الجزائر: نقاشات داخل الأحزاب الإسلامية استعداداً للانتخابات الرئاسية

23 فبراير 2024
عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

تجري أحزاب التيار الإسلامي في الجزائر مزيداً من الاستعدادات والنقاشات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نهاية العام الجاري، حيث بدأ هذا الاستحقاق الانتخابي بأخذ أكبر قدر من تركيز وأنشطة هذه القوى السياسية على الرغم من تأخر إعلان أي ترشح أو موقف محدد منه.

وعلى هذا الصعيد، شرع مجلس شورى حركة "البناء الوطني"، ثالث أحزاب الحزام الحكومي، اليوم الجمعة، في إجراء نقاشات تمهيدية حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأبدى رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة انفتاح حركته على تنسيق مشترك مع باقي القوى السياسية بشأن كيفية التحضير وخوض الانتخابات المقبلة.

وقال بن قرينة أمام أعضاء المجلس إن الحركة ستظل "منفتحة، خلال التحضير لهذه الانتخابات، على العمل المشترك مع الشركاء لضمان ترسيخ قواعد الديمقراطية الحقة، وتوسيع التعددية السياسية وتأكيد دولة الحق والقانون، ومواصلة الحرب على الفساد ومنع عودة عصاباته، وإعطاء فرصة الوقت الكافي لتحقيق الطموحات والبرامج، وضمان الحريات والحقوق التي نتطلع إلى أن تكون ثقافة مشتركة بين الجميع يسودها احترام الأشخاص والقانون وهوية الأمة الجزائرية".

وأكد بن قرينة، وهو مرشح رئاسي في انتخابات عام 2019، أنّ الرئاسيات المقبلة تعتبر محور الشرعية السياسية التي تحمي السيادة ووحدة القرار واستمرارية الدولة، و"مرتكزاً للاستقرار المؤسسي ومنطلقاً لمشروع النهضة الوطنية".

وتعطي مجموع المؤشرات السياسية المضمنة في خطابات قيادات ومواقف حركة "البناء الوطني" دلالات واضحة بشأن توجه الحركة، التي تشارك في الحكومة وتعد ثاني أكبر حزب إسلامي في البلاد، نحو دعم وإسناد ترشح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية، وتطمح إلى قيادة تحالف سياسي يضم كافة أحزاب الموالاة بشأن ذلك، خاصة كون الحركة ورئيسها من أكثر المدافعين عن سياسيات تبون.

انتخابات الجزائر: بين دعم تبون أو تقديم مرشح منافس

ومن جهتها، تجري حركة "مجتمع السلم" تقديراتها السياسية حول الانتخابات المقبلة، قبل الإعلان عن موقف محدد بشأن صيغ المشاركة وتقديم مرشح من عدمه، إذ كان مجلس شورى الحركة ناقش الملف قبل أسبوعين وطالب السلطة بتوفير الظروف السياسية المناسبة للانتخابات.

وقال رئيس الحركة عبد العالي حساني، في منتدى إعلامي، الأربعاء الماضي، إنّ "الانتخابات الرئاسية تمثل أولوية أساسية بالنسبة للحركة، وسيكون لها موقف فاعل هذه المرة"، مضيفاً: "سيكون لنا موقف بشأن كيفية المشاركة في الانتخابات مقارنة بمواقف مقاطعة في انتخابات عام 2014، وممانعة في انتخابات 2019".

وقال حساني إنّ "الحركة لم تتخذ موقفاً محدداً بشأن كيفية المشاركة في الوقت الحالي" وتأجيل ذلك حتى انعقاد مجلس شورى الحركة في الفترة المقبلة، مضيفاً: "نحن ندير مسألة الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي بطريقة مؤسساتية، والمكتب الوطني للحركة سيجمع كل المعطيات ذات الصلة بالانتخابات، ثم نقدم تقديراً سياسياً إلى مجلس الشورى لإعلان موقف نهائي".

ويفهم في سياق هذا الموقف وجود توجه لدى الحركة، التي تعتبر من أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، نحو المشاركة في الانتخابات الرئاسية وعلى الأغلب عبر مرشح باسم الحركة، بخلاف مواقفها السابقة حيث عارضت ترشيح عبد العزيز بوتفليقة رغم مرضه في انتخابات 2014 ورفضت انتخابات عام 2019 بسبب الرفض الشعبي لها.

ولم يبد الحزبان الآخران من التيار الاسلامي، حركة النهضة وحركة الاصلاح الوطني، مواقف حتى الآن من الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن يبدو أن حركة النهضة تميل بحسب مواقفها السياسية نحو إجراء تحالفات مع أي مرشح إسلامي محتمل.

ومن المرجح أن تستمر حركة الإصلاح، التي كان يقودها سفير الجزائر الحالي في مدغشقر فيلالي غويني، الذي عين بعد دعمه لتبون في انتخابات عام 2019، في موقفها الداعم للرئيس الحالي عند إعلان ترشحه لولاية ثانية.

المساهمون