الجمهوريون يتحاشون الحرب على غزة تجنباً لخسارة أصوات العرب في الانتخابات

21 يوليو 2024
من المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي، 18 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **غياب القضايا العربية**: لم تحظَ القضايا العربية باهتمام في المؤتمر الجمهوري 2024، باستثناء إشارات عابرة، بينما شهد المؤتمر فعاليات لدعم إسرائيل، مما يعكس تجاهل الحزب للقضايا العربية وسط تراجع شعبية بايدن بين الناخبين العرب الأميركيين.

- **استراتيجية كسب الأصوات**: يسعى الجمهوريون لاستغلال غضب الناخبين العرب من سياسات بايدن تجاه غزة لكسب أصواتهم في الولايات المتأرجحة، مع تجنب التحدث عن الإبادة الجماعية في غزة بشكل مباشر.

- **مواقف ترامب**: يواصل ترامب ونائبه دعم إسرائيل وتجاهل الإبادة الجماعية في غزة، ويركز على إنجازاته السابقة في الشرق الأوسط، مع تجنب تقديم وعود محددة بشأن إنهاء الحرب في غزة.

بايدن قد يحصل على أقل من 20% من أصوات العرب الأميركيين

يستهدف الجمهوريون أصوات العرب الغاضبين من إدارة بايدن

لم يكن للعرب وقضاياهم وجود في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري

لم يكن للعرب وقضاياهم وجود في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري 2024 الذي اختتم فعالياته الخميس الماضي، باستثناء جملة "أصبح التضخم سيئاً جداً في عهد بايدن ولم يعد بإمكانك رشوة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بالنقود وحدها، بل عليك استخدام سبائك الذهب" (إشارة إلى الرشوة التي حصل عليها السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز من مصر) في خطاب عضو مجلس النواب مات غيتز. وأيضاً كلمة العراقية إلينا حبة، محامية دونالد ترامب، في المنصة الرئيسية للمؤتمر. يأتي ذلك في الوقت الذي عُقدت فيه عدة فعاليات من أجل دعم إسرائيل.

وكان استطلاع رأي عن اتجاه الناخبين الأميركيين العرب في ولايات فلوريدا، وميشيغن، وبنسلفانيا، وفرجينيا (وهي ولايات متأرجحة ليست محسومة للمرشح الجمهوري أو الديمقراطي)، أجراه المعهد العربي الأميركي ونشرت نتائجه في نهاية مايو/ أيار الماضي، قد كشف أنّ بايدن قد يحصل على أقل من 20% من أصوات العرب الأميركيين، مقارنة بنحو 60% من أصواتهم حصل عليها في عام 2020. كذلك أيّد نحو 33% الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي النسبة نفسها التي حصل عليها في 2020، وقال نحو 88% من الأميركيين العرب إن لديهم وجهة نظر سلبية حول الطريقة التي تعامل بها بايدن مع الحرب على غزة.

وكشفت جلسات ولقاءات مع مسؤولين جمهوريين، تحاشيهم التحدث عن الإبادة الجماعية في غزة، أملاً في عدم استفزاز الناخبين العرب الغاضبين من الرئيس جو بايدن والديمقراطيين، وفي الحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة، خصوصاً في ولايات متأرجحة مثل ميشيغن وبنسلفانيا.

ويستهدف الجمهوريون الحصول على أصوات العرب الغاضبين من دعم الرئيس الأميركي جو بايدن للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حالياً في غزة، والتي أدت إلى مقتل نحو 40 ألف مدني وطفل على يد الاحتلال الإسرائيلي، وتقدر أعداد الناخبين العرب والمسلمين بنحو 300 ألف ناخب، وكان ترامب قد فاز بولاية ميشيغن في 2016 بنحو 11 ألف صوت فقط، فيما فاز بها بايدن بنحو 150 ألف صوت في 2020.

ويدعم دونالد ترامب المرشح للرئاسة، ونائبه دي فانس، إسرائيل دعماً مطلقاً، وصرّح ترامب من قبل بأنه يجب على إدارة بايدن ترك إسرائيل لتنهي مهمتها في غزة، لكنه استنكر تصوير الجنود الإسرائيليين أنفسهم في أثناء ممارسة عملية القتل للمدنيين. كذلك فإنه في المناظرة الرئاسية استخدم كلمة "فلسطيني" بطريقة وصفت بأنها عنصرية، حيث قال: "إسرائيل تريد الاستمرار، يجب أن تتركهم ينهون المهمة، إنه (بايدن) لا يريد استكمال المهمة، لقد أصبح مثل فلسطيني". كذلك اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في 2017، متجاهلاً القوانين والقرارات الدولية.

رئيس الحزب الجمهوري في ميشيغن عن خطط الحزب بشأن غزة: فريق ترامب المسؤول

وعلّق رئيس الحزب الجمهوري في ولاية ميشيغن، وعضو لجنة كتابة برنامج الحزب الجمهوري 2024، بيت هوكسترا، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، حول خطط دونالد ترامب المرشح رسمياً للانتخابات الرئاسية، وحملته لإقناع الناخبين العرب في ميشيغن الغاضبين من إدارة بايدن بسبب الحرب في غزة، قائلاً: إن فريق ترامب الرئيسي هو المسؤول عن الإجابة عن هذا السؤال في هذا التوقيت.

