أعلن الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية، بغارة عبر طائرة مسيَّرة في ناحية جندريس بريف عفرين الغربي.
وصرّحت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في بيان، بأن ماهر العقال قُتل في الغارة وأصيب أحد المقرّبين منه بجروح خطرة. والعقّال كان واحداً من خمسة قادة كبار يديرون عمليات التنظيم العابرة للحدود.
وأضاف بيان الجيش الأميركي أنه "جرى التخطيط المكثف لهذه العملية لضمان تنفيذها بنجاح، وتشير مراجعة أولية إلى عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
وأوضح البيان أن العقال مسؤول عن تطوير شبكات "داعش" خارج العراق وسورية.
وكانت مصادر محلية قد قالت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن شخصين كانا على متن دراجة نارية استُهدِفا مباشرةً بصاروخ أطلقته طائرة من دون طيار في أثناء مرورهما في قرية خالطان التابعة لناحية جنديرس في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
وأوضحت المصادر أن الاستهداف أدى إلى مقتل شخص وإصابة الآخر بجروح خطرة.
وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر خاصة تؤكد أن "ماهر العقال، المعروف باسم أبو البراء الشمالي، ينحدر من منطقة سلوك بريف محافظة الرقة الشمالي، وهو من أبناء عشيرة النعيم"، مُشيرةً إلى أن "سليمان العقال الذي اعتقلته السلطات التركية في ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا عام 2021 يُعد شقيق ماهر".
ولفتت المصادر إلى أن "ماهر العقال كان أمير قاطع مدينة الرقة في عام 2019 ضمن تنظيم (داعش)، وهو أحد أبرز المتهمين باغتيال الشيخ بشير فيصل الهويدي، ويعتبر من أحد الوجهاء الأهم لعشيرة (العفادلة) التي تنضوي تحت (البوشعبان) الأوسع في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018".
من جهته، قال فرهاد شامي، وهو المتحدث الإعلامي باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إن "زعيم داعش في سورية ماهر العقال كان أحد المسؤولين عن تفجير استهدف (نشطاء أكراد) في عام (2015) بمدينة أورفا في تركيا"، مؤكداً وفق منشور له على صفحته الرسمية في "فيسبوك" أن "التفجير حينها أسفر عن مقتل حوالي 35 ناشطاً كردياً".
وألقت قوات الأمن التركي بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات القبض على "عزو خلف سليمان العقال" في يناير/ كانون الثاني العام الفائت، وهو أحد المنتمين لتنظيم "داعش"، الذي قام بتوفير المتفجرات المستخدمة في تفجيري "السلطان أحمد" بإسطنبول و"سوروج" في شانلي أورفة، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
وأكدت وزارة الداخلية التركية أن سليمان العقال شارك مع الإرهابي ماهر العقال المكنى بـ"أبو براء"، المسؤول عن التخطيط للعديد من عمليات "داعش" الانتحارية، مُشيرةً إلى أنه "ثبت تورطه بتوفير المتفجرات المستخدمة في تفجيري إسطنبول وشانلي أورفة".
بدوره، يقول الباحث في مركز "جسور" للدراسات، وائل علوان، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه "لم يتضح لنا من مصادر ميدانية ما إذا كانت التفاصيل التي تُتداوَل صحيحة أو لا، بما في ذلك اسم الشخص المستهدف ومنصبه"، مشيراً إلى أنه "كان هناك إعلان سابق عن مقتل شخص اسمه ماهر العقال، لذلك قد نحتاج إلى بعض الوقت للتحقق من التفاصيل".
ولا يعتقد علوان أن "توالي الغارات دليل على هشاشة التنظيم أو صلابة بُنيته التنظيمية بمقدار ما يدل على قدرة الولايات المتحدة العالية على الاستفادة من المعتقلين، وخاصةً بعد أحداث سجن غويران في الحسكة؛ فقد جرى التحقيق مع المعتقلين بإشراف مباشر من واشنطن، كذلك آلية التحقيق مع المعتقلين الذين يُلقى القبض عليهم في العراق وفي تركيا، وسابقاً سلمت تركيا الحكومة العراقية قيادياً بارزاً، وأفاد بالتحقيقات بمعلومات كثيرة".
وأشار علوان إلى أنّ "من الواضح تماماً أن التنظيم يتحرى الهدوء وعدم الدخول في تحركات واسعة من أجل أن يستعيد أنفاسه، وكي يتمكن من إعادة ترتيب صفوفه بعد مقتل قيادييه"، موضحاً أن "المتابعة المستمرة ورصد المعلومات من قبل الدول، يمنعانه من هذه الفرصة؛ دائماً هناك مطاردة واستهداف لهؤلاء القياديين المتخفين".
وذكر المتحدث ذاته أنه "ليس صحيحاً أن تنظيم داعش وقياداته يلجأون فقط إلى إدلب أو إلى مناطق المعارضة السورية عموماً، فهم يستفيدون من الفوضى الأمنية في جميع مناطق سورية، وهم موجودون ربما في البادية ضمن مناطق قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وكذلك في مناطق المعارضة، وفي الدول المحيطة أيضاً هم يحاولون التخفي والاستفادة من البنية الأمنية السابقة للتنظيم".
وكانت طائرة مجهولة قد قتلت، في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، شخصاً على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة قميناس، وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لاحقاً العملية ومقتل قيادي في تنظيم "حراس الدين" التابع للقاعدة، يدعى أبو حمزة اليمني.
وجرت سابقاً عدة عمليات مشابهة من طائرات حربية من دون طيار استهدفت أشخاصاً في مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة ومناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" في شمال وشمال غرب سورية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في الثالث من فبراير/ شباط العام الجاري مقتل "أبو إبراهيم القرشي" زعيم تنظيم "داعش"، إثر عملية إنزال جوي نفذتها القوات الأميركية في منطقة أطمة شماليّ محافظة إدلب، وتمكنت قوات التحالف الدولي من قتل "أبو بكر البغدادي" الزعيم السابق لتنظيم "داعش"، إثر عملية إنزال جوي في الـ27 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 في منطقة باريشا القريبة من الحدود السورية التركية، شماليّ محافظة إدلب.