أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، تدمير مئات العبوات الناسفة يدوية الصنع كانت بحوزة مسلحي حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق، خلال المرحلة الأولى من عمليتها العسكرية التي أطلقتها الأسبوع الفائت، مؤكدة أنها ضبطت كميات من قطع سلاح مختلفة.
وأطلقت تركيا في الـ 18 من الشهر الجاري عملية عسكرية شارك فيها سلاح الجو ووحدات برية خاصة، في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق، تستهدف مواقع مسلحي "الكردستاني"، الذي يتخذ من تلك المناطق منطلقاً لشنّ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.
ووفقاً لبيان أصدرته الوزارة، فإن "عملية (المخلب - القفل) التي انطلقت لصد هجمات الحزب شمالي العراق ولضمان أمن الحدود ما زالت مستمرة كما هو مخطط لها".
وبيّنت وزارة الدفاع أنه "بعد الانتهاء بنجاح من المرحلة الأولى من العملية، والوصول إلى الأهداف المحددة، اقتحمت قوات الكوماندوس الخاصة الكهوف والمخابئ وما يسمى المقرات التي يستخدمها الإرهابيون، واحداً تلو الآخر".
الدفاع التركية: دمرنا 369 عبوة ناسفة لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي في إطار عملية عملية المخلب - القفل ضد معاقل التنظيم شمالي #العراقhttps://t.co/cmGgkvXGmi pic.twitter.com/Qs6I9VpHU1
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) April 29, 2022
وأضافت أن "القوات التركية التي تواصل عمليات البحث والتفتيش في المنطقة ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر العائدة للحزب، وأنه منذ بدء العملية تم تدمير 369 عبوة ناسفة يدوية الصنع، وتطهير 81 كهفاً ومخبأ لعناصر الحزب".
وأكدت أيضاً أنه "تم ضبط 94 قطعة سلاح ثقيلة، من بينها رشاشات، وقاذفات صواريخ، وقاذفات قنابل، وقذائف هاون".
وأمس الخميس، أفادت مصادر أمنية في مدينة دهوك شمالي العراق بقصف مروحيات تركية لمواقع جديدة تابعة لمسلحي حزب العمال الكردستاني، بمناطق سركلى وسكيرى الحدودية مع تركيا شمال دهوك.
في السياق ذاته، قال الخبير بالشأن الكردي أرشد كركوكلي إن مسلحي حزب العمال الكردستاني اضطروا خلال الأيام الأخيرة الماضية إلى التراجع من مناطق كثيرة نتيجة خسائر ألحقها بهم الطيران التركي.
وأضاف كركوكلي أن التقارير المتوفرة حالياً تشير إلى أن العملية ورغم مرور نحو أسبوعين عليها لم تتسبب بأي خسائر بين المدنيين "وهذا دليل يشير إلى أن مناطق العمليات كلها خارج سيطرة الدولة العراقية أو حكومة إقليم كردستان، وأنها منزوعة السكان".
وتابع في حديث لـ"العربي الجديد" أن "وحدات البشمركة نجحت في منع تمدد مسلحي الحزب لمناطق أخرى داخل الإقليم منذ بدء العملية، والمعلومات تشير إلى أنهم قد يعودون للانزواء مرة أخرى في سلسلة جبال قنديل".
واعتبر الخبير الكردي أن الحكومة العراقية في بغداد وحكومة أربيل "يجب أن تفكر بطريقة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق وفرض القانون فيها، خاصة أننا نتحدث عما مجموعه عشرات الكيلو مترات".
هاجس أمني
بدوره قال ضابط في قوات اللواء 80 بالبشمركة لـ"العربي الجديد" إن "العبوات الناسفة والألغام التي يزرعها مسلحو حزب العمال باتت هاجساً أمنياً، وقد يكلف الخلاص منه سنوات طويلة".
وأضاف الضابط في اتصال هاتفي بأن مسلحي الحزب "ما زالوا يحصلون على السلاح من مناطق داخل سورية، وهذا ما تتحمل مسؤوليته قوات قسد بالدرجة الأولى"، بحسب قوله.
واعتبر الضابط الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن قواته "تؤدي دوراً مهمّاً لا يقل عن دورها السابق في حماية الإقليم من خطر تنظيم داعش".
والأحد الماضي، أعلنت السلطات الأمنية في مدينة أربيل، عبر بيان رسمي لها، إحباط ما وصفته بـ"خطة خطيرة تستهدف أمن الإقليم عبر شن هجمات وتفجيرات بمناطق عدة".
ووفقاً لبيان صدر عن وكالة مكافحة الإرهاب في الإقليم فإن "المخطط الذي يقف خلفه حزب العمال الكردستاني جرى إحباطه ومصادرة طن من مادة التي أن تي، وصواريخ مضادة للدبابات وعدد من محركات الطائرات المسيرة ومئات القطع من أسلحة الكلاشينكوف والقنابل المتفجرة".