الجزائر وإيطاليا تجددان الدعوة إلى إنجاز انتخابات حرة في ليبيا

23 يناير 2023
ميلوني تلتقي تبون بالقصر الرئاسي في الجزائر (الأناضول)
+ الخط -

دعت كل من الجزائر وإيطاليا، اليوم الاثنين، إلى إنجاز انتخابات حرة في ليبيا، وإسناد حوار ليبي تقوده الأمم المتحدة كمدخل رئيسي لحل الأزمة العالقة منذ سنوات، إضافة إلى المطالبة بتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إنشاء دولته المستقلة.

جاء ذلك خلال مؤتمر مشترك للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في القصر الرئاسي بالعاصمة، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي وصلت أمس الأحد إلى الجزائر.

وقال تبون في المؤتمر المشترك "اتفقنا على تنسيق العمل لحل أزمات المنطقة، ولمست موقفا من ميلوني يترجم تقارباً كبيراً في الرؤى حول الأزمة الليبية".

وأوضح "لقد أكدنا ضرورة التوصل إلى حل توافقي أساسه تنظيم الانتخابات، ودعم مصالح الدولة الليبية، والحوار الشامل الذي تقوده الأمم المتحدة".

 من جهة ثانية، قال الرئيس الجزائري: "أما بالنسبة للوضع في مالي، فقد شددنا على وجوب تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر (مايو/أيار 2015)، وتمكينهم من الدعم المالي والسياسي الدولي، وتعزيز دور البعثة الأممية، مينوسما".

وعن فلسطين، قال تبون إنه تم التوافق على "ضرورة حمل الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للوائح وقرارات الأمم المتحدة، ووقف الانتهاكات المتكررة في حق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاعتداءات".

وأضاف "نحن نتطلع هذه السنة إلى تمكين فلسطين من العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة".
 
وحول قضية الصحراء، نوه الرئيس الجزائري إلى ما وصفه بـ"الموقف الإيجابي لإيطاليا من قضية الصحراء الغربية، لإيجاد حل لهذه القضية وفقاً لمقررات الأمم المتحدة، حيث تم الاتفاق على دعم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ودعم البعثة الأممية من أجل الاستفتاء في الصحراء الغربية".

وأضاف "لقد عبّرنا عن انشغالنا البالغ لتعدد بؤر الصراع التي تهدد الأمن العالمي وأدت إلى أزمات مقلقة، ولها تداعيات على العالم وخاصة في أفريقيا".

من جهتها، قالت رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني "هناك زعزعة استقرار متنامية في منطقة مالي والساحل". ولفتت إلى أنه "تحدثنا عن الأزمة في تونس وليبيا. وبخصوص الشرق الأوسط، نرى أنه يتوجب العودة إلى مفاوضات السلام والتوصل إلى حل الدولتين". 

ووصفت ميلوني علاقات الصداقة بين الجزائر وإيطاليا بـ"الرائعة"، مبينة أن "اختيارها الجزائر لتكون أول دولة تزورها ليس من قبيل الصدفة. لقد أردنا أن نظهر أهمية الشراكة مع الجزائر كبلد موثوق به، وأن نحتفل بعشرين سنة من اتفاقية الصداقة. إيطاليا تنوي أن تحقق مع الجزائر شراكة تسمح للبلدين بتغطية الآفاق في المستقل وفي النمو والتقدم وبناء جسور في المتوسط، وتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة لنا".

إلى ذلك، تقرر إرجاء التوقيع على اتفاق تعاون أمني بين البلدين، والذي كان مقررا التوقيع عليه خلال هذه الزيارة، وذلك بهدف إثرائه أكثر، حيث يشمل مجالات تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. كما سيكون ملف محاربة الهجرة غير النظامية متزامنا مع تحيين متابعة الاتفاق الجزائري-الإيطالي بشأن حركة الأشخاص وقضية الهجرة غير الشرعية.

وزارت ميلوني، اليوم الاثنين، حديقة مركزية في العاصمة الجزائرية، أطلق عليها اسم "أنريكو ماتي"، كان قد افتتحها الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021. 

وماتي هو شخصية اقتصادية إيطالية، ساعد الثورة الجزائرية، ودافع عن قضيتها، لذلك تعتبره الجزائر "صديقاً للثورة الجزائرية"، ويعد رمزاً للتعاون الاقتصادي والصداقة بين الجزائر وإيطاليا. ويحمل أنبوب الغاز "العابر للمتوسط" الذي يربط بين البلدين اسمه منذ سنة 1999، ومنحه الرئيس عبد المجيد تبون أخيراً وسام أصدقاء الثورة الجزائرية.

وكانت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني قد وصلت مساء أمس إلى الجزائر، في زيارة عمل هي الأولى لها خارج البلاد منذ توليها منصبها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتعد زيارة ميلوني الثالثة من نوعها لرئيس حكومة إيطاليا إلى الجزائر في ظرف سنة واحدة، إذ سبق ذلك زيارة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي خلال شهري إبريل/نيسان ثم في يوليو/تموز 2022.