وأضاف هوكسترا أنه يمكن النظر إلى التقدم الذي أحرزه الرئيس دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، والاتفاق الإبراهيمي، وقطع الأموال عن إيران. وأضاف في هذا السياق: "لم تكن هناك أموال تذهب للحوثيين أو لحزب الله أو لحماس، الآن بسبب تغيير سياساته صار هناك عدم استقرار في المنطقة، صار لدينا هجمات 7 أكتوبر والرد على هذه الهجمات". يقصد ما تقوم به إسرائيل من عملية قتل للمدنيين منذ أكثر من 9 أشهر، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف مدني فلسطيني حتى اليوم.

ورفض بيت هوكسترا، الإفصاح عن نتائج النقاش مع المجتمع العربي بالولاية، وحول ما إذا كان هناك خطط للحزب لوقف الحرب أو لا، وعلّق على هذه الأسئلة بالقول: "هذا أمر حساس وكل ما يتعلق بغزة يُدار مباشرة من حملة ترامب، وهم مهتمون جداً بذلك".

وأضاف أن الرئيس ترامب لديه خطة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط، وأنه سيمضي قدماً لتنفيذها، وأنه يتعين تطوير استراتيجية لإعادة الاستقرار و"بعض الحياة الطبيعية" إلى الشرق الأوسط قبل مواصلة التقدم الذي أحرزناه تحت قيادة الرئيس السابق. وقال إنه سيُرحَّل غير الأميركيين من "مؤيدي حماس".

وأوضح أنه من اللجنة التي كتبت برنامج الحزب الجمهوري 2024 والتي تتضمن رؤية وخطة الحزب للفترة الرئاسية المقبلة. ورداً على سؤال عن خطة الحزب لطرد من يسمونهم "مؤيدي حماس" خارج البلاد، قال: "سيُرحَّل غير الأميركيين عبر المطارات، ومن سيغادرون هم الذين يمكن طردهم بشكل قانوني". ورداً على تعليق "العربي الجديد"، لكنهم يتظاهرون من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وهذا يتعارض مع حرية الرأي والتعبير، قال رئيس الحزب الجمهوري في ولاية ميشيغن: فريق ترامب الرئيسي هو المسؤول عن التحدث في هذه القضية، ولا أستطيع أن أتحدث رسمياً عن ذلك.

عضو حملة ترامب يتجاهل طرح أي تفاصيل عن خطط الرئيس السابق

المدير الأسبق للاستخبارات الأميركية والدبلوماسي ريتشارد غرينيل، وعضو حملة ترامب، التقى الشهر الماضي 40 شخصاً ممثلين للمنظمات العربية والإسلامية بولاية ميشيغن، رفض الإجابة عن سؤال "العربي الجديد"، بشأن تفاصيل لقائه الجالية وهل هناك خطة لترامب لإنهاء الحرب في غزة. وقال غرينيل إن الناخبين العرب الأميركيين واليهود الأميركيين، يريدون رؤية ترامب يعود مرة أخرى إلى البيت الأبيض "لأنهم يريدون أن يكون هناك سلام"، ولم يطرح أي تفاصيل عمّا إذا كانت هناك خطط أو وعود يرغب ترامب في تقديمها إلى الجالية العربية للحصول على أصواتها.

إلينا حبة، محامية ترامب وصديقته المقربة، التي وصفتها فوكس نيوز بأنها تقود استراتيجية إعادة حملته للبيت الأبيض، ألقت كلمة أشارت فيها إلى أنها فخورة بأنها كاثوليكية، وأنها عربية أميركية وأن والديها من العراق، وأشارت إلى أن زوجها يهودي من عائلة نجت من الهولوكوست، وروت تفاصيل من علاقتها الإنسانية عن ترامب.

أما ترامب، فقد أشار في خطاب ترشحه إلى الوضع في الشرق الأوسط، قائلاً: سأنهي كل أزمة خلقتها الإدارة الحالية، بما في ذلك "الحرب التي حدثت بسبب الهجوم على إسرائيل، والتي لم تكن لتحدث لو كنت الرئيس، إيران لم يكن لديها أموال، والآن لديها". وتحدث عن المحتجزين الإسرائيليين، قائلاً: "لكل دول العالم أريد عودة رهائننا، ويفضل أن يحصل ذلك قبل دخولي البيت الأبيض، وإلا فستدفعون ثمناً باهظاً".

وأظهرت جميع الكلمات والتصريحات، أنه كلما جرى الحديث عن غزة، يلقي الرئيس وحملته اللوم على "إيران"، دون إجابة مباشرة بشأن ما إذا كان هناك خطة لإنهاء الحرب أو لا وما هي تفاصيلها، ويتجاهل الجميع الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة.

المساهمون