لا يختلف اثنان أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أصبح يشغل حيزاً كبيراً من حياة الجزائريين، ورغم وصف الكثير لنشاط الموقع في الجزائر، وذلك لنوعية النقاش الدائر فيه، الذي لا يتعدى مواضيع الفن و الغناء و كرة القدم. إلا أن العالم الأزرق الافتراضي، استطاع أن يكون "مكبر صوت" للعديد من القضايا الاجتماعية، معوضاً بذلك الجهات الرسمية في التكفل بهذه القضايا، لتكون "الجمهورية الزرقاء" الحاضنة لصرخة العديد من الجزائريين المرضى العاجزين عن توفير حقوق العلاج، أو لجزائريين دون مأوى أو حتى بطالين.
عدلان وسعيد... أهملتهما وزارة الصحة فتكفل بهما "فيسبوك"
بعد أربع سنوات من الصراع مع المرض، تبنى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صرخة الشاب الجزائري عدلان، وحولها لرواده من الجزائريين البالغ عددهم 6 ملايين مشترك، بعدما أن أهملت وزارة الصحة الجزائرية معاناة عدلان. وكان الهدف جمع مبلغ 700 ألف يورو، بهدف إجراء عملية جراحية في فرنسا لقدم الشاب. فتحولت قضية عدلان، من صرخة شاب محتجز بين جدران غرفته، إلى قضية رأي عام تفاعل معها الشارع الجزائري، وأحرجت وزير الصحة الجزائري، عبد المالك بوضياف، الذي تدخل متأخراً وأمر مصالحه بالتكفل برحلة العلاج إلى فرنسا، و هو ما كان لعدلان، إلا أن القدر كتب لساقه أن تُبتر بعد أن وصلت إلى درجة متقدمة من المرض.
نفس السيناريو يكرر مع الشاب الجزائري، سعيد بوزمارن، الذي تكفل "فيسبوك"، بإطلاق حملة جمع تبرعات بغرض إيفاد سعيد، إلى أحد المستشفيات الكبرى في أوروبا، لزرع الكليتين والكبد بعد ما أصيب بمرض نادر يدعى "أوكزو"، تسبب بتوقف كليتيه وكبده عن النشاط. ومرّة أخرى يفعل "فيسبوك"، فعلته و يجبر وزير الصحة الجزائري على التحرك، والتكفل بمصاريف علاج الشاب.
العم حسين... "فيسبوك" يجد له عملاً بعد ساعتين فقط
120 دقيقة كانت كافية لـ"جمهورية فيسبوك"، كي تجد لعامل النظافة الشهير في الجزائر العم حسين منصب عمل، بعد إطلاق رواد الموقع حملة من أجل إعادة إدماجه في شغله بعد تنظيفه لشوارع مدينة "دالي ابراهيم"، في العاصمة الجزائرية، مجاناً لمدة سنة كاملة، حيث دعاه نائب رئيس البرلمان الجزائري، بهاء الدين طليبة، عبر صفحته على "فيسبوك"، إلى مكتبه من أجل التوقيع على عقد عمل جديد، يشتغل بموجبه العم حسين، في البرلمان الجزائري. و ينتهي بذلك مسلسل معاناة عامل النظافة الذي راسل رئيس بلدية دالي ابراهيم، عشرات المرات من أجل إعادة إدماجه في عمله بعد توقيفه نهاية 2014.
"فيسبوك" يهزم السلطات الجزائرية في موقعتين
دفعت حملات أطلقها ناشطون جزائريون على الفيسبوك، السلطات المحلية لمحافظة أم البواقي، شرق الجزائر، إلى إزالة تمثال الشهيد "العربي بن مهيدي" من مكان الذي نصب به. وذلك بعد أن أثير حوله الكثير من الجدل و طالته العديد من الانتقادات من طرف عائلة الشهيد والمواطنين والمثقفين لكونه بعيد كل البعد عن ملامح الشهيد "بن مهيدي". وقبل عدة أشهر قاد جزائريون حملة مماثلة لنزع تمثال للعلامة عبد الحميد ابن باديس، من وسط شارع بمحافظة قسنطينة، شرق الجزائر، وشاركت فيها عائلة العلامة التي طالبت السلطات بإزالة التمثال الذي اعتبرته إهانة لشخصية مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فضلاً عن عمليات العبث و اللهو التي طالت التمثال من طرف بعض الشباب والمراهقين. وقد تم نزع التمثال في ظرف وجيز.
"العالم الازرق" يعوض الرقم الاخضر
مع كل كارثة طبيعية أو حادثة تعصف بالجزائر يتحول "فيسبوك"، إلى منصة للبحث عن المفقودين أو طلب التبرع بالدم أو طلب المساعدات الطبية والغذائية وغيرها من أشكال المساعدات. كما كان عليه الحال مع زلزال "حمام ملوان" بالبليدة، جنوبي العاصمة الجزائر، في العام 2014، إذ انتشرت صور و أسماء الجرحى والقتلى على صفحات "فيسبوك"، مع أسماء المستشفيات المتواجدين فيها، وبالموازاة مع ذلك انطلقت العديد من الحملات لجمع التبرعات لسكان المنطقة. كما تحول موقع التواصل الاجتماعي، إلى مصدر معلومات بالنسبة لعائلات الحجاج الجزائريين في موسم الحج المنصرم بعد حادثة التدافع بمنى، حيث سارع حجاج متواجدون بالبعين المكان، إلى نشر صور وأسماء بعض المفقودين والمصابين ومعلومات شخصية عنهم، ما ساعد على تحديد هوية عدد من المفقودين ممن كانوا يرقدون في المستشفيات السعودية.