، قالت إنها جرت شمال العراق.
وأفادت وكالة "الأناضول" بأن القوات التركية حيّدت عرفان آقجان، الملقّب بـ"آزاد هاشات"، نتيجة متابعة من الاستخبارات التركية، بعد أن تبيّن بأنه مسؤول "جمارك سنجار"، مبينة أنه "مدرج على النشرة الرمادية للمطلوبين لدى السلطات التركية، وكان يشرف على تنسيق مرور الإرهابيين بين سنجار وسورية، وجمع الإتاوات من السكان المحليين العاملين بالتجارة".
وأوضحت أن "العملية جرت عقب تلقي السلطات التركية معلومات استخباراتية عن نية آقجان نقل ذخائر وإرهابيين من سورية إلى العراق، لاستخدامها في عمليات ضد القوات التركية". وتفيد المعلومات بأن العملية نُفذت في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أي قبل عشرة أيام إلا أن الإعلان الرسمي تأخر.
في المقابل، أكد مسؤول عراقي كردي في محافظة دهوك لـ"العربي الجديد"، بأن الجيش التركي نجح في خلق مناطق حدودية آمنة جديدة بمنطقة جبل شاقولي، بعد فرار مسلحي الحزب إثر عمليات تركية كبدتهم خسائر بالأيام الماضية.
وأوضح المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن القوات التركية توسع من المناطق الآمنة على حدودها، بتوجه واضح بدا أنه نهج وهدف العملية منذ اليوم الأول لها قبل عدة أشهر، لافتا الى أن "مسلحي الحزب يحاولون التعويض عن المناطق التي خسروها من خلال الزحف إلى بلدات جديدة في الإقليم والتواجد فيها لكن التوجيهات من حكومة الإقليم هو منعهم حتى لو اضطر ذلك لمواجهتهم بالسلاح وتدخل البيشمركة".
في السياق ذاته، قالت مصادر صحافية من إقليم كردستان العراق إن "حزب العمال الكردستاني اعتقل شابين من قرية بوكريسكان في ناحية ورتي التابعة لقضاء راوندز بمحافظة أربيل، واقتادهما إلى جهة مجهولة"، ونقلت وسائل إعلام كردية عن مصادر قولها إن "الشابين قد يكونا من الناشطين الأكراد المعارضين لتجاوزات العمال الكردستاني".
وفي وقتٍ سابق، أكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق، جوتيار عادل، أن الاتفاق بين بغداد وأربيل على تطبيع الأوضاع في سنجار سينهي وجود كل القوات الدخيلة في المدينة، بما فيها حزب "العمال الكردستاني"، والجماعات الأخرى التابعة له، موضحا في بيان أن تطبيق الاتفاق الذي أبرم الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة يقع على عاتق الحكومة الاتحادية في بغداد.
ولفت عادل إلى أن الأمن الداخلي في مدينة سنجار سيكون تحت سيطرة قوات الشرطة الاتحادية، مبينا أن الاتفاق لم يشر إلى تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة.
من جهته، أكد "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الحاكم في إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني، أن "العمال الكردستاني"، يواصل القيام بـ"عمليات اغتيال للشخصيات القومية (الكردية)، وممارسة الافتراء والترويع"، مبيناً أن "الحزب يحاول استفزاز المؤسسات الرسمية في إقليم كردستان وجرها إلى القتال، ومارس العداء لحكومة وبرلمان الإقليم منذ نشأتهما".
وذكر في بيان أن مقاتلي الحزب تركوا ساحتهم الحقيقية، وعملوا على شنّ حرب داخل إقليم كردستان العراق، لافتاً في إلى أن هذا الأمر يشير إلى أن "الكردستاني يخدم أجندات خارجية تستخدمه بأسوأ طريقة".